البيان رقم : 0
البيان رقم : 0
من تفحص هذا البيان، ورام تحليل مضامينه، سيكتشف ان نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يواجه حالة تخابث واستغباء قابعة في صميم المنظومة الحاكمة..
وهي حالة خطيرة، قد تكشف الكثير مما وراء الأكمة..
ومن الممكن ان تساعد في فهم الاحوال العامة بموريتانيا…ومن ثم تجنب مطبات وقلاقل غير ضرورية لاستقرار الامور العامة.. ولسيرها المؤسسي المضطرد.
لذلك ساسمح لنفسي بنزر من الحرية في معاينة هذه الحالة..
سيتلاحظون ان الراسية..رأسية رسمية منتحلة..حيث وضعت ختم او لوغوس الدولة الموريتانية على يمين الورقة.. ووضعت اسمها الرسمي : الجمهورية الاسلامية الموريتانية في مستهل الصفحة.. بشكل يعطي للقارئ البرئ الانطباع الكثيف والفوتوغرافي بأنه امام مؤسسة حكومية رسمية…تماما كما هي حالته اذا عاين وثيقة ميلاد صادرة من قيد النفوس..او استنطق بيانا من وزارة الداخلية..
هذا الانطباع مزيف ومخالف للقانون.. فالحزب ايا يكن الحزب.. وأيا تكن مكانته السياسية.. عبارة عن جمعية أهلية ذات شخصية معنوية.. ولا تمتلك هذه الجمعية الصفة الرسمية التي تحق للمؤسسات العمومية وحدها دون غيرها.
فلماذا الانتحال..؟
ولماذا تقديم الدليل المادي الموثوق للبرهنة على خلط السلطة الحاكمة للحزب مع الدولة ..؟
ومن هو المستفيد من جناية انتحال الصفة الرسمية ..؟
اذا تجاوزنا حالة الانتحال الرخيصة والمضرة بسمعة الرئيس والحكومة.. فسنجد ان عنوان الوثيقة بيان، ولا يخفى على عاقل، ان مفردة بيان تطلق على وثيقة تتقصد يقينا الذيوع والانتشار..
ومن المعروف في عالم السياسة ان الذيوع والانتشار هدف دعائي اذا حمل ترويج افكار..
اما اذا تطرق الى امور اجرائية فاننا نكون أمام تسجيل موقف .
تسجيل موقف : يعني اقامة الحجة.. واتخاذ الراي العام كشاهد على موقف محدد..!
البيان يتحدث عن طلب مقابلة صادر من فيدراليي هذا الحزب وموجه لرئيس الجمهورية.
وجه الغرابة..يتلخص في :
منذ متى كان طبيعيا اخبار الكافة ان شخصيات مهمة من الحزب تريد مقابلة رئيس الجمهورية لنقاش مسائل حزبية معه..؟
الم يكن كافيا ان يخبروا الرئيس برغبتهم في مقابلته فرادى او جماعة..؟
اليس كافيا ان يخبروا ديوان الرئيس او احد مستشاريه السياسيين..
ولنتصور ان الرئيس تشاغل عن مقابلتهم لسبب ما..فهل من المألوف ان يحيطوا الرأي العام بذلك..؟
ان من يقوم بهذه الخطوة..كمن يريد ان يقول انه اذا لم تتم المقابلة.. فانه سيقوم بالاجراء الموالي اي سيجمد عضويته في الحزب الذي وضع على بيانه راسية الدولة ودمغه بخاتمها الاعظم دون ضرورة.. ودون شرع من قانون او خلق..!
الحقيقة الواضحة والجلية ان القيادة الحالية للحزب، بعد فشلها في ما كلفت به، تقوم بمناورة غير محسوبة.. وتتصرف بشكل غير ودي..وغير نزيه مع الرجل الذي منحهم ثقته واشركهم في الحكم على حساب النخب الحقيقية التي دعمته دون ضوء اخضر من محمد ولد عبد العزيز أيام كانت هذه القيادة الفاشلة تتظاهر في الشوارع والميادين لابقاء ولد عبد العزيز في الحكم.
لقد فشلت هذه القيادة الحزبية فشلا ذريعا..لأنها لم تتجاوز شبكة ضيقة من البيروقراطيين المنغلقين على فهوم سخيفة للسياسة.. وهي فهوم تريد تمكين لوبيات الفساد والمراءاة من مواصلة نهجها المدمر..
نهج التدوير المتواصل لزبالة ذهنية مفادها : نحن حزب الدولة.. والرئيس مرجعيتنا دون غيرنا..مادام رئيسا..!
انهم شخوص لا يصلحون لمسرح الدمى..
لقد أعطاهم الرئيس ولد الشيخ الغزواني.. كل ما طلبوا..
وكلفهم بتوطيد حالة التهادن والاجماع عبر حوار شامل فماذا فعلوا..؟
سعوا الى تمييع الامور..وخلق شحناء مستمرة..وتمكين المتطرفين من فتح متاهات الماضي السحيق.. وارساء وضعية توتر واستقطاب مناقضة تمام التناقض مع روح الحوار المبنية على التوادد والمرونة والاحترام.
بالأمس بعد التصريحات المسيئة لقبيلة لقلال..هرعوا بكامل الاوصاف الرسمية لمسرحية ضعيفة الاخراج..أجلسوا فيها الكاتب العام للرئاسة بجانب شيوخ العشائر في اجتماع قبلي مكشوف…
في حين كان بمقدور الجميع تسوية الامر بعيدا عن الكاميرات والرسميات.
اليوم وقد تناهى الى سمعهم ان الناس منزعجة من تعسفهم في استخدام الصلاحيات الادارية والسياسية التي منحت لهم دون اي استحقاق.. يأخذون الرأي العام كشاهد..
كشاهد ضد الرئيس..!
ويلوحون بتهديد مبطن وسخيف…!
بالنسبة لي.. على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزاوني.. اذا كان يريد ممارسة السلطة في جو هادئ وطبيعي ان يعاقب هذه المجموعة باخراجها من الشان العام…
لقد وضعهم في مكانة اكبر بكثير من مكاناتهم المناسبة..جميعا يجب اخراجهم من الامر العام الا من اعتذر.. اومن برهن ..على تعرضه لخدعة ما من رئيس الحزب.. او من شخصيات مهمة سعت لتضليله فوقع البيان دون نية سوء..دون قصد مبيت..
مرة اخرى..تؤكد السياسة الموريتانية قوانينها العجيبة ..
خصوصا تلك القاعدة العظيمة التي تقول:
كلما وضعت شخصا فوق مكانته..وضعك تحت مكانتك..
أقوق قولي هذا..واستغفر الله لي ولكم..
محمد أمين