رسالة أرسلها عبد الرحمن محمد (اليخاندرو سابقاً) الى حنفي ولد دهاه
رسالة أرسلها لي عبد الرحمن محمد (اليخاندرو سابقاً) على الواتساب وطلب مني نشرها للرأي العام، يرد فيها على موجة التنمر التي تعرض لها بعد ظهوره في نيجيريا بثوب الداعية الإسلامي.. هذا نصها:
بيان للرأي العام من المدون السابق عبد الرحمن محمد (اليخاندرو).
(١)
بسم الله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله، وبعد:
قدر الله علي أن أكون أحد المدونين في العالم الافتراضي سابقا، عُرفت بصناعة المحتوى، وإنتاج الفيديوهات، لقد سلَّمنا الفيس بوك كل أوقاتنا وطاقاتنا، فالسعادة عندنا كانت منحصرة في شاشة الهاتف، لا نرى البهجة إلا في ظلام اليوتيوب، أو متشحة بضباب الفيس بوك.
تنصبُّ جل اهتماماتنا على ركوب الموجات وامتطاء التريندات، وهذا يقتضي الحديث في كل فن، فتعليقات المتابعين وكثرة تفاعلاتهم قد رَفَعَتْ المدون إلى مرتبة عليا، حاز فيها الحقائق المطلقة، وأناط بكل العلوم والمعارف.
إشكالية أخرى تتمثل في الجماهير، إنها تحاصرك في قالب واحد، فأنت تسعى لإرضائها، كيلا تفقد التفاعلات، فكلما كثرت التفاعلات اغترت النفس وغمرتها سعادة زائفة، فأنت تدور في دوامة إرضاء الجماهير، والسعي خلف رغبات النفس الأمارة بالسوء.
أيْ نعم، كانت نياتنا سليمة، وقناعاتنا ترنو للإصلاح، وأيَّدْنا القضايا العادلة، لكنَّ الأسلوبَ كان خاطئا، والمعالجة أحيانا تجانب الصواب.
شتات ذهني، وانفصام عن الواقع الحقيقي، وادعاء للسرور الظاهري مع استفحال التشرذم النفسي، غرق في الماديات، وغفلة عن الجانب الروحاني.
حالات من توهم القوة والتأثير والاكتساح نتيجة التسليم للشهرة الخادعة، المهم هو البقاء تحت بقعة الضوء، ولو على حساب دينك ونفسك وجهدك.
لا أقول إن هذه حال كل المدونين والمشاهير، إنني أتكلم من زاويتي الخاصة، لقد حاك في نفسي شيء تجاه هذا المسار.
بعد كل هذا الانتشار، وهذه الشهرة.. جاءت خيبة الأمل الكبرى: إن كل الإنجازات الافتراضية كانت تقابلها إخفاقات واقعية.
آخر تدوينة كتبتها كانت في منتصف سنة 2020م، ثم عطلت حسابي إلى الأبد في شهر نوفمبر من العام نفسه ولا ندامة.
(٢)
ولدت في مكة المكرمة، كان والدي قارئا ومقرئا لكتاب الله،
في سنة 2002م أتممت حفظ القرآن الكريم، وفي السنة التالية نلت أول إجازة في القرآن الكريم بقراءة عاصم، ولاحقا ختمت القرآن الكريم بقراءات: ابن كثير، والكسائي، وأبي عمرو، وابن عامر، وقالون عن نافع بوجه إسكان ميم الجمع وقصر المنفصل، وكان إسنادي عاليا بفضل الله، فبيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ٢٩ رجلا، وكان مسندي هو الشيخ حسن المحلاوي الذي قرأ على الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى مسند في العالم، وقرأ أيضا على الشيخة أم السعد شيخة قراء زمانها في الإسكندرية.
وقد قرأت بعض القرآن على الشيخ د.سيد ساداتي الجكني الشنقيطي رحمه الله، ولاحقا ختمت القرآن على تلميذه الشيخ سيدي محمد ولد أحمد جدو التنواجيوي الشنقيطي المدني حفظه الله وقد أجازني بإسناده المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في سنة 2005 حصلت على المركز الأول في المسابقة القرآنية التي نظمتها وزارة التربية والتعليم على مستوى مدارس مدينة الرياض، والتي اشترك فيها 3000 حافظ لكتاب الله.
في نهاية سنة 2021م أتممت -بحمد الله- القراءات العشر الصغرى والكبرى، وأتممت -بحمد الله- حفظ الشاطبية والدرة وألفية ابن مالك، وقد حفظتُ نصف طيبة النشر، وكان ذلك بفضل الله أولا ثم ببركة استثمار الوقت وتسخيره كله لهذا الغرض بعد أن انقطعت عن العالم الافتراضي.
