بعيدا عن العاطفة في الساعات العاصفة
جراحات السنان لها التئما::ولا يلتام ما جرح اللسان
الكلمة كالرصاصة اذا اطلقت لاتسترد مع انها هي من تواسي الجراح .كماوقد جعلها الله سببا لدخول الجنة وكذا سببا في دخول النار قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ* يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَآءُ*).
فكل الذين عاشوا، بعد أن شربوا السم ،عاشوا بالكلمة فقط لان النيران لاتحرق الكلمة: التي لا يمكن لظلام الدنيا حجب ضوئها ،ولو اجتمع ،بيد أن الكلمة قد تكون مكلفة في بعض الأحيان ولكنها تعني الكثير اذ ان كل اكتشافات الدنيا واختراعاتها، التي بين ايديدنا،تمت بالكلمة بعد التفكير والتنفيذ .
ويمكن بالكلمة اسر القلوب الصالحة التي بصلاحها تصلح الأجساد كما أنه بالكلمة يمكن تأسيس المجتمع المثالي الذي تسعد بالعيش معه وتجد به ضالتك من السكينة والطمأنينة
وبالكلمة تترجم بؤسك وجراحك في المرآة التي تجعل الجميع ينظر إليك .
الكلمة هي الأمر بالقيام وسبب النهوض بعد الركوع وهي وحدها الجاهزة في مواجهة الفشل لأنها تصفه كما هو .
الكلمة وسيلة الإقلاع عندما تتناثر السلالم، ومظلة الحر في شدة الزمهرير. وان كان بنو حسان يقولون (لكلام ما يوقف وحدو)
ومن مأثور أهل اكيدي (الكذب احرام والحق ما ينقال )ويعرف من كلام العرب :لكل مقام مقال. ولكل جواب سؤال . وليس كل ما يعرف يقال.
ولكن تبقى قوة الدليل وصدق الكلمة وحكمتها وحسن صياغتها ،مع عدم التجريح ،موازن قسط بعيدا عن العاطفة في الساعات العاصفة.
يحيى بيان