سان سييرج لاسير !/محمد أمين

سان سييرج لاسير !
في شتاء 1997 كنت اقضي عطلة في لوزان بسويسرا …ثم تذكرت أن صديقي عثمان ولد سويد احمد غير بعيد من هناك فقد اعتاد في غربته الطويلة والمريرة أن يمضي أوقاتا كثيرة في ربوع إقليم الآرديش غير بعيد من الحدود السويسرية فهاتفته لأطمئن عليه..وجائني صوته مرحا وفرحا كالعادة ..ثم قال انه فعلا موجود هناك وراح يطلب مني المجئ إليه وزيارته ثم ناول الهاتف لصديقنا الفاضل المسيو آرنو عمدة بلدية سان سييرج لا سير وأصر هو الآخر على أن أزورهما وقال لن تخسر شيئا ..ستلتقي, إذا أتيت هنا, غدا بشخصية من النوع النادر الذي تحب مجالسته ..وأضاف صدقني إنها شخصية تستحق عناء السفر!
حسبت المسافة فإذا بها قرابة المائة كلم فقلت بعد تردد سأفعل !
عمدة سانسييرج لا سير شاب فرنسي فاضل وهو ممن يعتملون بمشاعر الإنسانية الفرنسية العريقة التي تجعلهم يتبنون أي قضية عادلة ويصطفون دوما بجانب المعذبين في الأرض ..وقد كان جناب العمدة من مناصري الجنرال ميشيل عون في غربته القسرية ثم تعرف على عثمان ولد سويد احمد واكتشف المظالم الموريتانية فوضع نفسه تحت تصرف قوى التغيير الموريتانية المختلفة وتسرب حب موريتانيا إلى قلبه بل والى كل أفراد عائلته فقد أغرمت والدته بهذا البلد الزهيد وارتبطت معه بقصة تستحق أن تكتب لما فيها من جمال وعفوية.
الطريق إلى سان سييرج لاسير جميل ورائع . قادني إلى مدينة فالانس الجالسة في خشوع وتبتل في سفح الألب وعلى ضفة نهر الرون الدفاق ..ومنها وصلت إلى بلدة لافولت التي تشبه في رقة حواشيها اليواقيت والدرر.. ثم أخذت الطريق تميل إلى الضيق وكثرت لفاتها ومنعطفاتها وهي تصعد إلى قمة جبل أشم ووجدت نفسي في غابات مبللة بالشذا ومزارع تجول فيها خيول وأبقار والطريق يتلوى صاعدا كالثعبان حتى وصلت لبنايات قليلة علّق العلم الفرنسي على شرفة إحداها ..واقتربت من العلم ووجدت مكتوبا على البناية بلدية سانسييرج لاسير وفهمت أن هذه البنايات القليلة هي كل بلدة سانسيرج لاسير.
ركنت السيارة وجلت ببصري باحثا عن كشك هاتف فقد لاحظت أن جهاز الجوال أصبح خارج الخدمة وقلت لنفسي لعلها البلدية الوحيدة في أوروبا التي لا توجد فيها شبكات الخلوى وتلك على كل حال محمدة وفخار.
دلفت إلى مقهى ريفي صغير بحلق فيّ كل الناس قالت لي سيدة عجوز هل أنت صديق العمدة آرنو أجبت بنعم قالت بعد مائة متر هناك توجد العطفة المؤدية ل هيباك! قلت وماذا تعني هيباك ..قالت ذلك اسم قصره ! تمتمت بشكر وعدت للسيارة واتبعت اللوحات المؤدية لهيباك حتى وقفت على بناية قديمة من صخر كتيم تشبه في هندستها بنايات القرون الوسطى وأمام البوابة كان جناب العمدة واقفا وفي يده بندقية أطلق منها طلقات متتالية إكبارا لمقامنا كما هو المعهود في تقاليدنا الغابرة .
