معالم في تجكجة
اليوم في تيجگجه التي أزورها لأول مرة حرصت على الوقوف بقبر القائد الاستعماري الأول للبلاد اگزافيي كبولاني وقلعته الاستعمارية التي قتله فيها المجاهد سيدي بن مولاي الزين ورفاقه.. وقد تألمت كثيرا عندما رأيت هذه المعلمة التاريخية التي تمثل الشاهد الأكبر على مقاومة هذا الشعب للمستعمر وقد أهملت وعرضت للضياع والاندثار، وكأننا أمة بلا ذاكرة، وشعب بلا نضال ولا تاريخ ولا قيم ولا أمجاد وطنية يحفظها ويحافظ عليها..
لم يبق من مساحة القبر ومحيطه سوى زقاق ضيق عرضه نحو أربعة أمتار مليء بالأتربة والأوساخ، وقد أحاطت به دار البريد ودور أخرى متفرقة من الجهات الأربع…
أدعو السلطات والسكان وكل المهتمين بالروح الوطنية لهذا الشعب ورموزه وتاريخه إلى انتشال هذا القبر ومحيطه وانتشال تلك القلعة وتحويلهما إلى معلمة أثرية وسياحية تعرف بتلك الحقبة من تاريخ البلد، وما جرى فيها وتحفظها للأجيال، بحيث يجعل من موقع تلك القلعة متحف يحفظ شواهد المعركة ويعرف بها وبأشخاصها وأسلحتها ووسائلها ومجراها، كما يعرف بكبولاني وخطته ومساره وصوره وآثاره، بحيث يمثل الكل معلمة تاريخية وسياحية كبرى لتيجگجه تؤمها الأجيال طلابا ومدرسين ومثقفين وعامة فتتجول فيها وترى بعينيها وتعيش من خلالها لحظات من تاريخها ، كما يزورها السواح فيطلعون عليها وبقفون شاهدين على مرحلة مهمة من تاريخ هذا البلد وشعبه..
هكذا تفعل كل الأمم والشعوب التي تهتم بقيمها وأمجادها ورموزها الجامعة…
الحسين ولد محنض