إحدى روائع الشاعر الشيخ ولد بلعمش رحمه الله في قواتنا الوطنية
إحدى روائع الشاعر الشيخ ولد بلعمش رحمه الله في قواتنا الوطنية
دخلتُ على الأُسْدِ آجامَها ٠٠وحطمتُ بالقصفِ أعلامَها
ولم أتهيب دروب الردى ..و نكأ الجراح و آلامَها
أنا العسكري الأبيُّ العنيد ..عزفتُ مع الشمس أنغامَها
أقدِّمُ نفسي بكل اعتزازْ ..فهل يفهم القوم إقدامَها؟
أقاتِلُ جيشَ مسيلمةٍ ..وتخفي اليمامةُ ألغامَها
فأخترق الهولَ مثل البراءْ ..وأحفظ للأرض إسلامَها
وما ضرني أنَّ رهطي نسوا ..فكمْ تفتدي الجندُ أقوامَها
أكابدُ في القفر ريح السمومْ ..أعدُّ الشهور وأيَّامَها
سَأوثِرِ بالظلِّ أهلَ الكلامْ ..عبيدَ السياسة أزلامَها
تأخَّر عوْدي فهلْ أحدٌ.. يُساعدُ أختي وأيتامها؟
وهل خبرٌ جاءَ أمي العجوز ..يبدِّدُ بالظنِّ أوهامَها؟
ومن سوفَ يطعمُ خمسَ بنات.. ويُرجِع للدارِ قوّامَها؟
أنا رجلٌ من زمان الضمير ..جهلتُ القصور وآثامَها
وما لا مَستْ ألفَ (يورو) يدي ..ولا أبخس الناس أحلامَها
همُ الآن في عُطَلٍ حُلوةٍ.. وعائلتي الدهرُ قدْ سامَها
ألومُ بلادي عتابَ الحبيب ..وأغضب إنْ أحدٌ لامَها
أروم لها الخير طول الحياة ..وأقتلُ منْ بالأذى رامَها
بلادي رسمتك عند الغروب ..دواةً تُغرغِرُ أقلامَها
ومئذنةً في بحار الرمال ..وروحاً توزِّعُ أنسامَها
وكنتِ الأنيسَ إذا ليلة ..يزيدُ التغرب إظلامَها
فلا تنكري الودَّ إما نعوا ..ستسألك الروح إكرامَها
ستبكي البُنَيَّة ُ عمرا مضى ..وتُطلقُ للريح أقدامَها
وأعرف طعم الفراق الرهيب ..ولوعِشْتُ أصبحتُ خدَّامَها
فلا تخذلوها ببعض الحنان ..وصونوا العهود و أختامَها
فإن كان ذاك فبعض العزاء ..وكل له وقفة قامَها
وتلك حياة الرجال الخلودْ ..كفاحاً يُجدِّدُ أعوامَها