عن مديرة المستشفى والصحافة. …….ا
عن مديرة المستشفى والصحافة.
…….ا
مبدئيا أتمسك بكرهي المعلن لموجات الفيس..
لا أعرف الدكتورة فاطمة مديرة مستشفى الأمومة والطفولة معرفة شخصية، سُمعتها الطبية محترمة، وتمثل جزء من طواقم تزاول مهنة ليست بالأفضل في بلدنا من حيث تَمثُّل أخلاقياتها، وتعاني الكثير من الاختلالات.
اختلطت أشياء في قضيتها، كونها مديرة مؤسسة، وكونها زوجة صحفي لامع، كانت ستكون بخير لو سلمت من الأولى ولم تقبل أصلا بإدارة المؤسسة، ولو سلمت من ظل الصّفة الأخيرة ولم يتحمس لها زملاء زوجها بمجاملاتهم المتسرعة.
قد تكون المديرة اصطدمت بخبايا أسس تنظيم وتسيير المؤسسات عموما، والموريتانية (المُحاوْتَه) خصوصا، وبالتالي ظلموها حين أنزلوها بمظلة على رأس المؤسسة،.. ربما لم يخبروها وقتها أنّ المدير يُنجز مهامه من خلال “الآخرين” من أعوانه، اشرافا وتنسيقا وتنظيما، لكن أيضا رقابة ،.. وبقدر ما ستحسب للمديرة نجاحات المؤسسة ستُحسب عليها اخفاقاتها وانحرافاتها وستكون مسؤولة عن أخطائها وأخطاء طواقمها مادامت هي صاحبة الأمر والنهي فيها.. وإذا كان الاختلاس موضع الإبانة يمتد على طول سنتين ماليتين، فهل أخفقت عن تسيير حساباتها المالية بكفاءة، أم أنها غير فطنة؟
أحسن الظن بالدكتورة، وأخالها غنية عن الاختلاس وهي أخصائية صنعت وزنا لاسمها في عالم النساء والتوليد بعصامية، والاقبال عليها كبير، كما أنها مُحصِّلة جّيدة للمال من خلال عملها الشخصي، ففي حين كان البروفسير حمِّين رحمة الله عليه يفحص مُعايداته بالموجات فوق الصوتية مجانا كجزء من التشخيص، كانت الدكتورة فاطمة تُلزِم على مُعايداتها في مكتب مجاور له في نفس العيادة بعشرة آلاف أوقية تعويضا عن التشخيص بالموجات، منفصلة عن قيمة المعاينة.. إضافة طبعا إلى أنها زوجة مراسل دولي يتقاضى تعويضاته بالعملة الصعبة، وينتمي لمجتمع مُصنّف في منطقته بأنه أكرم الزَّوايا.. لا أظن المال مشكلتها،.. مشكلتها ربما، إمَّا Un laisser-aller كان عن إهمالٍ في الرقابة والتقويم، اطمأن إليه المحاسب فتغوَّل في الفساد، وإمَّا حُسن ظن منها بمرؤوسها، وهو أمر يسمى في عالم القيادة “السذاجة”.. وإما مشكلة وقتٍ، فالطبيب في شرعنا يوزّع نفسه بين أسرته والمستشفيات والعيادات والمعاينات والعمليات.. وهو بشر في النهاية محدود الطاقة..
ما الغريب فيما حصل؟
الغريب حقا، أن نفس الصحافة التي تعقد محاكمات افتراضية لكل مظنَّة بسوء تسيير، وتقدم فرضياتها المبرَّزة فيه قبل خضوعه للتحقيق، وتُصدر أحكامها بكونه مختلسا بالدليل قبل بمحاكمته، وتجرِّم، وتُجدّر عن خناجرها، تطعن في عرض المَظنون وشرفه وسكينة أسرته وعشيرته، قد استلت منذ الأمس أقلامها المسنّنة من أغمادها تُحارب دون ذمة الدكتورة المالية!،.. لم تحتج صحافتنا لأن تعقد لها محكمة كالعادة، لأن براءتها تحصيل حاصل مُسبق، يُفرضُ قَسرًا ولا يُفتَرضُ جدلاً.
صحافتنا أقرب لنادٍ من الأقارب والأصدقاء، أغلبها تجمعه تشابكات من صلة الدَّم والوحدة الجغرافية، وتستنهضها صرخة رحم أو جهة أو مصلحة، فهي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت إليه سائر الأعضاء بالميَلان والحَميَّة، فتدوس على جثمان الممارسة الإعلامية بمؤثرات ذاتية على الخبر وبمواد مجهولة المصدر، تَتَشارك فيها المناصرة والغرض الشخصي، ثم يُسوَّق “الخبر- المُسلَّمة” بكميات تجارية،.. ولا عيب في أنْ تتجاوز صحافتنا في تعاطيها حدود التّحفظ نحو الوقت المنطقي للحصول على المعلومة، كل الأمور المزاجية مقبولة ومعقولة إن تعلق الأمر بأحد أفراد النادي..
الإعلام الإلكتروني في بلدنا لم يعد يَصْدُق فيه أيّ توصيف، فهو ثقب أسود عملاق، يبتلع المبادئ والقناعات والأخلاق والحقيقة، وحتى المنطق، فمن أدواره قلب الأدوار،.. كلّ مُخالف لمزاج أو مَصالح النادي تترصده حيتان الغِيلان، تنهشه، وتطارده ذئاب الذُّباب، جُرأة وأجرة.. حقيقة هذا منفّر!
ويلْ إمَّك يالوراني كلهم إحط مرقايه لزوجة الزَّميل، حساباتكم الضيقة ستضرها، ولن تنفعها في تدقيق حساباتها.. احشومه.
أم أنها لا يجوز في حقها قول: «انتظروا نتيجة التحقيق».
ولد ممّين ينحاز دائما لمحاربة الفساد، وأتمنى له ولزوجه الدكتورة تجاوز وَجَع قوارع الدَّهر بسلام.
تحياتي.
الدهماء