سيدي محمد ولد محمد أحمد(الديين بيظاني)

سيدي محمد ولد محمد أحمد
القلاوي الاحمدي .الملقب (الديين) رحمه الله
هو سيدي محمد الملقب  (الديين )بن الشيخ بن محمد أحمد الأحمدي الغلاوي نسبا ، الأبييري سكنا أحد أبرز أطر الاستقلال في موريتانيا وُلـدَ سيدي محمد الدين ولد محمد أحمد (أولاد يبوي) في بوتلميت عام 1917، وهناك تلقى تعليمه المحظري، ودرس التعليم النظامي في موريتانيا والسنغال.
شغل  المرحوم عدة مناصب سامية في الدولة الموريتانية، حيث كان وزيرا في حكومة 1959، مكلفا بالتعليم والشباب والتربية، ثم أصبح وزير للشؤون الداخلية، في أول حكومة أعقبت المصادقة على دستور 1961، وهو ثاني وزير خارجية لموريتانيا، وشغل بعد ذلك منصب وزير الوظيفة العمومية.
تولى الراحل سيدي محمد الديين، حقيبة الخارجية ما بين عامي 1963 و1965، ليقود الديبلوماسية الموريتانية في وضع إقليمي ودولي صعب، وختم مشواره الوزاري بحقيبة الإسكان والعمران.
ليتوجه للعمل العلمي، حيث عين في منصب المدير العام لمعهد بوتلميت الإسلامي 1968، و أشرف على تخريج دفعات من طلبة المعهد، الذين أصبح لهم شأن فيما بعد، حيث برزوا في السياسة، وإدارة الدولة.
وبعد انتهاء فترة العمل في المعهد الإسلامي، أمضى مدة في نواكشوط دون مسؤوليات رسمية، قبل أن يتوجه للعمل في شركة معادن أكجوجت، وفيها ختم مساره العملي، حيث أقعده المرض، في الفترة اللاحقة.
وكان الديين خلال حقبة الاستقلال من أكثر الشخصيات الوطنية نشاطاً، ونضالا في سبيل بناء الدولة الحديثة، وهو الذي اختار كلمات النشيد الوطني.
ويعد الديين، من مزدوجي الثقافة واللغة، فهو ضليع في الثقافة العربية، والمعارف الإسلامية، إلى جانب معرفته العميقة بالثقافة الفرنسية، وكان يميل في حياته إلى البساطة، وبحسب العارفين به، والمعاصرين له عرف بالنزاهة والصدق والتدين. وأنه كان يعمل بصمت وجد وإخلاص.

ومن طرائف المرحوم الديين أنه كان في باريس فقمت له المضيفة

كأسا مترعة خمرا فرد عليها بعبارته التي اشتهرت في الاوساط الموريتانية  “الديين بيظاني “.
وفي مطلع ثمانينات القرن الماضي، أصيب الراحل، بمرض عضال أفقده القدرة على الكلام بشكل واضح، وقضى السنوات الأخيرة من عمره، بين نواكشوط وبتلميت، منهمكاً في الذكر والتلاوة.
ويعد الفقيد من آخر الأحياء من أعضاء ثاني حكومة موريتانية بعد الاستقلال الذاتي، و التي تشكلت عام 1959.
عاش عمرا ناهز القرن ،توفي رحمه الله 2013 ووري جثمانه الثرى ، في مقبرة (البعلاتية) شمال بوتلميت، إلى جانب الرئيس الأسبق المختار ولد داداه، وعدد من علماء وقادة البلد.

زر الذهاب إلى الأعلى