لماذا لم تنتظر النخبة السياسية، ان توشح بوسام الشرف في يوم رفع العلم؟ (رأي حر)

لماذا لم تنتظر النخبة السياسية، ان توشح بوسام الشرف في يوم رفع العلم؟

/ – إشيب ولد اباتي

إنه لجميل أن اتصل عليك في هذا اليوم المتميز ببياض وجهه، فيكون لي شرف الاتصال الباكر بك.
فقلت بيض الله وجهك، بما بيض به وجه هذا اليوم من ثلج قارس، سيحبسنا في المنازل، حتى تدركنا ظلمة الليل في الرابعة، وهي بعيد الظهر في العالم اجمع، الا نحن، فينزل الليل علينا فيها..!
ودون ان يكون قصدي التفاؤل لك بالمكروه، لا قدر الله، لكن من المتصل، حتى قبل أن افطر ؟

معزة غاني: تضحك باتساع شدقيها، قائلة، كأني بك تتفاءل لي المكروه، لكن ما علينا، فأنا دائما آخذ بظاهر الكلام، دون الحاجة لتأويله بما هو سيء – ثم أضافت قائلة –
لقد قرأت لائحة التكريم التي خص بها رئيسكم الموقر، العديد من المواطنين، فهل أنت مواطن غير مخلص لوطنك، او انك تدعي فقط، والا كنت قرات اسمك ممن وشحتهم قيادة الوطن بالتكريم؟!
قلت: بارك الله فيك على هذا الاحترام لرئيسنا، وهو يستحق اكثر من ذلك لو تعلمين.. لكن هذا الاتهام لي، والحكم القطعي ضدي، قبل أن تقدمي أي دليل يؤكد، أن ظنونك هذه التي تجترح المواطنة غير الصالحة، في حين أنك تحملين مشروع الراحل “غاندي”‘، الأمر الذي يستدعي منك استحضار الاصلاح، والحث عليه، بدلا من توزيع الاتهامات الجزافيةالتي تقوض الأمل في تنمية المواطنة الصالحة في ابناء وطني ..!
وهل باقي النخبة السياسية التي لم يكن لها شرف التوشيح بالأوسمة العسكرية، هي كذلك من المواطنيين غير صالحين،؟ وربما هم مثلي لا يرغبون في التوشيح بالأوسمة العسكرية، لما ترمز اليه من التضحية في مجال لم يمتهنوه، لأنه خاص بخدمة العلم في حفظ الوطن وحدوده، ومؤسساته المدنية، وإن كان بعضهم، يلبس لباسا مدنيا، دون أن يحول بينه ، وبين القيام بمهام جليلة في السهر على أمن المواطن، والمبيت ليلا، يراقب كل صغيرة، وكبيرة، والناس نيام ملء الجفون ..!
ومن هنا كان التوسيم مستحقا.. بينما أنا مقصر، وكذلك النخبة السياسية الفاسدة في حق حماية المواطن، ذلك اني حين أزور بلادي، لا أراقب أحدا، ولا اهتم بأمن احد في بيته، او في الشارع، او في الحي، او في المدينة بالمرة…؟
واكرر، ربما النخبة السياسية المدنية مثلي ، لا تستحق الأوسمة العسكرية، ولا ترغب حتى فيها لما، يرمز اليه التوشيح من عمل مرتبط بساحات الشرف العسكرية، وعمل إدارات الأمن الوطني، الساهرة على أمن المواطن، والوطن معا..
وربما في اليوم التالي من أيام رفع العلم، حين يعلق على الساريات، ويرفرف خفاقا، وهو وسام لكل الوطن، والمواطنين، وفي التعالي في الأفق العالي ، ما يشير الى الاستظلال بظله، وشرف لكل مواطن، كما الوطن ” حال بحال” على حد تعبير المغاربة..
ومن يدري، لعل الأيادي البيضاء للرئاسة، قد ارتاحت من رفع العلم،، وتبدأ في استقبال الاسماء المدنية، لتوزيع، الأوسمة المدنية التي تثبت فعلا، أننا من الابناء البررة لوطننا العزيز الذي ننتظر بفارغ الصبر، ان يستدعينا، حين يصل التوظيف جيل الستين عاما، وقد أعطى خمسة أربعين سنة ينتظر، ولما يزل في انتظار التوظيف في الوظيفة العمومية…
صحيح، أننا تغاجأنا ، بل أصابنا القنوط، و اليأس بعد اعتماد سياسة ” التدوير” المغلقة على الأعيان، وابنائهم واخوتهم، وأبناء اخوتهم، وافراد الدولة العميقة، ولو ” أنهم هم الأغلبية” ، وغيرهم الأقلة التي ستصبح يوما ما، في ظل التمسك الحميمي بالنظام القبلي، الجهوي، الفئوي،، من الفئات التي بدأ يصل افرادها الدور في التعيينات الوزارية ،، وتبادل الوظائف، وحتى المكانة الاجتماعية، ليصبح البيظان – بلغة احمد ولد هارون ولد سيدي ياه – في الدرجة الثانية، ولحراطين – بلغة بيرام رئيس حركة “إيرا” – في الدرجة الأولى..
ولعل هذا من التدوير الذي سيجعلنا ننتظر دورنا في التوشيح، والتوظيف..

أشيب ولد أباتي

زر الذهاب إلى الأعلى