اهل لمرو فرغ ! من اي بيضة خرجوا وفي أي عش درجوا !

أهل لمرو فرغ!
تعلمت من أحد من رحلوا إلى الدار الآخرة أيام كان قائدا عسكريا مهيبا لايشق له غبار تحيته للبواب وتقديم الهدية له. وقدحسبتها صدقة سر وإن رآها البعض رشوة ،جعلها الله في ميزان حسنات من تعلمتها منه، وأنا ساعتها خالي الوفاض الا من اباص البيس …
وأخذت مما قام به عمر رضي الله عنه بوقف حدِّ السَّرقة في عام الرَّمادة، لأنَّ شروط تنفيذ الحدِّ لم تكن متوافرةً، فأوقف تنفيذ حدِّ السَّرقة لهذا السَّبب، فالذي يأكل ما يكون ملكاً لغيره بسبب شدَّة الجوع، وعجزه عن الحصول على الطَّعام يكون غير مختارٍ، فلا يقصد السَّرقة، ولهذا لم يقطع عمر في ذلك العام اخذت من ذلك أن لا رشوة لبواب في زمن الخصاصة هذا
ولذا أقول للأستاذ الجامعي المحترم :ماهكذا ياسعد تورد الإبل…

وقد روي أن عبد الله بن العباس خرج من المدينة قاصدا دمشق وفي طريقه إلى الشام هطل عليه مطر غزير ألجأه إلى خباء  وجد عنده شيخا كبيرا .بشر به وذبح له شاته الوحيدة عنده وقطعها وهو يقول لزوجته :

ياجارتي لا توقظ البنيه:ان توقظيها انتحبت عليه

وتنزع الشفرة من يديه:أبغض هذا أن يرى لديه

فلما انتهى رمى بها في القدر وعندما نضجت وضعها في جفة وقدمها لهم فتعشوا بها ولما كان الصباح وأراد عبد الله الرحيل سأل رفيقه كم معك من النفقة فقال خمس مائة دينار قال  اعطها للشيخ فقال له ذبح لك شاة فتكافئه بعشرة أمثالها وهو لايعرفك  فقال عبد الله ويحك إن هذا الرجل أكرم الناس ،قدم لنا كل مايملك  من الدنيا ،شاته الوحيدة وهو لايعرفنا،اعطيه المال فإن كان لايعرفني فانا اعرف نفسي .

فلما اقبل عبد الله راجعا إلى المدينة من دمشق اقترب من منزل الشيخ العجوز فرأى ابلا وغنما  فسر بذلك وذهب إليه فقال له الشيخ انزل على الرحب والسعة فقال عبد الله اتعرفني؟قال لا ومن انت فقال انا نزيلك ليلة المطر فوثب الشيخ مرحبا به وقبل رأسه وقال قد قلت فيك ابياتا اسمعها اصلحك الله وانشد يقول :

توسمته لما رأيت مهابةعليه:: وقلت المرء من آل هاشم

فقمت إلى عنز بقيمة اعنز::لاذبحا فعل أمرء غير نادم

فعوضني عنها غناي ولم تكن::تساوي عنيزي غير خمس دارهم

فقلت لأهلي في الخلاء وصبيتي::احقا أرى ام تلك احلام نائم

فطرب عبد الله وضحك وقال اعطيتنا أكثر مما أخذت منا ثم أمر صاحبه أن اعطيه مثلها .ولما بلغت الحكاية معاوية أعجبته فقال :لله در عبد الله من اي بيضة خرج وفي أي عش درج !

يحيى بيان

زر الذهاب إلى الأعلى