العصافير التي تمتلك كل البيادر

اصدقاؤك وحدهم من يفتشون لمعرفتهم بالمدفون من اسرارك…
ان اهتامهم بك يعزز من ثقتك بنفسك ويأخر من أيام الشيخوخة عنك…البارحة وبعد أن حاولت أن اخلد للنوم في انواكشوط رن هاتفي ليظهر لي على شاشته عزيزي حمادي محمد عبد الله (اجاه):أخبرني أنه في مجلس على مشارف مدينة كيفة الحبيبة يضم فيمن يضم صاحب السجية الطيبة والقامة السامقة عزيزي محمد ولد داها والعاشق بجميع حواسه وان معهم الهين اللين شغالي ولد احمد مولود، فدخلت بمهاتفي في صراع مرير لاحسم لهم الاقوى والاضعف …
في مهاتفي هذه معهم أجمعوا على تعلقهم بشخصي لحضور جلستهم الزاهية بجميع الالوان وان جميع الهوايات التي اعشقها الان بين يديهم…رددت بتحسر وانا أسألهم وأذكر بقية الفريق الملائكي واعجم في عيدانهم عوداعودا…
تمنيت لو كان عندي من علم الكتاب ما يجلسني بينهم لألقى من أهوى وانعم بحلو لبانهم وكلامهم واقشع عني غشاوة ضغط العاصمة وجفاء زبد سيولها الجارفة…
وفي الصباح عاد الاتصال من منصة الحل والعقد انه صوت عزيزي الأمير عمي ولد بكار ولد اعل قنو فاثار حديثه شجوني مذكرا باحلى الليالي والأيام وانهم ينتظرون قدومي لتردد الذكرى بكل جميل وكانت كلماته تتقطع بتدخلاتهم وهم يحيطون به على جلسة شايهم الشهي وخبز مدينة كيفة الطري
لبن وتمر ناضج وورود::متفتقات نبتهن مجود
تلقاكم فوق الاكف تمدها::بيض تزين صدورهن نهود
واعلم أنه اذاكانت هذه الشهادة مجروحة فانها في الحقيقة صداقة عمر ، أطال الله اعمار الجميع، ظل الجميع فيها سندا بعضه لبعض وباتت ذكريات مدينة كيفة الجميلة تاخذ من ليلنا الاطول حتى تحين سويعات التفتيش من غمزة عين …
تنذر بالويل للخائنين فكانوا كالعصافير التي تملك البيادر كلها مع قليل من الحبيبات
كامل الوحشة
يحيى بيان

زر الذهاب إلى الأعلى