التَّنافس على الكذب. ……/الدهماء ريم
التَّنافس على الكذب.
……ا
ليس في الأمر ما يُدهش، قلَّة من المتعاطين لمهنة الصحافة، تحتكر الخطاب الإعلامي العام وتوجهه على هواها، وبعد سنين من متابعتها نشهد أمام الله أنْ لا علاقة لها بالمهنية، فهي في مراتب سحيقة تحتها ولم يعد لها أيضا علاقة بالتطبيل المُتعارف عليه، فقد تجاوزته بمراتب عالية لشيء لم يُصنَّف بَعْدُ، شيء أعلى من التَّهليل والتطبيل والتَّهويل.
أكرِّر لا مهنية،.. لقد تَقسَّم إعلامنا المصون بين الولاءات المتاحة في السّاحة، وكل وحظه،.. فمنها الفخم المُنعَّم: مثلا، ولاء لدول الجوار، ولاء للمال مهما كانت رائحته، ولاء لتنظيمات عابرة للقارات،.. ومنها من سعده أعْجَف مهزول، فكان نصيبه في ولاءات السُّوق المحلية من الفئة باء..انشغلت بولاءات الشأن الخاص، فغابت عن الاهتمام بالشأن العام المرتبط بحياة المواطن البسيط،.. فصاحب المصلحة من مصلحته أن لا يُزعِج.
طبعًا ندرك جميعا أنَّ إكراهات لقمة العيش تجعل من الانحياز للحق والمصداقية رفاهية تتطلب عزم الأتقياء وضمائر الأنقياء.. «وعلى قدر أهل العزم!».
كلّ “تشكيل” إعلامي يُحافظ بحرفية على خط كذبه وإيهامه لغيره “بطول” أذرعه.
جميل أنْ قد تبرأ أحدها من فِعلته للحظة، وكذَّب خبرًا نشره، بعد أن عجز عن تأمين ظهر فريته لأكثر من ساعاتٍ.
تَعوَّد اعلامنا أنْ لا محظورات تُلجمه، لا الحق، ولا الأعراض، ولا أخلاقيات المهنة، فأرتاح للهذيان، دليله “كَثْرْ اكْلامك اتْعود وَلِي”.. فَطفِق يستمطر الخَيال حول فرار السَّلفيين، لعل بعض تخرّصاته تُصادف الحقيقة، فيحقق سبقًا يثبِّتُ كذبه السَّابق.. لكنه هذه المرة تردَّى نحو قاعٍ أدنى!
الكذب في فواصل الجدِّ الحسَّاسة أمنيًّا، رياضة خطرة، والسُّقوط فيها يُسمَّى: سقطة قاتلة!
أتفُ بالكذب .. وأتفُ مرات بالطمع إلي إلوح في الكذب.
تحياتي.