هناك شيء حزين في تقلبات الدهر..
هناك شيء حزين في تقلبات الدهر..
لا اكثر مدعاة للرثاء..من حالة التنكر العام التي تطوق اي رئيس سابق للدولة الموريتانية…!
ان ما حل بولد عبد العزيز أحزنني كثيرا..
فالرجل كان ذات يوم صديقا لي..
ولو لم يلمسني جوره لظل صديقا لي..
اذ ليس من عاداتي التنكر للاصدقاء..
ولا التقلب مع موجات العوام.
لقد سعيت لاقناعه بعدم الترشح لانتخابات 2009 ولم يسمع النصح..
سعيت لأن يكون صاحب مشروع نهضوي..
واكتشفت انه يريد النهضة بنفسه أولا..
وضمان مستقبل عياله ثانيا.
وكم سخيف هو الحكم حين يتحول لوسيلة اشباع لحاجات صغيرة.
افترقنا وراح كل في سبيله ..
خرجت من الرئاسة افقر مما كنت قبلها..
خرجت محتفظا برصيدي الكامل من الغرور الشخصي.
تركت له الحكم.. وتركت له السياسة..
وذهبت غير نادم الى حدائق الادب.
لكن من الناحية الانسانية البحتة لم اكن اعتمل بأي مشاعر شخصية ضده الى ان ارسل علي كلابه..تنهش في عرضي بالمنطوق والمكتوب.
لم يفهم في سذاجته ان اصدقاء المنصب ادعياء صداقة..
وأن الصديق الحقيقي من صدقك لا من نافق لك..
اين يا عزيز محمد محمود ولد براهيم خليل..؟
وأين كمال ولد محمدو..؟
واين الصحافة التي كانت تعتبر من لم يصوت لك مجرما تجب مطاردته..؟
لقد وقع ولد عبد العزيز في فخ الصداقات الزائفة..واقتنع ان له شعبية عارمة..وأن شعب موريتانيا يريده للحكم…وأن الحكم آل اليه لاسباب ذاتية فيه متعلقة بشجاعته..وعبقريته..وحظوة ربانية عنده.
سبب هذه المأساة انه صدق كلام السفهاء والمنافقين..
لقد صدقهم كثيرون قبله..
وسيصدقهم كثيرون بعده..
لقد كان صديقي الفنان حمادي يعتبر شر النهايات..نهاية الغانيات واسوء التقاعدات تقاعداتهن..
لكن الحقيقة تفوق الخيال..والسياسة تهيمن على كل المجتمع.
المؤلم في نهايات الرؤساء ليس في المحنة الشخصية لرجل حزين تحاصره السوابق والعداوات.. وانما المؤلم حقا هو تنكر الاصدقاء الذين كانوا بالامس يقسمون له بالولاء ويستأسدون على المعارض والمختلف.
ليس في كل هذه الدنيا ما يرضي الغرور فتيلا..!
محمد أمين