قيدوا الثور وأطعموا الكلب /محمد أفو

قيدوا الثور وأطعموا الكلب :

لا يستطيع الثور أن يقوم بمهام الكلب وكذلك الكلب لا يستطيع القيام بمهام الثور.
والراعي يحتاج ثورا لحمل متاعه وحراث أرضه وقد يحتاج لبيعه أو أكله.
ويحتاج الكلبَ لخفته في الصيد وقدرته على النباح والسهر، وكلها خصائص مهمة لحماية القطيع .
ويشترك الكلب والثور في الخضوع التام لسيطرة الراعي، وحين تعطى للثور حرية الحركة سيحدث الكثير من العراك المميت، أما الكلب فيسعر في حال الإهمال والترك بلا طعام .

ولا يحتاج المراقب للمشهد اليوم كبير فطنة ليدرك أن هناك ثورا طليقا.
فهناك زوابع من الغبار تثير هدوء الساحة وتعكر صفو الراعي وتخنق نقاء المكان.
و كلنا ندرك حساسية الراعي والرعية من صراع الثيران.

هناك ثور طليق عكر صفو الكل، بل كانت أفعاله وتصريحاته أعمق أثرا من كل ما فعلت المعارضة خلال السنوات الأربع الماضية.
كل الأحداث تثير غضب أحد ما، لكن إثارة غضب الحليم واستفزاز الحكماء وإحداث الجدل والفوضى والارتباك في صفوف الأغلبية، في وقت حاسم كهذا، تعتبر من الكبائر السياسية التي لا يمكن أن يفتعلها إلا ثور طليق أو منتقم لرب آخر.

من الذي أثار غضب الدبلوماسي الكبير حتى بدت نواجذه؟
من الذي أثار كل هذا الحنق حتى لجأنا لكل هذه التوضيحات والتصريحات لجبر الأضرار الناتجة عن صنائعه؟
ماذا يصنع الثور الطليق في ساحة ظلت هادئة طوال فترة خبوته؟
وماذا يحسن هذا الثور غير ما قام ويقوم به؟
لقد كان مكلفا بإثارة أكبر كم من الغبار في كل سانحة، لقد اختنقت على يديه المبادئ والأعراف السياسية وأُكره الخطاب الأخلاقي والاجتماعي على قومسة كسر العظم والعنترة.
أيها الساسة..
بالكاد استطعنا التقاط أنفاسنا لنستعيد عافية أخلاقنا السياسية، فلماذا أطلق هذا الثور؟
لقد بلغت شعبية النظام أوجها في المطحونين والمحرومين والمهمشين والمغبونين، وكان وضعه السياسي مريحا لدرجة خجل الكبار من معارضته، فلماذا أطلق هذا الثور؟
لقد بدأنا نجسد مبدأ الوحدة السياسة للأمة و شرعنا في تأسيس مقدساتنا الوطنية وانتظمنا في حالة تفاعل سياسي منسجمة مع أعرافنا الثقافية والدينية والاخلاقية، فلماذا أطلق هذا الثور؟

لقد حاولنا جاهدين نسيان صورته ومحو قاموسه المبتز من ذاكرتنا وكان رمزا وطنيا لما أكرهنا عليه وما نكره.
فلماذا أطلق هذا الثور؟

للثور قوة هائلة
لكن من الأفضل اقتياده ووضعه في مسار الساقية، قبل أن يعبث في كل متاعنا.

أما الكلب الذي ينبح فأطعموه

محمد افو

زر الذهاب إلى الأعلى