لن أسترسل في سرد السيرة الذاتية المتعلقة بالعلوم الشرعية والعربية، ولا أعد نفسي طالب علم، بل إنني لم أبدأ رحلة طلب العلم، لكني نشأت وتربيت في محيط علمي قرآني عربي.
(٣)
بداية سنة 2021م قررت اعتزال الواقع الافتراضي، والقطيعة مع الإنترنت، والانعزال كليا عن المحيط الاجتماعي، والدخول في مرحلة انتقالية أنطوي فيها على نفسي، لتحقيق الأهداف التالية:
أولا: إصلاح العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، ثانيا: إعادة ترتيب الأولويات، ثالثا: تقييم كل الأخطاء التي وقعت في الماضي، رابعا: علاج النفس وتطهيرها من الإدمان على شهرة الفيس بوك، خامسا: التوقف التام عن صناعة المحتوى الترفيهي الساخر. (تنبيه: لا أقول بحرمة المحتوى الساخر ولا إباحته، فلكل حالة خصوصيتها، ولست مفتيا، إنني أتكلم من منظور شخصي لا أسقطه على كل صانع محتوى).
وهكذا .. وفقني الله سبحانه إلى واقع جديد، رافقت فيه كتاب الله، والتزمت الأوراد، وابتعدت عن النقاشات والجدالات، وحولتُ عيوني من هوس الشاشة إلى قراءة الكتب، واستثمرت الوقت في التعلم والتعليم، فانتظمتْ حياتي وتحولَتْ إلى هدوء داخلي، وطمأنينة تامة، وسكينة مطلقة، واستقرار نفسي، ووظفت طاقة حسن التعبير والخطابة والحفظ والاستيعاب لصالح الدعوة إلى الله وفقا لعقيدة أهل السنة والأخذ بالتمذهب والالتزام بسلوك أهل العرفان.
في عقد الأشعري وفقه مالك
وفي طريقة الجنيد السالك
في شهر مايو 2021م، وقفتُ -أول مرة- على منبر الجمعة خطيبا، كان موقفا رهيبا، مئات المصلين، عيونهم شاخصة، يترقبون كلامي، وينتظرون خطابي، قلتُ في نفسي: ربِّ .. أعاهدك ألا أعود إلى ما كنت عليه، يا ربِّ.. لقد منحتني نعمة الكلام والخطابة وحسن التعبير، وإنني قد استخدمت هذه النعمة لهوا ولغوا وعبثا فيما مضى، فاجعلني أستعملها مرضاة لك فيما هو آت!
(٤)
أمَا وقد سلكت طريق الدعوة إلى الله، واخترت منهج تزكية النفس، فإني في بداية الطريق كنت قد تبت إلى الله من التعريض بشخصيات تناولتها – للأسف – في محتويات قديمة، وهذه فرصة لأجدد التوبة وأعتذر إليهم.
الشيخ أحمدو ولد لمرابط: أعتذر إليكم فضيلة الشيخ، وأتأسف لوقوع الزلل، ولو لقيتكم لقبلت رأسكم.
الشيخ السيد الشريف علي الرضى بن محمد ناجي الصعيدي: أعتذر إليكم سيدي الشريف، وأرجو بحق قرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصفحوا عن العبد الفقير.
الشيخ عمر الفتح: أعتذر إليكم وأتأسف إن كان تقليدي لكم قد جرح مشاعر بعض أحبابكم، وقبول العذر من شيم السادات.
وهذه مناسبة لأعتذر إلى كل شخص.. إلى كل إنسان، مع حفظ الألقاب والمراتب للجميع، إنني أعتذر إلى كل شخص يعتقد أنني أسأت إليه، أو كدرت خاطره، أو أغضبته.
وأعتذر أيضا إلى الأستاذين الكريمين: الهيبة ولد الشيخ سيداتي، ومحمد ولد احريمو، وأشكر لهما حسن الخلق والتعامل النبيل.
(٥)
وقد يقول قائل: وأين محمد عبد الرحمن؟ لماذا لا يرد على الاتهامات؟
لقد وصلني تعليق كتبه أحدهم: لو أن محمد عبد الرحمن عاد إلى هذا الفضاء وسخر من مهاجميه وتنمر عليهم لسكتوا وهذا سهل عليه.
صدقت أخي؛ هذا سهل ولا يكلف شيئا..