قصر ل هيباك العامر له تاريخ عريق في إيواء واستقبال المعارضين في العالم بل يذهب المؤرخون إلى انه كان من الأماكن القليلة في جبال الارديش التي فزع إليها البروتستانت التماسا للحماية في الحروب الدينية الشنيعة التي أعقبت ظهور الدعوة المتمردة على سلطة الاكليروس الكاثوليك وقد وجد فيه صديقي عثمان المقر والسند لكل نشاطاته المتواصلة ضد نظام الرئيس معاوية ولد الطايع وفيه ألف كتبا قيمة ومقالات كثيرة ورغم ان حياته السياسية دفعته للمكوث في باريس فترات طويلة فانه كان يمضي جل أوقاته وراحاته في الشقة التي وضعها صاحب القصر تحت تصرفه وقد زارها كثيرون وأمضوا فيها أوقاتا ممتعه منهم رئيس حزب التحالف الشعبي مسعود ولد بوالخير ومنهم البروفسيور كان صيدو وغيرهم كثير من رجالات السياسة الموريتانية.
يعيش العمدة آرنو في الطوابق العليا ومعه زوجته وأبناءه ووالده الذي تقدمت به السن كثيرا ولم يقبل العمدة التخلي عنه كما يفعل الفرنسيون عادة برمي آبائهم لدور الحضانة .واحتفظ بشقتين إضافيتين لضيوفه وأشقاءه وزواره ,ويتماشى أثاث القصر مع الأسلوب الهندسي للمبنى وان دخلت عليه ديكورات موريتانية بحكم القضية التي اعتنق العمدة الفاضل ودافع عنها بكل ما أوتي من قوة.
أمضينا ساعات طويلة قرب المدفئة نتحدث عن موريتانيا وما حل بها من قحط ثقافي وقرأت فصلا من رواية ألفها عثمان ولد اسويد احمد وكانت حسنة السبك جزلة الألفاظ ومازلت أتساءل لماذا لم تعرف طريقها للنشر والمشاعية.. ثم تذكرت أن الطعم الذي استخدمه صديقاي لاستقدامي هو مجالسة شخصية نادرة وكليهما يعرف عن شغفي بالعظماء والأكابر فسألتهما قائلا : من هو الضيف الذي تريدون أن أتعرف عليه ؟
ابتسم آرنو للحظة وقال بصوت متهدج ومسرحي: انه رئيس الجمهورية الأستاذ مختار ولد داداه فما رأيك؟
الرئيس مختار – رحمه الله- تحيطه هالة عظيمة في ذهني ومنذ الصبا لما عرفنا عنه من نقاء وصفاء نفس ولما بذل من جهد فريد لتشييد دولة مركزية معترف بها في صحارانا السائبة منذ الأزل ! وقد زاد فشل الانكشارية الحاكمة من بريقه فعاد معارضوه إلى تحسين صورته في أذهاننا كثيرا وهو رجل مثقف وأريب ومن المنن الربانية لعبيد الله التعرف عليه ومجالسته وهي من الديون الموجودة في عنقي للعمدة الفاضل خصوصا أن الرجل صوفي يتجنب محادثة الأغيار ويفضل منذ خروجه من السياسة الانزواء والتفرغ للعبادة.
في بداية المساء توقفت سيارة مرسيدس زرقاء تحمل علامة رئيس بعثة ديبلوماسية أمام المبنى وخرج الرئيس وحرمه منها وكنت في المستقبلين ويبدو أنهم أحاطوه علما بوجودي وكان بشوشا وباسما رغم تعب الرحلة وما خطته عقود المنفي القاسي والطويل جدا على محياه من أحزان وألم.
جلسنا قرب الموقد وكان حطب الكانون المشتعل يرسل حرارة على المكان وكان فخامة الرئيس يتمتم بصوته الخفيض قائلا الحمد لله على لقائكم بخير…انه رجل متوسط القامة بمعايير جيله أنيق الملبس ومرتب الهيئة, متناسق الحركات ثاقب النظر, بطيء الحديث بكياسة مفرطة , يميل إلى الصمت.. وباختصار مختار ولد داداه لا يعرف الهذر ولا يحبه وكل كلمة يتفوه بها مدروسة وموزونة وفي بعض الأحايين حين يخرج المحدث عن الراوي فان فخامته سيغرقه في صمت مطبق وكامل .
