خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة انطلاق فعاليات يوم التعليم

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
أيها السادة والسيدات،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يسعدني ويشرفني كثيرا، أن أشارك اليوم الأسرة التربوية كلها، من تلامذة، ومدرسين، ومنظمات آباء التلاميذ، وهيئات التأطير، في فعاليات يوم التعليم هذا، ونحن على مشارف افتتاح عام دراسي جديد، يصادف منعرجا حاسما في مسيرة بناء المدرسة الجمهورية التي نتطلع إليها.
وأود، بهذه المناسبة، أن أؤكد أن بناء نظام تعليمي شامل، ذي جودة عالية، يفتح الآفاق أمام عبقرية شعبنا، التي هي مورده الذي لا ينضب، شرط ضروري في نجاح ما نعمل عليه، جادين، من مكافحة الفقر والبطالة، والنهوض بالقطاعات الإنتاجية، ومحاربة الهشاشة، والغبن، والعقليات الاجتماعية السلبية، وغير ذلك.
إن الغاية من إصلاح مدرستنا العمومية، هي جعلها أكثر قدرة على أن ترسخ لدي أبنائنا، تعاليم ديننا الحنيف، وقيم ثقافتنا العربية الافريقية، وقيم المواطنة، والمساواة، والتلاحم الاجتماعي. وكذلك أن تتيح لهم، جميعا، خدمة تعليمية ذات جودة عالية، منسجمة المخرجات مع متطلبات النهوض الشامل، الذي تتوفر بلادنا اليوم على مؤهلات معتبرة لتحقيقه.
ومراعاة لذلك، أولينا، من اللحظة الأولى، بالغ العناية لهذا القطاع. وقد استعرض وزير التعليم أمامكم، منذ لحظات، نماذج من الجهود الكبيرة التي بذلت في سبيل إصلاحه.
أيها السادة والسيدات؛
إننا نستعد اليوم لافتتاح سنة دراسية جديدة، مليئة بالتحديات الجسيمة، التي من أبرزها ما سيجري العمل عليه من حصر السنة الأولى الابتدائية في المدرسة العمومية.
وليس في هذا الحصر، مطلقا، تحجيم للتعليم الخاص. فنحن نعي، ونقدر، حجم الدور الذي يقوم به في نظامنا التعليمي. ونعتبره شريكا لا غنى عنه للمدرسة العمومية، ولذا يشكل دعمه محورا أساسيا في مقاربتنا لإصلاح منظومتنا التربوية.
وسيتطلب منا إرساء المدرسة الجمهورية، على النحو الفعال والناجع، بذل جهود كبيرة في سبيل التغلب على النقص في المدرسين، والحجرات، والمدارس، وتوفير الدعامات التربوية اللازمة، وضمان ظروف الأمان والعمل اللائق، للتلاميذ، والمدرسين، وطواقم التأطير.
وأود هنا التأكيد على أنه ليس بمقدور أي إصلاح، أن يحقق المبتغى منه، إلا إذا تضافرت جهود كل الفاعلين في تنفيذه.

وتاليا، فإنني أدعو الأسرة التربوية، وجميع شركاء القطاع، وكافة المواطنين، إلى دوام استحضار أن إصلاح نظامنا التربوي أمر مصيري، تتحدد تبعا لنسب نجاحنا في إنجازه، حظوظنا في تحقيق النهضة الشاملة التي ننشدها.
وكذلك أدعو الجميع، كل من موقعه، إلى بذل كافة الجهود لإنجاح إصلاح نظامنا التعليمي.
وأؤكد لكم، أن الدولة لن تدخر جهدا في سبيل دعم هذا القطاع، بما يرفع من القدرات المهنية، للمدرسين، ويطور البنى التحتية المدرسية، كمًا وكيفًا، ويوفر الدعامات التربوية، سبيلا إلى تحسين مؤشرات الفعالية، والتغطية، ونسب الاستبقاء، والأداء الإجمالي للمنظومة التربوية عموما.
وإنني، إذ أحثكم جميعا على المثابرة والعطاء، لأرجو لكم سنة دراسية ملؤها النجاح والتوفيق.

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله.

زر الذهاب إلى الأعلى