والصعب -أخي الكريم- إعفاف اللسان، والامتناع عن السخرية، والتوبة من التنمر، وقطع حظوظ النفس، وكبح جماحها، وتنقية القلب من أدران الدنيا، واحتساب الأجر، واللطف بالعباد، وحب الخير لهم، «حُفَّت الجنة بالمكاره»، فمن سلك طريق تزكية النفس نَبَذَ التعامل بنظرية: الفعل ورد الفعل، ولَزِم مبدأ: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»
إن الإنسان إذا قابل البلاء بمثله وكله الله إليه، أما إذا قابل البلاءَ بالصبر أتاه الفرج، ورضي الله عن شيخنا الإمام عبد الله بن بيه إذ يقول: لكل زمان تحدي، وتحدي هذا الزمان المحافظة على الأخلاق.
إنني أقول لكل إنسان أساء إلينا ودخل نياتنا وخاض في أعراضنا وأطلق علينا أحكامه الخاصة، أقول لهم جميعا:
سامحتكم، عفوت عنكم، غفرتُ لكم، لأجل الله ولأجل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٦)
لا أمتلك حسابا على الفيس بوك، لكنَّ بعض الثقات أوصلوا لي مقتطفات، لذلك سأرد على بعض النقاط التي أثيرت حول العبد الفقير:
١- الأستاذ الجامعي
نعم، أنا معيد وباحث جامعي، وتعاونت مع عدة جامعات في دول ذات أقلية مسلمة، فكنت أدرس علوم القرآن الكريم، وعلوم اللغة العربية وآدابها لغير الناطقين بها، فمستواي في علوم القرآن الكريم واللغة العربية يفوق مستوى بعض الأساتذة الجامعيين الحاصلين على الدكتوراه في تلك الدول، وقد ساعدت في وضع بعض المناهج الأكاديمية لتلك الجامعات، وصححت ونقحت بعض الإصدارات العلمية، بل إنني أقمت دورات تدريبية أكاديمية لأساتذة جامعيين وغيرهم، في مجال: الخطابة والإلقاء، مهارات تدريس علوم القرآن الكريم، تصميم وإنتاج البرامج التقنية للمسابقات القرآنية، مهارات التعليم الإسلامي للمسلمين الجدد، تنظيم العمل الإداري للجمعيات الدينية، مهارات تصميم العمل الإداري للحلقات والخلوات القرآنية.
٢- محمد عبد الرحمن الحسني المالكي
أيام الغفوة، حين اتخذت اسما نصرانيا لا علاقة له بثقافتنا الإسلامية، كان الجميع يؤيدني، ويشجعني، ويناديني بذلك الاسم!
كان البعض ينصهر معي في بوتقة الاستلاب الثقافي، فما بالهم يغضبون حين عدت إلى جذوري العربية الإسلامية!
والدي ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما، كذلك والدتي، فأنا حسني، وقناعتي أن النسب الشريف لابد أن يصحبه عمل صالح، «مَن أبطَأ به عمَلُه لَمْ يُسرِعْ به نسَبُه».
وإنني أوقع إجازاتي في القرآن الكريم والمتون بهذا النسق:
محمد عبد الرحمن بن أحمد الحاج الحسني المالكي.
لقد أضفت وقدمت اسم (محمد) على (عبد الرحمن) تيمنا وتبركا بواقعي الجديد عسى أن تُحمد أفعالي ببركة أحمد الحامدين وأحمد المحمودين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما المالكي، فنسبة لمذهب الإمام مالك، ففي بداية سلوك طريق أهل العرفان، كنت أقيم في بيئة شافعية، وكانوا يقدمونني للصلاة، ويلاحظون أشياء تخالف مذهبهم (مثل قنوت الصبح وأركان خطبة الجمعة) فكنت أعتذر إليهم بأنني مالكي، فلقبوني بالمالكي.
وهذه فرصة لأقدم اعتذاري إلى كل أبناء عمومتي الشقرويين، وإلى أخوالي الأعمريين، وإلى كل متابع أو صديق أو مقرب مني، ساءه ما كُتب عن العبد الفقير في هذا الفضاء، أقول لهم: أحثكم على الصبر، ولا تُعاملوا من أساء إلى العبد الفقير بالمثل.
٣- الحجاز
أنا حجازي المولد والنشأة والثقافة والتعليم، أعرف مكة المكرمة والمدينة المنورة كما أعرف نفسي، وفيهما تشكَّلتْ شخصيتي وهويتي وإليهما أتوق وأتشوق، وأسأل الله أن يختم لي -ولكل من قرأ هذا البيان- في المدينة المنورة وأن ننال جميعا شرف الدفن في البقيع رفقة ساداتنا آل البيت والصحابة رضوان الله عليهم، بعد طول العمر وحسن العمل.
