المعارضة وطريق البقرة

بعد مهرجانها الأخير تستعد( المعارضة الديمقراطية ) لإحياء سنة( طواف البقرة) التى كانت تحييها بين( مسجد المغرب) وساحة( ابن عباس)
هذه المرة وبما أن ساحة(ابن عباس) أصبحت مغلقة ب( منتزه عمومي) فستكون الوجهة مكانا ما من ( المطار القديم )
ولكى لا تموت( المعارضة ) بالروتين ستنطلق من ( كرفور صباح) وليس من ( مسجد المغرب) غير أن( البقرة) على أية حال ستحتفظ ب( طريقها)
كأن( المعارضة ) ترفض أن تموت سريريا كما ماتت ( أو قتلت) انتخابيا ولذلك حملت كل تناقضاتها وتحاملت رغم جراحاتها وانفراط عقدها لتنظم مهرجانا قبل أسابيع ومسيرة غدا
( صمبه) يريد أن يبرهن للذين يسالونه( احي فيرجا ام قتيل نحاذره) أنه( حي اشوييت)
لا تبدو المسيرة استثناء فى أنشطة ( المعارضة) لكنها فى جانب منها تحمل بعض التناقض
زكت( المعارضة ) نتائج الإنتخابات عمليا عندما حضرت بنشاط تتصيب المجالس البلدية ونسقت وتحالفت وترشحت ووقعت ومع ذلك فالمسيرة تطعن فى النتائج
يبدو أن النظام جر ( المعارضة) للقبول بالأمر الواقع فلم تقبل( طعونها) ولم تقدر( طعائنها) فهي اليوم تقبل عمليا ماترفضه لفظيا
لم يعد الصراع على زعامة (المعارضة ) مطروحا ف( تواصل ) فرض نفسه انتخابيا وجماهيريا وإعلاميا
وما عاد ل( التكتل) و( تقدم) نفس البريق
وماكان ل( تواصل) الحفاظ على مكاسبه ولو منقوصة لولا فهمه ل( اللعبة) وقدرته على
وضع رجل هنا ورجل هناك دون أن يختل توازنه فى حين كان( التكتل) و( تقدم ) يفشلان فى النهوض من ( بلد الطيحة)
جماهيريا ستكون المسيرة حاشدة بكل تأكيد ولأسباب واضحة فلكل حزب( معارض ) مهما كانت مجهريته جمهور متصوف به
ولايعنى الفشل الإنتخابي ( بالضرورة) فشلا جماهيريا فهناك دائما إرادة خفية لدى( السيستم) لإذلال بعض الأحزاب وطحنها فى صناديق الاقتراع
يعتقد النظام أن تشكيلات مثل( الفرس الأسود ) و( العين الرمادية ) ستحل تدريجيا محل( المعارضة ) الكهفية غير أن ارتباط الناس بالقيادات التاريخية ل( المعارضة) ارتباطا شخصيا قد يصعب مهمة الفصيلين الجديدين فقد اعتمدا على (وجوه) شبابية ذهب بعض (مائها ) فى الأحداث الأخيرة وباستثناء النائب كادجتا مالك دجاللو فلا يمكن( صنع) قيادات مقنعة حتى لو امتزجت رمادية( العين) بسوداوية( الفرس)
ولعل تذكر( المعارضة) لارتفاع الأسعار ومعاناة الناس فى مسيرة الغد أن يكون تلمسا ل( عرك يصطر) هي فى أمس الحاجة إليه
ويبقى أبرز تحد تواجهه( المعارضة) بعد عودتها إلى( الحياة) هو الانسجام والتكامل
وتاريخها ليس مشرفا من حيث الاستمرار فى الانسجام
فطالما كان كل لافتة رومانسية( معارضة ) خنجر يبحث عن ظهر ينغرز فيه

حبيب ولد احمد

زر الذهاب إلى الأعلى