للحديث معه لا بد من يقظة ذهنية كاملة وتمرس على شيفرة خاصة لفك طلاسم هذا الرجل-المكتبة والشاهد على عقود من المخاض الأليم لأمة من المساكين والحيارى.
بعد التحايا , كانت بداية الحديث عن كيف قرر أن يتخلى عن الدعم المالي الفرنسي لميزانية الدولة الموريتانية رغم ما في ذلك من مخاطرة ؟
قال ان صادرات الحديد سنة 1963 جعلت من السهل تعويض ذلك وان ثمن الحرية يجعل من غير الممكن ان تواصل فرنسا دفع أجور الموظفين وابتسم وقال لقد استدعيت رؤساء النقابات الموريتانية وشرحت لهم الأمر وحين فهموا أن الأمر يتعلق بسيادة البلد قالوا إنهم يطالبون بتخفيض الأجور .. فرجال النقابات العمالية – حسب شهادته – كانوا من أكثر الناس وطنية وإيثارا.
ذكر في من ذكر النقابي فال مالك والنقابي ابراهيم ولد الدرويش وتذكرت أن الأخير أدلى مؤخرا بتصريح مفاده انه ليس موريتانيا بل مغربي وقد أصبح كذلك منذ استقالته من جبهة البوليساريو فقلت : سبحان الله براهيم ولد الدرويش يقول انه مغربي ..سكت فخامة الرئيس لحظة طويلة ..ثم واصل كلامه ففهمت أن ما بدر مني أزعجه إذ في مجلسه لا داعي للتعريض !
سأله العمدة عن سبب قانون منع تجديد المشيخيات القبلية ؟
شرح وجهة نظره بمهارة وهدوء وقال : العشائرية مشكلة جسيمة ولا داعي لوجود وسيط بين الدولة الوطنية والمواطن كان بودي إلغاء المشيخيات من أول يوم لكن جل البرلمانيين كانوا من شيوخ العشائر ووجدنا صيغة حل وسط وهي حظر تجديد تنصيب شيوخ جدد بعد أي وفاة.. ثم أردف قائلا كنت امنع تعيين الولاة والحكام في الولايات التي ينتمون لها باستثناء أطار ولمرة واحدة فقد كانت هناك متاعب إدارية وأرسلت لهم واحدا منهم وكان جيدا في عمله واستطاع إقناع كل المطالبين بالانضمام للمغرب بالعدول عن ذلك.
اعتذر الرئيس بعد ساعة من الجلوس معنا وذهب به العمدة ومعه زوجته إلى غرفته فقد كان يريد تحضير نفسه لصلاة المغرب ولم يعد إلينا إلا بعد صلاة العشاء.
على مائدة قصر ل هيباك تواصل حديثنا وتذكرت أنني التقيت برجل مسن كان ممن يطالبون بالانضمام للمغرب وقد قال لي انه بعد رجوعه لموريتانيا في سنة 1964قام بوساطات بين مصر وموريتانيا وغير ذلك من الخدمات الجليلة لبلادنا في معركة الاعتراف الدولي بها وقد استغربت ذلك كثيرا ..ولذلك رويت الأمر برمته على مسامع الرئيس مختار لأعرف مدى صدقية حديث الرجل المسن ولم يتفاعل الرئيس مختار مع سؤالي فخلت انه لم يسمعه فأصررت على إعادته بصوت مسموع فابتسم وعاد لصمته..! أعدت السؤال بصبيانية للمرة الثالثة ..ابتسم وقال بحسانية واضحة ” لاهي يعود عاد راجل!” أي انه اصبح رجلا ! لم أفهم أي فحوى لجواب فخامته فليس من الوارد أن يتحول المعني إلى أنثى كما أن سنه قريبة من سن الرئيس وليس من المنطقي أن يقول عنه لقد أصبح رجلا لأنه ساعتها لم يكن طفلا !
