بيرام وقيادات الزنوج: الحب المستحيل/ حبيب الله أحمد
بيرام وقيادات الزنوج
الحب المستحيل
حبيب الله أحمد
قبل أيام نشطت محاولات خفية وإن عبر بعضها عن نفسه علنا بخجل لتاسيس( تنسيقية) أو (جبهة موحدة) أو (تحالف) يجمع بيرام الداه اعبيد وصار مختار وصمبه تيام ومايجرانه من كشكول( العيش المشترك) فى وجه الانتخابات القادمة
بين الصفاء والجفاء تارجحت علاقات بيرام بالرجلين ولم تصل يوما لمرحلة القوة
كانت تخضع لمد يجعل( الغاية) للزنوج فى بيرام وليس العكس وجزر كماراينا اليوم يجعل( الغاية) لبيرام فى الزنوج هذه المرة
لم يستطع الطرفان يوما الإتفاق على اي شيئ
وكانت آخر( نفخة) بينهما عندما رفض بيرام الانضمام لأعمال عنف اعقبت آخر انتخابات رئاسية سيرها غالبا بعض القصر والاجانب والمراهقين وإن حاول صار وصمبه ركوب موجتها وتوجيهها سياسيا وصادفت هوى فى نفسيهما وكانت( خبطة) رقصت عليها وجوه من المتطرفين من بقايا( افلام) وانصار (صار)
تراجع بيرام يومها ودعوته لأنصاره بالناي بأنفسهم عن اعمال شغب عنصرية لم يكن لها اي طابع سياسي فحتى السياسيون الزنوج وعلى راسهم صار وصمبه وكان حاميدو لم يتصدروها ولم يظهروا فيها وإن راقبوها بحماس للقفز على ظهر موجتها تراجع بيرام يومها كان صفعة للتحالف( اللوني) الذى روج له ضيوف راديو فرنسا من متطرفى الزنوج وتلك الاذاعة يومها كانت أكثر تطرفا من الجميع وحاولت جمع رقيق الحطب لإذكاء نار الفتنة لكن الله سلم
وللأمانة كان تراجع بيرام تصرفا حصيفا ولحظة رجوع نادرة للعقل والتبصر والحكمة الوطنية
ذلك التاريخ أعاق محاولات التقارب التى قيم بها هذه الأيام
وبدا واضحا أنه لاشيئ سيقرب وجهات النظر بين الطرفين
إن تيارا عريضا من السياسيين الزنوج المنحشرين فى ( تحالف العيش المشترك) لايثق فى بيرام ويرى أنه نكص على عقبيه مرات عديدة عندما كانت تتوقع منه خطوات تخدم ( نضال) الزنوج وشعارات سياسييهم من خارج الأغلبية
بمعنى آخر كان جسر الثقة منهارا تماما والأمل فى ترميمه قائم فعلا ولكن بمؤشرات خافتة
ومن مآخذ زنوج( العيش) على بيرام تحالفه مع بعثيى( الصواب) ولذلك لايرضون بأقل من ان (يخل) لهم وجهه ل(يستخلصوه لانفسهم) بعيدا عن القوميين العرب الذين لا( يتقاعدون) معهم على النار
وعلى الضفة الأخرى فإن تيارا فى ( الرك) و( إيرا) يمثله القيادي عمر ولديالى يقال إنه يرى أن التحالف( اللوني ) مع الزنوج اصطفاف بالغ الخطورة على حركة وحزب حقوقيين من اهم شعاراتهما انصاف لحراطين ضمن دولة مواطنة مدنية لاتظلم أحدا
ويرى هذا التيار أن تقسيم موريتانيا على اساس لوني بالغ الخطورة سياسيا وحقوقيا وامنيا ويفقد شعارات بيرام( بهارات) مهمة من قبيل انصاف ارقاء الزنوج ورفع الظلم عن لمعلمين وآزناكه
وهو تقسيم تمنعه ثوابت ثقافية وتراثية عديدة ويفتح باب فضفضة الصراع فيصبح( البيظان البيظ) كشكولا من اصحاب البشرة البيضاء ومنهم ازواديون وصحراويون وجزائريون ومغاربة ونيجريون وهكذا
