الشيخ محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي في خانة الساطع “رجال في الموقع”
الشيخ محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي في ذمة الله
على سبيل الهدى ربّاهُ والده :: وقد جرى في مجال العلم مَجراه
ولد الشيخ محمد المختار ولد آب ولد اخطور في ولابة لعصابه سنة 1945 ، ورحل عنه والده إلى الحج سنة 1948 وهو ابن ثلاث سنوات ، وتلقي العلم على ذويه ، ليلتحق بوالد سنة 1965 وهو ابن عشرين.
عاش مع والده في باب الكومة في سفح جبل سلع بالمدينة المنورة.
حرص والده على أن يمر بمراحل التعليم بالتدرج فقدم لنظام الابتدائية في سنة واحدة في المدرسة المحمدية بالنظام الليلي فأخذها في سنة واحدة ، ثم انتقل إلى المتوسط في المعهد العلمي ثم انتقل لإكمال الثانوية في معهد الجامعة ، ثم نال الدكتوراه في أصول الفقه من كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ليعيّن معيدا في كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية أستاذا لأصول الفقه.
كان من شيوخه الذين أخذ عنهم بالأساس والده الشيخ العلامة آبّ ولد اخطورالذي يرجع له الفضل فما جمع من فوائد علمية وأخلاقية.
واستفاد من الشيخ محمد بن حمود الوائلي المدرس بالمسجد النبوي وأحد أعلام الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وكذلك الشيخ محمد أبو طالب شاهين عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية.
واستفاد من الشيخ عبد الرؤوف اللبدي أستاذ النحو بكلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
والشيخ عبد العظيم بن علي الشناوي الأستاذ بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية وعضو لجنة طباعة مصحف المدينة النبوية.
كما استفاد من الشيخ المحدث الفقيه العلامة عبد المحسن العباد الذي درس عليه كتاب المعاملات والكفالات.
وممن استفاد منهم شيخ الأصوليين العلامة الدكتور عمر بن عبد العزيزمحمد الشيلخاني ، الذي أشرف على رسالته للماجستير عن تحقيق “مراقي السعود إلى مراقي السعود” للعلامة لمرابط محمد الأمين ولد أحمد زيدان الجكني ، وهو شرح اختصر به لمرابط مراقي السعود للعلامة سيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم العلوي.
كما أشرف الدكتور عمر بن عبد العزيزمحمد على رسالته للدكتوراه (تحقيق سلاسل الذهب للإمام بدرالدين الزركشي).
ومن الصدف أن الشيخ لما هم بالتحقيق ذهب إلى مصر للبحث عن المخطوطة الأصلية ، وحين التقي بالشيخ عبد الغني عبد الخالق رئيس قسم أصول الفقه بالأزهر الشريف أخبره أن موضوع التحقيق كان مسجلا لدية باسم طالب آخر لكن من حظه أن ذلك الطالب أصبح رئيسا لجمهورية جزر المالديف وهو الرئيس مأمون عبد القيوم ، وأنه انشغل عن الموضوع وبالتالي بإمكانه أخذه وأعطاه المخطوطة.
من مؤلفاته:
– تحقيق “مراقي السعود إلى مراقي السعود” للعلامة لمرابط محمد الأمين ولد أحمد زيدان الجكني (رسالة ماجستير)
– تحقبق لقطة العجلان وبلة الظمآن (خلاصة الفنون الأربعة) للأمام الزركشي
– تحقيق تقريب الوصول إلى علم الأصول لابن جزي الكلبي الغرناطي المالكي
– تحقيق سلاسل الذهب للأمام الزركشي (نال عليه درجة الدكتوراه)
وله مجموعة من الأبحاث والدراسات منها
– تعارض القياس وخبر الواحد
– التعارض معناه وحكم وقوعه في الأدلة الشرعية
– دفع التعارض بالجمع
– الترجيح معناه وحكمه ومورده
– الترجيح في أخبار الآحاد والقياس
وله تحقيق لألفية العلامة المختار ولد بونه (مبلغ المأمول في اختصار درر الأصول)
عرف الشيخ محمد الأمين رحمه الله بالعلم والفضل وفي مدرسة والده العلامة الشيخ آب ولد اخطور تعلم أن خير ما يعتني به الفتى هو العلم.
وتعلم من والد حب العلم والإخلاص له والإخلاص فيه لله ، وأن الرجال يعرفون بالحق.
فكان يبحث مع والده وربما خالفه في بعض المسائل العلمية ، ومنها قضية الحجاب وكشف المرأة عن وجهها ، فكان الشيخ آب ممن يرون سترها لوجهها ، بينما كان ابنه الشيخ محمد الأمين يرى أن حجج الفريق الآخر القائل بكشف الوجه أقوى وعبر لوالده عن ذلك ، ومن ذلك الفريق القائل بكشف الوجه الداعية الشيخ محمد الغزالي وعبر عن ذلك وعن خلافه مع الشيخ آبّ في كتابه “هموم داعية”.
وكانت الحكمة التي وعاها من والده الشيخ آبّ أن العلم أفضل وأولى من جمع المال ، فالإنسان إذا تعلم ووجد المال عرف كيف يصرفه وإن لم يجده عرف كيف يصبر عنه.
أما الجاهل إذا وجد الدنيا صرفها في غير ما يرضي الله وإن لم يجدها سخط على أقدار الله ، فلا شيء في حياة الإنسان يعادل العلم ، والسعيد من رزقه الله الكفاف ورضاه بذلك ، وكان يتمثل بيت الشاعر:
الجوعُ يُطْرَدُ بالرغيفِ اليابسِ :: فعلام تَكْثرُ حسرتي ووسَاوسي
كان الملوك وألأمراء والوزراء والتجار يزورون والده الشيخ آب راغبين في علمه وكان يستقبلهم وهو زاهد في دنياهم وكان بإمكاانه أن يحوز الدنيا لو أراد
أنفت عن الدنيا وعن زَرَجونِها :: ولو شئت ما أعياك أن تتورّقا
رحم الله السلف وبارك في الخلف
كامل المواساة
من صفحة المدون الكبير