ثم استطعت بمساعدة من تعابير وجه الرئيس أن أفك الشيفرة حيث كلمة رجل هنا تعني تقدمت به السن وذلك قد يحيل إلى الخرف بما يعني أن المعلومة التي خصني بها صديقي المسن سالف الذكر غير دقيقة أو غير صحيحة إطلاقا!
وهكذا فهمت طرق تعبير الرجل الكبير!
من المستحيل أن يعرف أحد نواقص وأسرار الناس عبر الرئيس مختار لاستخدامه لقاموس لا توجد فيه أي كلمة سوء وكل طرقه في التعبير يلتمس فيها دوما العذر للناس حتى لمن أساءوا إليه وهم كثر فمثلا حين يقول عن السجانين العسكر : “لقد احترموني جميعا خلال استضافتهم لي ..كل حسب مستواه الأخلاقي وحسه المدني ! ” فأن ذلك يعني انه تعرض لإساءات من المنحطين أخلاقيا أو الذين ينعدم لديهم الحس المدني لكن طباع الرجل تمنعه من الحديث عن تفاصيل ما حدث وإحساسه بالمسؤولية يجعله يكتم عيوب الملازم فلان والنقيب علان وفيهم من انتقل للرفيق الأعلى منذ زمان بعيد!
وحين يقول إنني احتفظ عموما أو إجمالا بذكرى طيبة عن فلان فأن ذلك يعني لقد كان هذا الشخص سيئا أو وضيعا في تعامله معي في لحظة ما !
رغم أن رأي الرئيس مختار معروف ومعلن ساعتها في جل القضايا السياسية فان معرفة تقييمه الشخصي للرئيس معاوية لم يعرفها أحد وقد شاءت الأقدار أن الرؤساء مصطفى ولد محمد السالك ومحمد خونا ولد هيدالة ومعاوية ولد الطايع تتالوا على مرافقته العسكرية قبل أن يتتالوا على عرشنا لذلك حاولت أن يتحدث عنهم خصوصا عن الأخير لكنه لاذ بصمته العجيب.
فتغير الحديث نحو علاقاتنا بدول المنطقة وقادتها واكتشفت أن رجل الدولة الموجود أمامي ضليع بفن الديبلوماسية وعارف بحقيقة القوى المتحركة على المنطقة وقد سرد لنا روايته لأزمة الثقة بين المغرب والجزائر وهي الأزمة المستفحلة دوما ومنذ حرب الرمال وقد أدى تلكؤ المغرب في ترسيم الحدود بين البلدين إلى تفجير الوضعية فور إخلاء الأسبان للصحراء الغربية.
عرفت لاحقا أن ملك المغرب الراحل تصور لبرهة من الزمن أن مختار ولد داداه المنفي والمطارد ستدفعه الحاجة الشخصية للقيام بدور تبريري لصالح مغربية الصحراء وأن جلالته ذعر حين اكتشف أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والموفد الأممي جيمس بيكر عاد بعد لقاءه بالرئيس مختار وفي جعبته فكرة جديدة مفادها العودة المتفق عليها لروح اتفاق مدريد عبر إنشاء دولة كونفدرالية بين موريتانيا والبوليساريو تهيمن على إقليم وادي الذهب ويوازيها حكم ذاتي للساقية الحمراء !
لقد علمّت التجربة الرئيس مختار أن الصبر مفتاح الفرج وظل يمانع رئيسا حتى حقق انتصاراته المشهورة من استقلال سياسي واقتصادي وتحرير الصحراء من نير الأسبان ثم واصل الصبر والممانعة إلى أن سلم الأمانة دون تفريط ولا تسرع والتحق بالحياة الأبدية محتفظا بنفس الأفكار والمواقف.