بينما يصبح ( لحراطين) جزيرة منعزلة ثقافيا ولهجيا واجتماعيا فى كشكول من ( السود) يضم هو ايضا سنغاليين وماليين وافارقة من مختلف الجنسيات
وبذلك يصبح التقسيم (اللوني) خطرا لايهدد فقط لحمة الموريتانيين ولكنه أيضا قد يحقق لانفصاليى الزنوج حلما طالما انتظروه وهورؤية اصطفاف( لوني )يستخدمونه ورقة لعب يرونها رابحة لقضم الجنوب وإعلان انفصاله لاقدر الله
ولربما اتاح لقوى اقليمية متربصة مد عنقها طوليا باتجاه السيادة الترابية الموريتانية
بتلك المعطيات لم يستطع (الغزل) أن يكون( فاحشا) بين بيرام وقيادات الزنوج
وثمة من انصار بيرام من يرى أن الحصاد لانتخابي لصار إبراهيما لو اضيف لحصاد بيرام فلن تتجاوز المحصلة فى أحسن الحالات25% وقد تتدنى كثيرا لمالحق بحركة ايرا من نزيف(دماغي) و(عصبي) و(نخاعي شوكي) كان من نتائجه أن خرجت من ( شاكلتها) عدة جمعيات وتحالفات وتيارات قررت العمل ضدبيرام واتهمته مرارا ببيع( القضية ) والتربح منها
لاتعكس نسبة صار ابراهيما الانتخابية حقيقة الزنوج فهم لم يلتفوا من حوله وليسوا على قلب رجل واحد فهم ثلاث مكونات لكل منها قادة ومجتمع وتقاليد مغلقة خاصة بها( الهالبولار الوولوف الصوننك)
ولم تنصب هذه المكونات اية قيادات أو مرجعيات مجمع عليها
ومن صوتوا لصار هم غالبا من بنى جلدته كما يصوت لبيرام ابناء جلدته ولغزوانى ابناء جلدته وهكذا فنحن فى مجتمع يقود الدولة وليس العكس ونؤمن ب( الخيمة) و( التيكيت) أكثر من إيماننا ب( صندوق الاقتراع)
ومالم يرتب الزنوج الأمور جماعيا فى بيتهم الداخلي فستظل أية خطوة سياسية تتخذ باسمهم مجرد مزايدة سياسية تحمل فى طياتها بذور الانكفاء تماما كاية خطوة تتخذ باسم ( البيظان) بمختلف مكوناتهم الداخلية فهم أيضا كانوا ومازالوا (طرائق قددا)
إن حوالى40%من الزنوج مثلا لايهتمون بالانتخابات المحلية ولا يمارسون السياسة ويكتفون بالصمت وليسوا معنيين بالترشحات وعمليات التصويت
و60% المتبقية تتوزع على احزاب الأغلبية وبعض من احزاب المعارضة
ليس ذلك خاصا بالزنوج ف( لحراطين) معظمهم مع الأغلبية ويتوزعون بدورهم على احزاب المعارضة ومنهم من لايهتم بالعملية الانتخابية أصلا مثلهم مثل( البيظان) إذلاتوجد مكونة محلية مجمعة على برنامج سياسي أو مصطفة خلف رجل واحد
يبدو( الحب ) إذن مستحيلا بين بيرام وقيادات الزنوج وحتى ونحن نستقبل افضل الوقت للهوى( تشرين) فمن المستبعد جدا خلق اي تحالف( لوني) بين بيرام وقيادات الزنوج فمنطق السياسة يرفضه والمنطق الوطني يمجه ونمط الحياة فى العالم يتجاوزه
ومهما كانت مصلحة بيرام وقيادات الزنوج والتقائها( انتخابيا) فإنها هذه المرة لاتقوى على صياغة مشهد( لوني) يبدو عبثيا وغير واقعي فى عالم يبحث عن دعامات الوحدة لا عن سكاكين الفتنة والتفرقة
حبيب الله ولد احمد