الناس مركبه أموازينه
(الساطع الإخباري) في الأسابيع الماضية تحدث رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بصراحة عن وضع البلد الإقتصادي وعن المجهود الكبير الذي بذلته حكومته خلال السنتين الماضيتين في ظل جائحة كورونا وتداعيتها الإقتصادية بغية التخفيف من وطأتها على المواطن الموريتاني ، كما تحدث عن حزمة الإجراءات المتخذة من طرف الدولة لمواجهة موجة ارتفاع الأسعار في ظل الحرب الروسبة الأكرانية ودعا رجال الأعمال لمراعات هامش الربح في مثل هذه الأوضاع كما طالبهم بالإستثمار في قطاع الزراعة والتنمية والصناعة، وأكد لهم استعداد الدولة لدعمهم وحمايتهم وكان قبل ذلك قد دعا كل القطاعات الحكومية لتقريب الخدمة من المواطن بل وحث ادارته على ذلك وأكد أنها أن هذا الأمرر ﻻغناء عنه .
كل هذه الخطوات رسمت في جدران ذاكرة المواطن وﻻقت استحسنا كبيرا وقبولا من طرف الشعب الموريتاني في ظل هذا الشهر الكريم شهر رمضان شهر التوبة والتسامح.
بل اصبحت حديثا مستحسنا للكثير من المواطنين على موائد شاي الإفطار وفي أفواه الباعة في السوق وعلى السنة الطلاب في المؤسسات التعليميه وفي أفواه الرعاة في معاطن المواشي مما يؤكد صدقية المثل القديم القائل :”الناس مركبه اموازينه” .
وهذا المثل ينطبق على كل ادارة ومؤسسة تعتزم الإصلاح لأن المواطن العادي أمام هذه الإدارات والمؤسسات الحكومية كلماته في الغالب تترجم بصدق حالة المؤسسة التي تحدث لك عنها .
وهذا مافهمه خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان يسأل الرعية عن حال من وﻻه عليهم .
فقد ولى سعيد بن عامر رضي الله عنه حمص ولما زار عمر حمص شكا أهل حمص إلى عمر أربعة أمور عنه أولها: أنه لا يخرج اليهم حتى إذا تعالى النهار: فقال أنه يعجن الخبز لأهله، وثانيهما: أنه لا يرد عليهم بليل: لأنه يقوم الليل فالنهار للعامة والليل لربه، وثالثهما: أنه لا يخرج اليهم يوما من الشهر: لأنه ليس لديه سوى قميص واحد فيغسله ذلك اليوم حتى يجف ثم يلبسه، رابعهما: أنه يصيبه من حين لآخر غشية فيغيب عمن في مجلسه: لأنه يتذكر كيف فعلت قريش بالصحابي الجليل خبيب بن عدي، حيث مثلت به قريش فعذره عمر بن الخطاب.
وقبل أن نبتعد عن هذا الموضوع نذكر الطرفة التالية:
يقال أن الإداري الراحل : لمرابط ولد برو كان حاكما لإحدى مقاطعات الوطن في بواكير الاستقلال وكان على خلاف مع والي الولاية وخلال زيارة للرئيس الراحل “المختار ولد داداه ” للمقاطعة تناول الوالي الكلام أمام الرئيس والوفد المرافق فأكد أن المنطقة تعيش في بحبوحة وأنه قام خلال عام واحد بحفر عشرات الآبار وقضى على العطش في الولاية.
بعد الخطاب الحماسي للوالي تناول الحاكم “لمرابط ولد برو “الكلام وكان رجلا خفيف الظل فقال :
السيد الرئيس لن أطيل عليكم أتمنى فقط منكم انتم والوفد المرافق أن ترافقونا إلى الآبار التي حفرها السيد الوالي وترموني في قعر أطولها وأعمقها !!!
ضحك الرئيس حتى كاد يغمى عليه. !!!
يسلم ولد بيان