تجليات علافة الحقوقي !
اكثر الحقوقيين بعثوا من أجل هذه الأشياء بيد أن الغنى عن الشيئ لا به.
فقد تنبأ رجل في أيام المعتصم فلما حضر بين يديه قال : أأنت نبي قال :نعم قال: وإلى من بعثت قال: إليك قال: أشهد أنك لسفيه أحمق قال :إنما يبعث إلى كل قوم مثلهم فضحك المعتصم وأمر له بشيء .
وادعى رجل في أيام المأمون النبوة وانه إبراهيم الخليل فقال له المأمون إن إبراهيم كانت له معجزات وبراهين قال وما براهينه قال أضرمت له نارا وألقي فيها فصارت عليه بردا وسلاما ونحن نوقد لك نارا ونطرحك فيها فإن كانت عليك كما كانت عليه آمنا بك قال أريد واحدة أخف من هذه قال: فبراهين موسى قال : وما براهينه قال ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى وضرب بها البحر فانفلق وأدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء قال: وهذه علي أصعب من الأولى قال: فبراهين عيسى قال: وما هي قال: إحياء الموتى قال مكانك قد وصلت أنا أضرب رقبة القاضي يحيى بن أكثم وأحييه لكم الساعة فقال يحيى أنا أول من آمن بك وصدق فضحك المأمون وأطلق سراحه.
وأتي بامرأة تنبأت في أيام المتوكل فقال لها أنت نبية قالت نعم قال أتؤمنين بمحمد قالت نعم قال فإنه صلى الله عليه وسلم قال لا نبي بعدي قالت فهل قال لا نبية بعدي فضحك المتوكل وأطلقها
يجب أن لانكترث لمتنبئي عصرنا من النساء والرجال فهم باهتمامنا بهم قد يخرجون من دائرة المجانين.. وتطرح لهم مرغاية وتملأ لهم العلافة …
فَلَم نَزَل وَصُروفُ الدَهرِ تَرمُقُنا:شَزراً وَتَخدَعُنا الدُنيا وَتُلهينا
حَتّى غَدَونا وَلا جاهٌ وَلا نَشَبٌ:وَلا صَديقٌ وَلا خِلُّ يُواسينا.
فمع ظهور علافة الحقوقي واسلاليخه شاعت مصطلحات عدوانية نتنة لاتقارن مطلقا بما سبق أن عرفناه في ازقة حي القديمة بمدينة كيفه الحبيبة، ونحن نتقاسم مع جانبور ما وفره الفلاح لأيام شيخوخته من عرق جبينه وكدح يمينه،لقد صار الكثير منا يمارس الطائفية ويفرق المجتمعات ويهدم مكتسبات الوحدة واللحمة الوطنية.لقد استسهل هؤلاء الاعتداء على حريات وحقوق الآخرين بتدويناتهم المكتوبة واقوالهم المتلفزة التي تسدد سمومهم إلى أمتنا في استقرارها وامنها مع ما يحفنا من مخاطر من كل الجوانب.. .فليس لأيا كان أن يجتهد في تسديد رمي الحجارة على نوافذ بيوتنا متعمدا ايذاءنا على الدوام غير مكترث بافعاله تلك.انه بذلك يسعى لنفتح ابوابنا على حياة الغابة التي تخلصت منهآ البشرية منذو قرون خلت.
ان من يتبجح بحقوق الإنسان ومبادئ الشرف يجب عليه أن يسلك طريق الرفق والسماحة كما أن عليه عدم الاستقواء بأسم الشرائحية والاتشاح بعباءة العنصريه من أجل أن يضع بقية ابناء الوطن ضده ،وهو ما تسبب في خلق هذه الحرب الضروس الجارية الان على حواضننا الدينية والإجتماعية والفكرية التي ظلت تسع وتستوعب الجميع.
يجب ردع كل من تسول له نفسه الاستفراد بالرأي والتحقير من شركاء الوطن والدم والأرض حتى يتشارك الجميع. فالمصلحة العامة هي التي تؤمن حاضرنا وتحفظ مستقبل ابنائنا. اما سبيل الشحن الطائفي والكراهية فإن مصير اصحابها حرائق مهلكة لاتبقي ولاتذر..
يحيى بيان