الرؤساء يبكون على الاطلال

من الأرشيف (بتصرف)
الرؤساء يبكون على الاطلال

إذا كان الشعراء العاديون ممن أدركتهم حُـرفة الأدب ولم تبتسم لهم الدنيا يقفون على الأطلال ويجعلونها آهلة تنهض من كل مجثم ويعيشون فيها أيامهم الخوالي وعمرهم الآفل ويحاورونها ويستنطقونها وكأنهم في عالم شبابهم الصاخب اللجب، فمن حق الرؤساء الشعراء أن يبكوا أطلالهم ويندبوا دمنهم لأن تلك الأطلال وتلك الدمن شهدت عيشا نضيرا وزمانا غضا بفعل السلطة والجاه، واليوم نتجول معكم في واحة شعر رؤسائنا منتقين “اطلع” من أجود ما جادت به قرائحهم وصوروا فيه أحوال الزمان وتقلبه في أسلوب ينبض بالحيوية وصدق العاطفة:

يقول سيد محمد ولد الشيخ عبد الله متذكرا أيام الصبا وما آلت إليه حياته بعد الملك:

سبحانكْ يالحيْ الـــــــوهابْ .. معودْ بعدْ الدنيَ خرابْ
دهـــــــــرْ الوزارَ والشبابْ .. امشَ وازمانكْ ذاكْ الْ طيتْ
فالكويتْ امشَ منْ لعْـگابْ .. وامشَ دهرْ النيجرْ وامشيتْ
عنهَ راصكْ مافيهْ احسابْ .. وامنينْ الِّ جيتْ اتـــوسيتْ
رئيسْ ؤفـــــزتْ افلنتخابْ .. ؤشكيتْ انكْ بالحـــكمْ ابگيتْ
غيرْ اثرْ الــحكمْ ألاّ عَذابْ .. منْ صابَكْ حــاجيتْ ؤلاجيتْ
ريْتْ المشاكلْ والصِّعــابْ .. ؤلا ريتْ العونْ افذاكْ ارّيتْ
وُوحلتْ افْـلسعارْ ؤلرْهابْ .. والوحْدَ وحــْلتْ مولْ الزيتْ
وِگـــــــدْ – ادِّنــيَ دوارَ-.. يرجــــــــعْ شبابِ ما شكيتْ
فيــــــــــــــهَ وايامْ الوزارَ .. وايام النــــــــيجرْ والكويتْ

أما اعل ولد محمد فال فيقول منوها بأيامه القصيرة التي قضاها بين البساتين والواحات مع لداته في أحسن حال مصورا شجوه وحزنه على تلك الأيام الخالية:

سبــــــــحانكْ يالحيْ الجلالْ .. مَــــــــــعْودْ بعد ادّنيَ خيالْ
وللّ فــــــــترتْ زادْ انتقالْ .. مـــــــــا فيهَ دوامْ اعلَ حيلْ
دهـــرْ القصرْ الرئاسِ زالْ .. دهــــرْ المُلكْ ؤدهرْ اتّبجيلْ
ؤدهــــــــرْ ازّعامَ واتّبجالْ .. ؤلا تســــمعْ فالقالْ ؤفالقيلْ
كـــونْ اعلِ واسً وللّ گالْ .. سبحانكْ يلحــــــــيْ الجليلْ
امشيتْ امنْ القصرْ ازّوالْ .. يومْ اتسعطعْشْ ابريلْ ارْحيلْ
واتْنَعّتْ عـــــن ذَ ما يثْقالْ .. فيكْ ؤهــــــــــوَ دخْلِ ثقيلْ
واطْـرَ حالْ ؤرَ ذاكْ الحالْ .. واطْـرَ جيلْ ؤرَ ذاكْ اجيلْ
والاّ هـــــــــــــــاذانَ مُعَدِّ .. عَـدِّ بالطــــــّرْبَ واتّبجيلْ
أتســـــعطعشْ ابريلْ ؤعَدِّ .. بالحياتْ اتسعطعشْ ابريلْ

ويقول معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع متباكيا على أيامه الخوالي وشاكيا من غدر الزمان بعد أن وقف على أطلال صباه وملاعب أقرانه:

اغفرْ لِ يالـــــــواحدْ فالذّاتْ .. دهرْ الجولَ فلـــــــْوِلاياتْ
ؤدهرْ افقصرْ الــــمؤتمراتْ .. فيهْ اجـبرتْ أنواعْ التبجيلْ
ؤدهرْ القصرْ الـــرئاسِ فاتْ .. خلّيهْ ألاّ دهــرْ امصيـگيلْ
تشايرْ لِ فيــــهْ النخــــلاتْ .. وانَ فهلْ النخيــــلْ أصيلْ
ما فخْلاگِ لـــــــــــنقلاباتْ .. ؤلانِ متـــــــــخممْ برّحيلْ
غيرْ العــــــــهدْ اخلعنَ ماتْ .. واشينْ شِ فالدهرْ اتبهليلْ
الخوّ مـــــــــــــتاتْ ؤلاتاتْ .. اصّحْبَ تنفـــــعْ وادّاخيلْ
ذَ ثقيلْ ؤفيهْ اتلفـــــــــــــاتْ .. إردُّ ولْ آدمْ عـــــــــــقيلْ
ؤهاذَ من تشباشْ الْ ينْحاشْ .. القصرْ الِّ فيـــــهْ النّخيلْ
ثقيلْ ؤهــــــــاذَ منْ تشباشْ .. النخيلْ امّــــــــــــلِّ ثقيلْ

وقد عثرنا في كناش الرئيس محمد خونه ولد هيداله على بكائية من روائع ما قيل في أحوال الزمان وتقلباتها وهي:

مــــارتْ عنْ لمرْ ألاّ للهْ .. وابْلا تاثيرْ انّاسْ امعاهْ
نعرفْ دهرْ آنَ ما ننساهْ .. اجْبرتْ اتناظيرْ الحالَ
فيهْ ؤريتْ السلْطَ واجّاهْ .. منْ كــرمسينْ الفصالَ
ؤلاكانتْ تصدّالِ مـــاهْ.. ابْشِ نبغيهْ ارّجّـــــالَ
واليومْ ادّهرْ اجبرتْ احفاهْ .. ؤلاتَ يسمــــعْ لِ مقالَ
حدْ امنْ أهلُ وابـگيتْ إلاهْ.. گـاعدْ وحـــــــدِ فَنَوَالَ
والـْجيتُ ما يعرفْ عنْ جاهْ .. ولْ ـ اخْـلعنّ ـ هــيدالَ
وادّهرْ إلعّبْ بــــــــَهاليهْ.. ما تبـْگَ فيهْ اعلَ حالَ
گاعْ امْسالَ، ما تبـْگ فيهْ .. اعْلَ حالَ گاعْ امْسالَ

وقد ذكرتنا هذه البكائية برائعة من روائع زعيم المعارضة احمد ولد داداه ارتأينا أن نثبتها هنا لمناسبتها للمقام :

اغفرْ لِ يلـحيْ القـــــــــــيومْ .. دهرْ امشَ فدِّنْـــــيَ معلومْ
دهرْ البنكْ ؤدهرْ المـــرحومْ .. المختارْ ادّهـــــــرْ الِّ سارْ
ؤدهرْ أوخرْ من فـگدُ مصدومْ .. دهرْ افصندوقْ انّقدْ إطارْ
مانِ متخممْ فالْهـــــــــــــُمومْ .. ؤلانِ منْ صنّـــاعْ القرارْ
مظلـــــــومْ افْلنتِخابْ انـگومْ .. وانْطيحْ افْلَحْباسْ ؤلكدارْ
والى صَــــــوّتْ لِ بالْعُمومْ .. اشّعبْ إعودْ اشّعبْ أصفارْ
وانراعِ فالقصـــرْ ؤمحرومْ .. منُّ ذاكْ أحــــرْ امنْ النّارْ
ؤمنْ صابْ ادِّنيَ تعْطِ حنكْ .. وِوَلِّيلِ فــــــــــــــيهَ فنْهارْ
دهرْ اصِّندوقْ ؤدهرْ البنكْ .. وِوَلِّيلِ دهــــــــرْ المختارْ
ومما تداوله الرواة مؤخرا طلعة من الأدب الأثير الذي يصف تقلب الأحوال وهي للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز قالها وهو يستقل الطائرة متوجها إلى فرنسا بعد حبسه ومنعه من السفر فترة طويلة:
سبحانك يلواحد لكْريمْ
مَعْودْ فدنْيَ حد اغشيم
اعليهَ يخليهْ ادرديم@ ؤهي كاع أنسخْ منْ لمعيزْ
عدَّكْ كاع ابراجلْ زعيم@وِاذَلَّلْ بالمُلكْ العزيزْ
والعقارْ الْمنُّ جسيمْ@عندُ كان ؤعندُ دَفِيزْ
واعليهْ الناس افكلْ اقليم@تدّارس واتكررْ (عزيز)
يدخلْ فلمطارْ الزحماتْ@ما عندُ عنْ شعبُ تمييزْ
وِاعدّلْ وحْدُ لجراءاتْ@ما رافدلُ حد الفاليزْ

التقي ولد الشيخ