لعصابه/ الرجل الذي تصدق 100 ناقة في يوم واحد في خانة الساطع “رجال في الموقع”

هو الطود الشامخ والهامة العظيمة شيخ عامة :

( أقلال أركيبه ) الشيخ ولد سيدي ولد الغوث بن محمد بن سيدي بكر بن الطالب أحمد جدو بن نختير بن الطالب المصطف الغلاوي ولد سنة : 1909 م في بيت علم وعز وشرف وجهاد . من أبيه الولي والقائد والمجاهد سيدي ولد الغوث ، قائد معركة البيظ سنة 1909 م ومعركة أنواملين ، ومعركة التنشيب ، ومعركة أجحافيه التي وقعت 12 مايوا سنة 1911 والتي قتل فيها الملازم الفرنسي (ديماسيه ) وهزمت فيها الكتيبة الفرنسية أشد هزيمة .

أشتهر الشيخ ولد الغوث بالعقل والحكمة والورع وحسن الخلق وكثرة العطاء والصدقات  تصدق ب100 ناقة في يوم واحد على الفقراء والمساكين ،حج  لبيت الله الحرام كان حريصا على الصلوات و الجماعة كما كان حريصا على العدل ،فاتخذ في زمنه ثلاث قضاة لفض النزاعات بين الناس هم : القاضي محمد خون ولد بيان ، والقاضي لمرابط ولد أحمد نوح ، والقاضي : باب أحمد ولد أخيارهم ،فعم العدل في منطقته وذاع صيت الرجل وطارت شهرته فكان علما بارزا من أعلام المنطقة والوطن الذين خلد التاريخ سيرتهم بأحرف من ذهب فكان مصداقا لقول الشاعر:

ألستم خير من ركب المطايا  وأندى العالمين بطون راح

إستقر في واد أم الخز الذي يبعد 70 كم شمال شرقي مدينة كيفه مدحه شعراء زمانه.

كتب عنه الحكام الفرنسيين أنه كان قائدا مذهلا ، وقد كتب عنه الحاكم الفرنسي” كابريل أفرال” في كتابه دليل الصحراء قصة تحت عنوان : أكبر مفخرة في أركيبه شاهدتها:

والقصة هي أنه مرة نفدت خزينة الحامية الفرنسية من مادة السكر فأرسل سائقه ” أمبتش” في سيارته إلى زعماء لحلل  للحصول على السكر فلم يجده ، فاستدعاه الشيخ ولد الغوث اليوم الموالي وبنا له خيمة عشرون ذراعا مفروشة بسقان السكر، إنتهت القصة .

وله رواية أخرى مع  الحاكم  الفرنسي كابريل  أفيرال في شأن ولد أعلي نقلت عن الرجل العدل المغفورله إدوم ولد رمظان بن أخت ولد أعلي .

حيثيات القصة :
بينما كان القناص المغفوله محمد فال ولد أعلي في رحلة للقنص في صحراء لعصابة وقد غنم من الغزلان والحبارى غنائم كبيرة حتى أمسكت به قوات ” أفرال” بعد أن أبلغها احد بأخباره ، القي القبص على الرجل وهو متلبس بجريمة القنص وحمل السلاح فكان بحوزة الرجل سلاحان واحد من نوع ” بوفلك” والثاني من نوع ” ماس 36 ” اما غنائمه من لحوم الوحش فحدث ولاحرج …
وفي الليلة الثالثة من سجن الرجل أبلغ المغفور له الشيخ ولد الغوث من طرف أحد اخوة السجين ولد اعلي بالخبر فركب في نفر من الرجال ودخل على الحاكم الفرنسي

” أفيرال” وقال له إن الرجل الذي أمسكت به في صحراء لعصابة أحد عيالي وأنا من أرسلته لتلك المهمة فهل ﻻ أفرجت عنه لنا ؟ وعوضناك عن الغرامة المالية  المستحقة عليه فرد عليه الحاكم الفرنسي “أفيرال ” الرجل لم يخبرني بأنك أنت من ارسلته للمهمة فقال الشيخ ولد الغوث لعله كان خائفا ، فأمر الفيرال بإخراج ولد أعلي من السجن والإتيان به فلما وقف بين يدي الحاكم أفرال وبحضرة الشيخ ولد الغوث بدى معوج الرقبة قال له أفرال : استقم يارجل انت لم تعاقب بعد وقد افنيت الكثير من الوحوش وحامل لأسلحة غير مرخص وهو عمل محرم  وعقوبته كبيرة .
قال ولد أعلي ﻻيمكنني أن أستقيم وأنا اسلحتي ﻻتزال محجوزة في يدكم وكأنه يشعر الشيخ بالخبر فطلب الشيخ من أفرال ان يسلمه أسلحته فقبل افرال وسلمت لولد أعلي أسلحته ولحومه فقال الشيخ ولد الغوث لفرال ماهو نوع الوحش الذي ترغب فيه أيها الحاكم  ليصتاده لك قناصنا هذا إشارة لولد أعلي قال أفرال : حبرى حية مكسورة الرشان وغزال حي مكسور المؤخرتين فخرج ولد أعلي في رحلة صيد وأحضر للحاكم أفرال ماطلبه ونشأت علاقة ممتازة بين ولد أعلي والحاكم أفيرال على يد الشيخ ولد الغوث الذي لايرضى لنفسه أن ينام وجاره سجين  .

