اﻻمام الولي الصالح محمد قلي ولد ابراهيم
تعلم محمد بن ابراهيم العلم على أبيه الذي جاء إلى منطقة : زارا قادما من العراق على رأس جيش للجهاد في سبيل الله
وتخرج على يد أبيه فقيها أديبا متورعا زاهدا متصوفا راسخا في العلوم الظاهرية والباطنية وحج مع والده ولما عاد إلى زارا موطن إقامتهما توفي و الده ابراهيم في العقد الأول من القرن السابع الهجري ويوجد في وثائق أهل ولاته أن محمد بن ابراهيم توجه إلى شنقيط انطلاقا من مدينة زارا وأن والده ابراهيم قدم على ولاته يقود حملة عسكرية إسلامية للمرة الأ ولى في عهد الدولة العباسية في القرن السادس الهجري ثم عاد بعد ذلك إلى المنطقة داعية إسلامية وأنه صاهر أمير السرغولي ورزق من ابنته طفلا اسمه محمود وكان قدوم محمد قلي على شنقيط في العقد الأول من النصف الثاني من القرن السابع الهجري سنة 660هـ
فنزل هذا العلامة الصالح على الطرف الغربي من جبل شنقيط الذي تقع القرية القديمة على طرفه الآخر فتمخض عن هذا وذاك ميلاد مدينة شنقيط الثانية
لما عمرت مدينة شنقيط الحالية باسرة يحيى العلوي احد أجداد قبيلة إدوعلي تزوج محمد قلي من صغرى بناته (رازكه ) فأنجبت له ولدين وبنتا
1- محم
2- مالك
3- فاطمة
فعاشت الأسرة مع والدها الذي اعتلى منبر شنقيط التعليمي حيث درس العلوم الإسلامية وعلوم اللغة والقضاء والإفتاء وظل هكذا حتى أواخر القرن السابع الهجري حيث ظهرت كرا مته فاختفى بعد قصيدته التوسلية المشهورة
المصدر : موريتانيا عبر العصور
والقصيدة هي=
الحمـد لله مـادام الوجـود لــه* *حمـدا يبلغنـا منـه الرضـا أبـدايا رب هيئ لنا مـن أمرنـا رشـدا**وانشر علينا من الستر الجميـل ردا
يا رب هيئ لنا مـن أمرنـا رشـدا*وانشر علينا من الستر الجميـل ردا
وافتح لنا منك فتحـا غيـر منقطـع* *واجعل لنا فرجا وابعث لنـا مـددا
وسهل الصعب من خير الأمور وكن**لنا معينا علـى الطاعـات مستنـدا
ولا تكلنـا إلـى تدبـيـر أنفسـنـا* *فالنفس تعجز عن إصلاح ما فسـدا
أنت الكريم وقد وجهت يـا صمـد* * إلي عطائك وجهـا سائـلا و يـدا
وللرجـاء ثـواب أنــت تعلـمـه* *فاجعل ثوابي دوام الستر لـي أبـدا
وقد مـددت يـدي بالـذل مشتكيـا* *إليك يا خير مـن مـدت إليـه يـدا
فـلا تردنهـا يــا رب خائـبـة* *فبحر جودك يروي كـل مـن وردا
علمت أنـك ذو جـود و ذو كـرم* *هيئ لنا يا ربنا مـن أمرنـا رشـدا
أنت ألمرجي لكشف الدر يا أملـي**أنت المجيب لمن يدعو ومن قصـدا
أنت الكريـم الـذي نعمـاه شاملـة**كل الورى من غوي منهم ومن رشدا
أنت الرحيم الـذي نعمـاه سائـرة* *علي المقر بيه ربـا و مـن جحـدا
أنا المسيء أنا عاصي العصـاة أنـا* *ممـن لـه سيئـات فاقـت العـددا
إن لم يكن منك عفـو أستجيـر بـه* *فما أمنت للظي روحـا ولا جسـدا
كـم كربـة منـي فرجتهـا ولكـم* *أوليت من نعمة مـن آب أو شـردا
إذا شـردنـا فعـفـوا لله يطلبـنـا* *ألا هلـم فيـأوي نحـوه السـعـدا
ولو ركنا إلي الأسباب مـن جـزع* *أنـت المؤمـل منطوقـا و معتقـدا
إليك يا ربنا الرجعي ولـو جمحـت**منا الأماني و الاهـوا لغيـر هـدى
هبنا أسانـا أو أفرطنـا لنـا أمـل* *وحسن ظن به نرجو رضـاك غـدا
ما كان منا له حـد و فضلـك لـم* * يعلـم لـه احـد حـدا و لا عـددا
تعطي بلا طلب ترضي بـلا سبـب* تبدي العجائب من تقريب مـا بعـدا
وفقتنا للدعـا كـي تستجيـب لنـا* *وأنت أكرم من أوفـى بمـا وعـدا
وكـل ذلـك فضـل منـك معتمـد* * ومـا عليـك لنـا حـق فنعتـمـدا
يـا مـن خزائنـه ليسـت بنافـذة* * يا مـن مواهبـه لا تنقضـي أبـدا
إنا سألناك يا من لـم يـزل صمـدا* *ولم يكن والـدا و لـم يكـن ولـدا
اجـب دعانـا وعاملنـا بمغـفـرة* * لم تبـق ذنبـا ولا عيبـا ولا كمـدا
وجد علينا بتقـواك التـي وجبـت* *وأوجبت لغنى الدارين مـن سعـدا
وامنن برزق حـلال واسـع عجـل**من حيث لم نحتسب يأتي لنا رغـدا
مبـارك وسبيـل الخيـر مصرفـه** يكون ذخرا لنا عند الحسـاب غـدا
وصن بعزك يـا ذا العـز أوجهنـا** و اغننا بك حتـى لا نـري أحـدا
وكن لنـا نصـرا يـا مـن بعزتـه**نرجو الظهور علي من ضرنا قصدا
وهب لنا منك في الدارين يا أملـي**لطفا خفيا يقينا الضـر حيـث بـدا
واختم لنا منك بالحسنى فأنت علـى**ما شئته قادر يا خيـر مـن قصـدا
اسـتـودع الله أولادي وأمـهــم** والعلم والديـن والآبـاء و الجسـدا
والمال والجـاه والإخـوان كلهـم**والصحب والأهل والجيران و البلدا
وكل ما انعـم البـاري علـي بـه* * فهو الحفيظ لمـا استودعتـه أبـدا
وسيلتي خير من ترجـى شفاعتـه** محمد خير محمـود و مـن حمـدا
و الأنبيـاء كلهـم و الآل اجمعهـم** وصحبهم ومن اهتدى بهـم و هـدى
وابعث من الصلوات الزاكيات لهـم**ومن سلامـك مـالا ينتهـي عـددا
ثم الرضا عن أبي بكر وعن عمـر* *وعن علي وعن عثمـان ذو سعـدا