من عناصر القوة لديه زهده بالمال وتسلحه بالقناعة لم لا وقد ترك السلطة فقيرا جدا بل أفقر مما كانه حين انتخب رئيسا للجمهورية وعندما حلت به مصيبة الموت لم يخلف من ميراث مادي سوى ريع مذكراته ولا غير..!
في صباح اليوم الموالي خلال تناول الإفطار سألته عن ظروف الانتقال من التعدد الحزبي إلى الحزب الواحد وفهمت منه أن الأمر كان مطالبة شبابية ومما رغبه فيه الحصول على إجماع وطني كامل في وجه التوسع المغربي المؤرق ولم يتملص من المسؤولية ولم يقل أن الخيار كان صائبا فقد أجاد في ذكر من وقفوا في وجه الحزب الواحد وذكر بالخير الزعماء سيد المختار نجاي وبوياغي ولد عابدين ولفيف كبير من الساسة كالوزير شيخنا ولد محمد لقظف ورجل الأعمال بمبا ولد سيدي بادي وفهمت أسلوب الرجل في معاملة وإشراك معارضيه والاعتراف لهم بمواهبهم وآرائهم وتلك لعمري من الخصال الكثيرة التي حباه الله بها .
خرجنا لموادعة فخامة رئيس الجمهورية الأستاذ مختار ولد داداه ..وبعد ذلك بساعة ونيف كنت في طريق الإياب مهزوزا وحزينا مما حل ببلادي وأقول لنفسي ماذا حل بنا؟
حين خرجنا من بوادي الظلمات كان رئيسنا مثقفا أريبا والآن يتبادلنا عساكر الانكشارية الذين لا يستطيعون تباعا تهجئة جملة مفيدة !
الهي أي ذنب اقترفنا يا ربنا ؟
انه ذنب كبير جر علينا من البلوى والتعاسة ما يفوق التحمل والتخيل!
لقد التقيت بالرئيس مختار كثيرا بعد سان سييرج لاسير في باريس وفي نيس وسمحت لي الأقدار بمعرفته عن قرب –وتلك قصة سنعود إليها لاحقا- وقد بذلت قصارى الجهد لإعادة الاعتبار الرسمي له بعد وفاته وما زلت أعتبر أن موريتانيا لم تنصفه ولم تعترف له بما قام به من جهود جبارة وتضحيات جسيمة حاول الكثيرون طمسها وشطبها من كتب التاريخ ومازالوا يحاولون !
من المفارقات الغريبة أن زوار الرئيس مختار كانوا يتسترون على لقاءاتهم به خوفا من ردود فعل الرئيس معاوية فقد سبق أن أعتقل واستجوب كثيرون منهم بعد زيارتهم للرئيس المؤسس في بيته بنيس أو في الدول التي زار خلال ربع قرن من المنفى وكانوا دوما يقولون الرئيس لا يهاتف ولا يستقبل وغير ذلك من الأعذار التي يريدون بها تغطية أنفسهم وقد ذهلت مؤخرا حيث سمعت نفس النغمة من أصدقاء الرئيس معاوية الذي يحاول الكثيرون هذه الأيام طمسه ودفنه وهو حي يرزق!
لقد أمضى الرئيس مختار فترة نفي وسجن تخطت الفترة التي قضى في الحكم وتلك كفارة أرجو من الله أن يتقبلها منه وأن يرزق أهل موريتانيا من العقل والسماحة ما يجعلها قادرة على التصالح مع ماضيها أيا كان فلا مبرر-حسب وجهة نظري- لنفي معاوية و لا غير معاوية وحرمانه من حقوقه القانونية والتاريخية كما حرم مختار ولد داداه لعقدين كاملين من التجوال والغربة.
ويبقى التصالح مع الماضي-أيا يكن- ومع النفس ضروريا لأي شعب يتوق للحرية والنهضة .
رحم الله الرئيس مختار وغمده فسيح جنانه…وأعاد كل المنفيين لذويهم وأوطانهم.

محمد أمين

زر الذهاب إلى الأعلى