العلاج في الخارج/الدكتور :عبدالله ولد بيان

العلاج في الخارج

في لقاء سابق مع إحدى مجموعات الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة حول طب الأسنان، أكدت لهم القول: إن ذهابك إلى طبيب أسنان في أمريكا لا يعني بالضرورة حصولك على خدمة علاجية جيدة! وهذا أمر ربما يستوعبه الإخوة والأخوات المقيمون لفترة طويلة في الخارج أكثر من غيرهم.

“هذا الفحص عملته في المغرب” أو “هذا السن عالجته في إسبانيا” أو “قال لي طبيب تركي كذا”… أمور كلها تستبطن مفهوما خاطئا، وثقة مطلقة في كل علاج ينجز خارج موريتانيا، وقد يكون ثمنها الصحي مكلفا جدا.

لا جدال أن الواقع الطبي في بلدنا، بشكل عام، دون مستوى أغلب دول الجوار. فتحاليلنا وخدماتنا المخبرية لا زلنا نلجأ فيها إليهم، وخُبراتنا العلمية تذهب للتدريب والتكوين عندهم، وتجهيزاتنا ومنشآتنا الصحية وموادنا الدوائية دون نظيراتها هناك بشكل كبير. فمن المتفهّم، بل والمطلوب جدا، أن يذهب ذوو الإمكانات المادية إلى الخارج بغية العلاج. ولكن من الضروري أيضًا أن يختاروا ذوي الخبرة، وأن يعدّدوا الاستشارات، وأن يستصحبوا الرؤية النقدية العلاجية التي يستصحبون في الداخل. ويبتعدوا قدر المستطاع عن المصحات التجارية التي تستهدف الوافدين.

وبالنسبة للذين يتعالجون في أوروبا وأمريكا، بشكل خاص، على حساب “الضمانات الاجتماعية” أو التأمينات المدعومة حكوميا عليهم أن ينتبهوا إلى أن من يتعامل مع هذه التأمينات من الأطباء والمصحات ربما تتزايد فيهم، أكثر من غيرهم، الخدمات العلاجية دون المستوى النموذجي المتاح.

باختصار، تعالجوا في الخارج، ولكن تخيّروا في الأطباء والمصحات، وامتلكوا الثقافة الصحية العلاجية الضرورية.

يبدو في إحدى الصور الشعاعية المرفقة مريض تم دفع جزء من ضرسه في جيب الفك العلوي، خلال قلعها في إحدى دول الجوار. قبل أن يضطر لاحقا لإجراء عملية جراحية لإزالة ذلك الجزء وتجريف الجيب الفكي بالكامل. ويبدو في الصورة الثانية جسر تم تركيبه في دولة أخرى من دول الجوار على دعامات تم علاجها بشكل سيء جدا، سيكلف صاحبه غالبا اثنتين من أسنانه الأمامية ذات الحساسية التجميلية والوظيفة الكبيرة. وهي نماذج للتمثيل لا للحصر.

#تطبيب_الطبابة

 

زر الذهاب إلى الأعلى