ســعــادة رئــيـــس التحرير المديـــر الناشــــر رئـيـس مجلــس الإدارة!
ســعــادة رئــيـــس التحرير المديـــر الناشــــر رئـيـس مجلــس الإدارة!
من مواقف الإحراج، حتى لا أقول الإزعاج، ضمن مظاهر فوضى الجسم الصحفي الموريتاني، ما رأيته أحياناً في ملتقيات وقاعات تحرير في دول خارج موريتانيا، حين يأتي أحياناً شاب موريتاني، حديث السن، أو حتى حدَث الأسنان، حتى لا أقول لم يكمل تطعيماته كلها بعد، ويقدم نفسه بكل ثقة واقتدار -ما شاء الله- أمام مديري ومسؤولي المؤسسات الإعلامية العربية والدولية الكبرى، باعتباره رئيس التحرير والمدير الناشر لصحيفة كذا وكذا في موريتانيا.
وفي عالم الصحافة عادة عندما تقول “رئيس التحرير” أو “المدير الناشر” فإن أول ما قد يخطر في الأذهان هو صورة رجل خمسيني أو ستيني، حسن الصنع، مشتعل الرأس شيباً، وذي تجارب مريرة وحواجب شائبة كبيرة، وصلعة حسنة التدوير، وكرش مندلقة بشيء من التكوير.. ولا بأس أن تكون على عينيه نظارتان طبيتان بسماكة زجاج قاع كوب الشاي ماركة 8.
ولذا قد يبدو كتكوتنا الفصيح، وطفلنا الصحفي المليح، في عيون بعض الآخرين حتى لو جاملوه لزوم الذوق، مدعياً أو منتحل صفة على الأقل، لأن من ادعى ما ليس فيه كذبته شواهد السن والخبرة، وتقاليد المهنة.. وخاصة أنه غير مضطر أصلاً لهذا الانتحال والاستسهال، حتى لا أقول الاستهبال.. فلو قدم نفسه على أنه صحفي شاب، فهذا أيضاً تقديم لا بأس به.. والبركة والحيوية وروح التجديد والطموح كلها في الشباب.. ولا حاجة طبعاً لأن يلبس المرء ثوباً فضفاضاً أكبر من مقاساته، ليختلق بذلك لنفسه وجاهة وشخصية، فيغدو محلاً للتندر ومثاراً للسخرية والتسلية.
————————-
من أرشيف الصفحة
الحسن المختار