ترشيحات الإنصاف، تشريف للمناضلين ام تكليف للمهمشين! / حم أحميتي فال
منذ الحديث عن اقتراب موعد الاقتراع تسابق الناس في سفح الممكن وانبرى كل حالم لتوطيد العلاقة بين الرؤية والواقع متسلحين بهموم الشعب ومتحمسين لأناته فأقبل بعضهم على بعض يتنافسون من أجل زيادة رصيد الفاعلية السياسية لكل حزب بما يرونه تعبيرا عن وطنية الأفراد وتثبيتا لها في كل مكتب أومركز ! فساد الاعتزاز السياسي ، وراج الانضباط الحزبي، منصِفين ومُنصَفين، فهل كانت ترشيحات الإنصاف تشريفا للمناضلين أم تكليفا للمهمشين؟
ظل تيار الساحة السياسية في مدينة كيفة يتأثر بظروفها الطبيعية، فحرارة البيئة ليس إلا تعبيرا أو تفاعلا من نوع آخر عن حجم التحديات وإعياء المسؤوليات، فالانتماء القبلي أوالخطاب العاطفي هو الأداة التي تتحكم في السكان، فكل جمع يرى نسبه وحسبه ميزة تنافسية في معترك السياسة، فترجم ذلك قيام أحلاف سياسية تلبى حاجة مجتمعها وتصون كرامة منتخبيه فهي وسيلة الضغط والتقييد السياسي، استبعدت الرأي السليم والتفكير بمنطق البناء والتنمية والتخطيط الاستراتيجي ، !
إن المتتبعة للساحة السياسية بكيفة يرى ويلاحظ فراغات سياسية وتصدعات تكتيكية منها ما يرجع لانسحاب بعض الفاعلين الكبار عن المشهد خلسةً! ومنها مايمكن إرجاعه لتنامي مستوى الوعي في الأوساط. الشبابية والتكتلات النسوية والأندية الثقافية، فانعدام الوسيلة دافع لإعادة التفكير السياسي والوقوف مع الذات حقيقة، في إيجاد مياه صالحة للشرب وكهرباء يغطي على الأقل حاجة المواطن الكيفاوي بالنهار ، فربما لا يجدها بالليل؛ فندرة الكفاءة في من يُنتخبون لتحقيق غاية أساسية دعت للعدول عن بعض التفكير البدوي الذي اصطدم بجدار المعاناة والحرمان، فتقلصت اعداد الداعمين للمشايخ القبلية بين طامح لا يرى للخلاص غير نفسه ،وبين متمسك بتراثه يسعى للإصلاح من زاوية واحدة، فانقسمت القبائل والعشائر فسطاطين، لم يستطع حزب الإنصاف إنصاف بعضها تشريفا للمجددين وتنكر في ترشيحه للمناضلين! فكانت هذه ردة فعل لاستجماع كل حلف نفسه، والتشاور حول الوضعية، واختيار الخطوة المعبرة عن مكنونه من الاستيلاء والغضب، فأعلنت مجموعات مختلفة انسحابها وتنافسها على كرسي السيادة المحلية ،وإثباتاً لوجودها الواقعي، مما سيكبد حزب الإنصاف خسائر ربما لم تكن في حسبانه، فهل سينال حزب الإنصاف غايته من التمثيل ويحصل على اللوائح جملة أم سيترك للأحزاب السياسية الوطنية مسافة يبرهن على تعدديتها وانصافها في جو عدم الإنصاف؟
حم أحميتي فال ، فاعل سياسي ، ومرشح لعضوية المجلس الجهوي لعصابة