” الحقيقة المحمدية “/الفرنسي إريك جفروا

حضرت موسم الحج سنة ٢٠٠٣ مدعوا من وزير الحج السعودي أيامها الأستاذ الفاضل اياد مدني للمشاركة في الندوة العلمية الكبرى التي كان يديرها صديقي اللوذعي عالم الاجتماع أبوبكر باقادر. حضر الندوة معنا باحث معروف في الإسلاميات هو الفرنسي إريك جفروا الذي اعتنق الإسلام ،وأصبح من أهم المختصين في الدراسات الإسلامية في الجامعات الفرنسية .
حدثني جفروا عن أصوله العائلية المسيحية وتجاربه الطويلة في البحث عن الحقيقة المطلقة قبل ان يختار الإسلام دينا والشاذلية طريقا صوفية .
كتب جفروا كتبا عديدة حول التصوف الإسلامي، وكتب نصوصا شيقة عن مفهوم ” الحقيقة المحمدية ” الذي هو من المفاهيم المحورية في التصوف الإسلامي. يعني هذا المفهوم بالنسبة لجفروا أمرين : مركزية النور المحمدي في نظام الخلق ومنزلته في الربط بين الحق وخلقه. فالرسول صلى الله عليه وسلم هو النور الذي خلق الله العالم من أجله كما هو في الآن نفسه جسر الوصول الوحيد إلى الله فهو وان كان آخر الأنبياء ظهورا فهو في عالم الحقيقة أول الأنبياء في مقام المدد الروحي.
كثيرا ما يستشهد جفروا بأبيات لسان الدين بن الخطيب :
يا مُصْطَفَى منْ قبْلِ نشْأةِ آدَمٍ

والكوْنُ لمْ تُفْتَحْ لهُ أغْلاقُ

أيَرومُ مخْلوقٌ ثَناءَكَ بعْدَما

أثْنَى علَى أخْلاقِكَ الخلاّقُ

ويعجبه من قول مولانا جلال الدين الرومي :
” تاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو صبي في المكان، فانفجرت مربيته حليمة السعدية بالبكاء، فجاءت المواساة تطمئنها في الكلمات التالية: «لا تحزني إنه منك لن يضيع .. بل إنه سيخرج العالم كله من الضياع!».
وصلى الله وسلم على عين الرحمة الربانية والهادي إلى طريق الحق .

السيد ولد اباه

زر الذهاب إلى الأعلى