وقد تشرفت بتمثيل موريتانيا في عدة نشاطات وفعاليات دعوية وعلمية وقرآنية (تجدون ذلك في بعض المرفقات المرئية المصاحبة لهذا البيان)، وأعتز بمزيج الانتماء إلى الحجاز وشنقيط، وأرى ذلك من نعم الله على العبد الفقير.
٤- أخذ المال من إخواننا الأفارقة وغيرهم.
منذ أن سلكت طريق الدعوة إلى الله، زرت دولا كثيرة، وفي كل رحلاتي الدعوية لم أطلب مالا من أحد، ودونكم أهل مدينة طوبى السنغالية، ودونكم أهل نيجيريا، اسألوهم، لم آخذ مالا، ولم أطلب مالا، لا تصريحا ولا تلميحا.
أما في مجال التعليم القرآني والعربي، فلي حقوق على طلابي، وغالبا أتنازل عنها لظروفهم المادية.
(٧)
فيما يتعلق بالمطالبات المالية التي تحدث أصحابها أثناء غيابي كما أُبْلغْتُ، فقد تواصلتُ مع أصحابها لغرض جدولتها، ولم أكن لأتأخر عن ذلك لولا العجز الذي يعتري كل إنسان.
وهذه فرصة لأعلن لكل من تعاملت معه أو يطالبني بشيء، أن يتواصل معي على هذا الرقم:
+2348108792542
وأرجو ممن تواصل أن يعرف بنفسه أولا ثم يذكر بعد ذلك المعاملة أو المطالبة التي بيننا.
(٨)
رسائل سريعة:
-أحث نفسي وأحبابي من الدعاة إلى الله على تغليب الترغيب على الترهيب والتبشير على التنفير، وأن نربط الناس بالدين محبة لا تخويفا، وأن نُريَهم من أنفسنا التواضع والرأفة، فلا خير في دعوة أو طاعة تورث في أنفسنا الإعجاب والاستعلاء، لذا قال قطب العارفين ابن عطاء الله السكندري: رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا.
ولو سمح لي أحبابي من الدعاة فإنني أنصحهم بقراءة كتب العلامة الإمام عبد الله بن بيه حفظه الله، فالتزود من علوم هذا الطود الشامخ يُحَصِّنُ الداعية من الوقوع في زلقات الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية.
– أخاطب إخواني المدونين والمشاهير وأخواتي المشهورات، فأقول: أعلم أن فيكم خيرا كثيرا، وأن قلوبكم صادقة في حب الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا أقترح لكم وأنتم في لحظات الاختلاء بأنفسكم أن تراجعوا المحتوى الذي تبثونه للناس، فإن وجدتم خيرا ضاعفوه فإن الله يفرح بخيركم، وإن وجدتم غير ذلك فأبدلوه بخير فإن الله يفرح بعودتكم إليه، أسأل الله أن يحفظكم ويبارك فيكم وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه!
– علمت الآن بانتقال المدون الشيخ الحسن البمباري والأخت آمي بنت زروق والأخ المصور اعل ولد أحمد عيده إلى رحمة الله، وقد اغتم القلب لهذا الخبر، أسأل الله أن يرحمنا وإياهم بواسع رحمته! وأمنياتي ودعواتي بالشفاء الكامل لأخينا مولاي المهدي.
– أهدي كل أعمالي الدعوية والقرآنية إلى روح والدي ومعلمي وقدوتي الشيخ أحمد الحاج نور الله ضريحه وبرد مضجعه وقدس روحه بالرحمات وأسكنه فسيح الجنات!
– وأخيرا أخاطبكم سادتي قراء هذا البيان:
إن وجدتم خيرا في الفيديوهات الدعوية المرفقة مع هذا البيان فقوموا بمشاركتها ونشرها في كل مكان، إنني أرجو أن تشفع لي أعمالُ الدعوة ونشر المحبة بين الناس والسعي لهداية غير المسلمين وحب تعليم القرآن واللغة العربية.. كل هذه الأعمال أرجو أن تشفع لي يوم القيامة، ولعل الله يغفر لي بذلك أخطاء الماضي وزلاته.
وقد تم الانتهاء من هذا البيان بعد فجر يوم الاثنين 22 من شهر الله الحرام ذي الحجة لعام 1444للهجرة، وقد قرأ الإمام في الصبح قوله تعالى: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَیۡهِمۡ لِیَتُوبُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ﴾ فناسبت الآية المقام، والحمد لله رب العالمين.