حتى لا نظلم الإسلاميين…

حتى لا نظلم الإسلاميين…
يخطئ البعض حين يتوهم أن للخطاب “الشرائحي” لواء مرفوعا وصوتا مسموعا في الإسلاميين، أو أن له فيهم آذانا واعية، وعقولا راعية، ونفوسا راضية..
ولعل أصحاب هذا الوهم بنوه على اعتبار أن كبراء وزعماء هذا الخطاب قادةٌ وسادة في الإسلاميين، فجعلوا هذه القيادة والسيادة “مقدمة” “لنتيجتهم” التي انتهوا إليها، وعلى الرغم من أن “المقدمة” صحيحة، فإن النتيجة فاسدة..
صحيح أن “الثلاثة” الذين نحوا هذا النحو “الشرائحي” ووضعوا قواعده وشواهده، وكانوا له علامات إعراب هم من القادة والسادة، وقد أُعطوا أعلى المناصب والمكاسب السياسية والإعلامية والقيادية، ونالوا ما ترتب على ذلك من وسائل استخدموها للتمكين لنهجهم، والدعوة لمذهبهم… ولكنهم لم يفلحوا في ذلك، فظل نهجهم محصورا عليهم “بإلا وإنما” فلا يُعلم لهم رابع من نظرائهم من القادة والسادة، ولم يفلحوا كذلك في التمكين لكيانهم، والتشييد لبنيانهم في عوام القوم، فلم يقلدهم في مذهبهم، أو يتبعهم في نهجهم إلا أفراد معدودون وآحاد محدودون، منهم من غلبته العاطفة، ومنهم من وجد في نهجهم شفاء لعلته، ورواء لغُلّته…
والذي ظل سائدا في السواد الأعظم هو التمسك بمنهج الإسلام، الذي جعل المؤمنين إخوة، وجعل أكرمهم عند الله أتقاهم، ولم يفرق بينهم على أساس عرق أو لون أو جهة…
وقد فشل “الثلاثة” في إيجاد “الأسوة الحسنة، والقدوة الصالحة والمثال الملهم” لمشروعهم في أول مثال قدّموه للناس، من خلال “منت خيطور” التي كانت أول “ثمرة” من ثمار “الشرائحية”…
لذلك اضطروا للتقرب والتحبب والتودد “للحركات العنصرية المتطرفة” لتكون لهم سندا ومددا، وعلى الرغم من مجاراتهم ومداراتهم لها، فإنها لم ترفع لهم راية، ولم تحقق لهم غاية، ولم يستطيعوا أن يردوها لرشدها، أو ينهوها عن غَيّها…

سيد محمد ايده

زر الذهاب إلى الأعلى