النازلة الباريزية /الدكتور الشيخ الزين الإمام

النازلة الباريزية
السلام عليكم ورحمة الله
صاحب المعالي العلامة أحمد ولد النين حفظكم الله
لقد راسلتكم مرارا واتصلت تكرارا لأستعلم عن حالكم وحال صحتكم ..
و الحمد لله أن كان أول مفتاح الهاتف اليوم هو سماع صوتكم وأنتم تبشرونا بتقدم صحتكم .. لا زلتم ترفلون فى نعمة ولا زلتم تبثون العلم الصافي الزلال ..ولا زال بيتكم معمورا ومنزلكم مورودا ..
أدام الله عزكم وأعادكم سالمين غانمين الى بلد أنتم عنوانه ورمز علمه وسنام رفعته ..
أما ما طلبتم منا النظر فيه بشأن نازلة وقع日本藤素
ت عليكم و هل نحن بذاك حتى ننظر فيما لم تنظروه .. إنما ذاك استشكال عالم ونثر للعلم وترويض للعامة على الإشكالات ومناظراتها ..
ولقد عن لي ما أنا ذاكره نثرا فما أنا بذاك من الشاعريةكما أن النثر أوضح فى المقام وأجلى للجواب ..
خلاصة ما جاء فى منظومكم هو كونكم رغبتم عن طلب الممرضة إزالة حائل خوف ملامستها بلا ضرورة وظهر لكم أن التيمم أسلم فى المقام ..
أي أنكم ترون الضرورة تبيح المحظور فى العاديات ولا تبيحه فى الديانات ..
فلمس الأجنبية عندكم يباح فيما كالمداوي من طبيب وغيره لكنكم لا ترون إباحته إذا تعلق بمزيل حائل قصد الوضوء أو وصول لما عسر من الجسم للغسل وغيره ..
وأظن والله أعلم أن الشواهد على هذا المسلك متضافرة فما حرمه الشرع جاز الإقدام عليه لأجل إقامة أود الحياة كإزالة الغصة بالخمر و ضمائم ذلك فى الفروع كثيرة ..
فنحن نعلم إباحة الماء المغصوب او الماء المسروق للعطش يخاف على نفسه الهلاك ونحن نعلم جواز سرقته او غصبه ما يسد رمقه لكننا لا نعلم جواز او إباحة ذلك لأجل الوضوء او الغسل والحكم أنه يعتاض بالتيمم عند حصول المشقة أو الكلفة حتى ولو خفت تلك فى عرف الناس ..
ولعل مرد هذا الى أن قصد الشارع فى العبادات حصول نية التعبد والخضوع والامتثال وهي حاصلة بالتيمم كما هي حاصلة بالوضوء واما العاديات فإن قصد الشارع فيها هو درء المفسدة الواقعة او المتوقعة و كل ما يحقق ذلك يلزم سواء فى حال الاختيار او حال الاضطرار ..
و أما إعادة الصلاة بعد القدرة فذاك ورع منكم إذ الصلاة قد تأدت فى وقتها وبشرط الطهارة المقدور عليه حينها وغير لازم فى نظرنا القضاء بعد التحقق من الاداء والله أعلم ..
وما أردنا الا التحشية على مكتوبكم و من المسلم به ان الحاشية لا تقوى قوة الأصل ..
حفظكم الله ونفع بنا وبكم
انواكشوط 24اكتوبر 2023
أخوكم
د.الشيخ ولد الزين ولد الامام

زر الذهاب إلى الأعلى