محمد الأمين الفاظل يلقم الهيبة الشيخ سيداتي حجرا
طالعتُ منشورا للأخ الهيبه الشيخ سيداتي يستعرض فيه – وبدقته المعهودة – التسلسل الزمني لوقائع ما أسماه بحادثة أفام لخذيرات، وهذه قراءة أخرى في تسلسل تلك الوقائع:
1 ـ أُذَكِّر بأن الفيديو الذي تم نشره بعد أربعة أيام من الحادثة قد وثق بالصوت والصورة تصرفا همجيا من طرف بعض نشطاء إيرا ضد المُعْتدى عليه(إسحاق ولد عبد الله)؛
2 ـ ما لم يتم توثيقه في الفيديو المذكور كان أكثر همجية، والدليل على ذلك ما جاء في تسجيل صوتي متداول قال فيه أحد نشطاء إيرا إن الضحية وابنه تم ضربهما كما تضرب الحمير، وأنه يأسف على أن تلك المشاهد لم يتم تصويرها وتوثيقها وبثها؛
3 ـ يحسب للمُعتدى عليه، وقد تم الاعتداء عليه في قريته أنه لم يرد بالمثل، وأنه لم يستنفر ذويه، وإنما لجأ إلى العدالة فقدم شكوى من المعتدين، وهذا أقل ما يمكن أن يُقال عنه أنه تصرف حضري نبيل؛
4 ـ بعد 18 يوما من الحادثة، و14 يوما من نشر الفيديو تقدم المُعْتَدى عليه بشكوى من المعتدين. يلاحظ أن السلطات الأمنية لم تقم بأي ردة فعل إلا بعد تقديم الشكوى.
5 ـ كانت هذه المدة الطويلة التي سبقت الشكوى (18 يوما) كافية لتقديم اعتذار للمعتدى عليه من طرف السيد بيرام، وكان ذلك سيكفي لطي الملف نهائيا، فنحن في هذه البلاد نقبل بالاعتذار عندما يقتل سائق مواطنا في حادث سير، فكيف لا يُقبل اعتذار في حادثة ضرب في نشاط سياسي؟
6 ـ خلال الثمانية عشر يوما عقد السيد بيرام مؤتمرات صحفية وكانت له عدة إطلالات، ولكنه بدلا من أن يعتذر فقد اختار أن يبرر عملية الاعتداء وأن يدافع عنها، وأن يواصل تهجمه اللفظي على الآخرين؛
7 ـ لم نَطَّلع خلال هذه المدة الطويلة على منشور واحد للمتعاطفين بالمقلوب حاليا مع نشطاء إيرا، لم نطلع على منشور واحد لهم ينتقد نشطاء إيرا على تصرفهم الهمجي، أو يدعو السيد بيرام لأن يعتذر نيابة عن المعتدين؛
8 ـ دعونا نتصور أن العكس هو الذي حصل وأن النشاط كان ينظمه سياسي آخر في فام لخذيرات، وأن أحد نشطاء إيرا في قرية أفام لخذيرات حاجج منظم ذلك النشاط بنفس الطريقة التي حاجج بها إسحاق السيد بيرام، وتصوروا أن بعض داعمي منظم ذلك النشاط قام بضرب ناشط إيرا بنفس الطريقة التي ضُرب بها إسحاق، وأن عملية الضرب تم تصويرها ونشرها، فهل كان المتضامنون حاليا مع نشطاء إيرا سيسكتون، أم أنهم كانوا سيُكثفون من النشر عن العنصرية وعن همجية المعتدين؟
9 ـ هناك أحداث عديدة، وقد استعرضتها في مقال سابق تُبين أنه أصبح لدى البعض ازدواجية في التعامل مع الضحايا، فبعض الضحايا لا يستحق تعاطفا، والبعض الآخر يجد من التعاطف الإعلامي والسياسي الشيء الكثير.
10- أظن أن هذه الازدواجية قد أصبحت مكشوفة، وأنه على أصحابها أن يراجعوا مواقفهم.