حوار_مع_ماء_المشروع

#حوار_مع_ماء_المشروع

هنا في المشروع يصدق علينا المثل ففي الصباح نحمد السرى ،فالماء لا نراه إلا في الليل وفي رؤيته آيات للسائلين عنه فهو يمشي على استحياء ولا ياتي إلا متاخرا تماما مثل الفلسفة التي لا تاتي إلا بعد تشكيل الواقع ومثل يومة مينرفا التي لا تبدأ في الطيران إلاعندما يسدل الليل اجنحته….
خلال الأشهر الماضية كانت لي حوارات في جوف الليل مع هذا الماء الذي يسري في غسق الدجى مرة ذكرته بهويتي لبيراتية لعل ان يكون قادما من بلاد بيها نيطت تمائمي، قلت له بصراحتنا المعهودة أنني انتمي للبيرات وأن ثقافة لبيرات تسير في عروقي فنحن لا نعرف التكتم ولا التورية فلكي تنسجم مع طبيعتنا فعليك أن تأتينا ضحى فنحن نهاريون بالطبيعة …
لم يجد هذا الخطاب صدى ولا قدرا قليلا من التحمس ولا( الحمجية ) لذا تأكدت انه ليس بمائنا …ولذا أردت أن اذكر (على وذنه) وفي حضوره خصال مائنا وبدأت في بعض التداعي الحر اوالبث بلغة أهل هذا القضاء قلت وعلى الله التكلان؛
لولا بحيرة اديني لهلك القطر بأكمله ،وتابعت في نفس السياق حيث ذكرت هذا الطيف الليلي ببيت العلامة عدود وتشبيهه لبحيرة اِديني بالعلامة بداه ولد البصيري وقوله :
يجمعه والعذبَ قدر مشترك…لولاها لقطرنا هذا هلك

#ذكرته وللمرة الثانية أننا لا قِبَل لنا بهذا النمط من السحوة والتمهل في السير والسُّرى في غسق الليل
فهذا نهج برد الخريف وقد حذرنا غرة الزمان الطبيب #اوفى منه:
احذر أخي برد الخريف فإنه

مستعذب مستلطف خطاف

يسري إلى الأبدان في غسق الدجى

بلطافة ومن اللطيف يخاف

أخيرا وللمرة الثالثة ذكرته أنني سأدون حوله نيابة عن ساكنة المشروع وعين الطلح ودار البركة…

الشيخ سيد محمد معي

زر الذهاب إلى الأعلى