وليس هذا إلا جزئ يسير من جوانب احسان الشيخ ولد الغوث فهو الذي يحفر لنفسه قبرا ويملأه زرعا ويصدق به ، وهو الذي يتولى بنفسه تقسيم ألبانه حتي لا يبيت في أرضه جيعان ولا ينام ظمآن.

ملك من الثروة الحيوانية مالم يملكه غيره ممن عاصروه في المنطقة حتى أصبح لا يركب أحد جملا  إلا وقيل له (إسلم الشيخ ولد الغوث ألي دارك أعليه ).

تميز الشيخ ولد الغوث رحمه الله بالشجاعة والقوة

صفع بيده الحاكم الفرنسي الذي أراد أن يبتزه وتركه طريح فراشه ، كما يقال أنه ركب مرة جملا له فأراد الجمل القيام قبل أن يأذن له فضغط عليه بقدمه فنحر في الحال . توفى رحمه الله سنة 1986 م ودفن في أم الخز

ب(الحله ) تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته .

ولسان الحال يقول :

أنت نعم المتاع لو كنت تبقى غيــر أن لابقاء للإنسان

فما بدا لنا منك عيب عابه الناس غير أنك فان

شهادات خاصة في الموضوع :

*الذهبي ولد العيل :

الشيخ ولد الغوث مناقبه لا تحصى فهو آية من آيا ت الله ، كان ملاذا لطلاب المحاظر في نفقتهم فكان ينفقهم لبنا وتمرا ، تصدق بصدقة على عامة مساكين أهل الطالب جدو إستفدت منها ببقرتين وجملين وقطيع غنم وهذا كان حال كل المساكين الذين شملتهم هذه الصدقة زيادة على 100 ناقة تصدق بها في يوم واحد .

*محمد محمود ولد كبادي : أريد تأكيد ما قاله الذهبي ولد العيل بخصوص فضل الشيخ ولد الغوث وصدقته على مساكين أهل الطالب جدو حيث أعرف منها جملا عند والدي يدعى (لمذوبح)

* محمد محمود ولد البابه ولد محمد الشبخ :

كرم الشيخ ولد الغوث وفضله تجاوز حدود الدولة الموريتانية لأن أخي سيدي محمد ولد محمد الشيخ سرد لي قصة حدثت له مع أحد الماليين في بلادي مالي حين ما كان يشتري من هناك مادة الزرع فسأله المالي هو من أي قبيلة فأجابه أنه من قبيلة لقلال فقال له أنت من عيال الشيخ ولد الغوث قال نعم قال ظفرت بما تريد وأمنت الطريق ثم قال له ألم تعلم أن هذا الرجل جئته مرة من مالي وعندي مريض فقدم لي كل ما أحتاجه من مال لعلاج مريضي وهو لا يعرفني . الشيخ ولد الغوث يقول محمد محمود ولد أباب كان عادلا وكان يتخذ من قومه مجلس للشورى سجل العقار الأرضي للقبيلة في زمنه باسم القبيلة فهو في منتهى الفضل والعدل.

* المختار ولد حمادي :

الشيخ ولد الغوث لا يمكنني حصر مناقبه لكثرتها الشيخ ولد الغوث رجل من رجال الدنيا والآخرة.

* محمد محمود ولد غوثي ( الملقب الكبير )

الشيخ ولد الغوث والدته فال بنت سيد أحمد لحبيب كانت ولية من أولياء الله و تمازحه في صغره بالكاف التالي :

يونبيــه عينيه أمحله    الشيخ أو لا كـــــط أو خله

بقلم : يسلم ولد بيان .

زر الذهاب إلى الأعلى