حواص الشور

“حواص الشور”

(حواص الشور ) بين أوتار التدنيت تكمن تفاصيل تاريخ هذا المنتبذ القصي وموروثه الشعبي الأصيل، فبين التشبطن والأمهار تغفو وتستيقظ الآبادُ والأزلُ.
وفي البدء كانت التدنيت، كان الوتر بين الشد والارتخاء ثم عَلِمَ كل أناس مشربهم فركّبو أزجالهم واختاروا أشوارهم طوارق كانوا أوتكارير أوسوننكي أو بظانا، لكنها كانت عند مجتمع البيظان أكثر ثراء، حيث حظيت بمخزون كبير من النغمات و الألحان والتأليف شكلا ومضمونا وهو ما يدعمه ويغذيه الإنشاد بالحنجرة الذي كان وليد انصهار الثقافات حيث الطبيعة الخلابة والبداوة في ربوع الصحاري.

ولئن دارت الأيام وتعاقبت الأجيال فقد ظلت التدنيت توحد البظان بجميع أطيافهم وألوانهم وجهاتهم، مغتربين أو داخل المنتبذ القصي أو على تخومه، فقد ظلوا منسجمين مع فنهم الأصيل في عناق نغمه العبقري و كلمه المبدع بين شدٍ ورخوٍ وبياض وسواد وبياض:
قلّل الأبيضُ المغنى اغتماضي :: بـسوادٍ من شدوه وبياض

تعاقب الملوان يهدد باندثار هذا الفن إذا لم يدون أو يظل حيا في الذاكرة فهو تراث مَروي يعتام الموت أهله وينتقي أساطينه، ومع رحيل كل فنان تضيع مكتبة، المختارولد الميداح، سيد أحمد البكاي ولد عو ومحمد ولد بوب جدو، وغيرهم..
يقول عبد الرحمن منيف في “عروة الزمان الباهي”: إن الموت الذي أخذ يعصف قوياً مستبداً بأعداد كبيرة من جيل الباهي، لا بد أن يقدم درساً نموذجياً لما يجب أن يعمل الآن… وقبل فوات الأوان! فالفسحة تضيق، والأرض تميد تحت الأرجل، أما انتظار الوقت المثالي، الأكثر أمناً، للإدلاء بالشهادات وتدوين التجارب فإنه تعويل على السراب..
لقد اكدت على الباهى مرات لاحصر لها بضرورة ان يكتب شهادته، فقد عاصر أحداثاً مهمة، وكان مطلعا على وقائع لا امكانيات واحتمالات..

ثمة بارقة تعيد الأمل لإحياء هذا التراث وبعث ما مات منه، تلك البارقة هي برنامج “حواص الشور” الذي يقدمه الأديب الكبير الشريف الألمعي Mouhamedou Boudadiya
برنامج “حواص الشور” يحفز الشباب على البحث ويذكر العالمين ويعلم من جهل تراثه فهنيئا له وشكرا على جهوده، وهنيئا للبرنامج به، فمن لا ماضيَّ له لا مستقبل له.

كامل الود

  1. اكس ولد اكرك
زر الذهاب إلى الأعلى