حسانيتنا في خطر فقد اصبحت هجينة ومشوهة

قدم هذا الفتى المبدع محمد لغظف ولد أحمد حلقة متميزة من برنامجه الجميل ” تاسدبيت” خصصها لدعوة الرأي العام الوطني والسلطات لإنقاذ “الحسانية” وهي ” موؤدة” حضارية قتلت دون أن نعرف ذنبا اقترفته
وأبدى الفتى لغظف استغرابه من إقامة مهرجانات للتراث والمدن القديمة أنفقت و تنفق عليها المليارات فى بلد به ضعف فى” قلب” تراثه يوشك أن يقتله
و” قلب ” تراثنا ولب لبابه هو” الحسانية أعظم اللهجات وأقربها للغة العربية وهي سر تراث مجموعة ناطقين بها تظلل الخريطة من موريتانيا إلى النيجر مرورا بالصحراء والمغرب ومالى والجزائر والسنغال مع جيوب فى ليبيا واتشاد والسودان والأردن
واوضح الأستاذ لغظف أنه لاسبيل لصيانة تراث شعب يهمل لهجته التى هي ديوانه وكناشه وسفر وجوده مستغربا من أننا نحفظ أشعارا عربية مضت حقبتها من عشرات القرون لكننا لانحفظ شيئا لشعراء الحسانية ومنهم من هو بين ظهرانينا الآن
ولفت إلى أن عدم وجود قاموس حساني أو معجم بأسماء الاعلام والأماكن بها هوقاصمة ظهر تراثية وحضارية مشيرا إلى أن من عجز عن فهم عبارة باللغة العربية القديمة يفتح قاموسا أو منجدا أو معجما فيجد كل معانيها وصيغها وسياقاتها واستخداماتها مع أمثلة ناطقة من الشعر والنثر أما من اعياه فهم عبارة حسانية فخياره الوحيد هو البحث عن شيخ هرم من أهلها يشد إليه الرحال ليفهم منه تلك العبارة معنى ومبنى سياقا وصيغة
وتساءل من سيشرح الحسانية إذا اندثر آخر عنقود من اجيالها الذهبية
ودعا لغظف إلى وضع معاجم وقوامس للحسانية تسهل فهمها ودراستها وتحافظ عليها
وقال إنه من الضروري وضع معاجم وقواميس حسانية خاصة بالأماكن والمرابع والإبل والنخيل والزراعة مثلا بدلا من سؤال أهل الإبل عن مسمياتها وأحوالها واستنطاق أهل الواحات عن النخيل عائلات ومواسم وعينات وامراضا ومساءلة المزارعين عن زراعتهم مواسم ومسميات وفوائد
والحق أن الفتى صاحب” الامالى” وضع اصبعه على الجرح فنحن نرى الحسانية تحتضر وتخلى مكانها لحسانية جديدة فارغة مشبعة بلغات ولهجات أجنبية فالجيل الجديد من الموريتانيين لاعلاقة له بالحسانية الأصيلة لايعرفها ولايفهمها ويتعاطى حسانية مهجنة فقدت طعمها التراثي وعبقها التاريخي

حبيب ولد احمد

زر الذهاب إلى الأعلى