استوصوا بالنساء خيرا

كتب سيد ولد النمين انه : ينسب للأديب وإبن الأكارم ودوحة الصلاح الشيخ أحمد ولد آدبه عليه رحمة الله گاف من كيفان لشوار الخالده:
يأهلي كان اسمعتو ژيّه
فتنَ ولل مودوانَ
خيرا ذيك ألا حوريه
بالغيوان اتبط انيان َ
ويروى أنّ القاضي شريح مرّ بديار بني تميم، وإذ بعجوز جالسة أمام بيتها وإلى جانبها فتاة جميلة، فمال إليها، وطلب منها أن تسقيه، ولم يكن عطشًا، فقالت له العجوز: أي الشراب أحب إليك؟، فقال لها: ماوجد، فقالت للفتاة: ويحك يا جارية، قومي وأحضري له بعضًا من اللبن، فهو رجل غريب، فأحضرت الفتاة اللبن وشربه القاضي، وبعد أن شرب، قال للعجوز: يا خالة، أخبريني من تكون هذه الجارية لك؟، فقالت: هي زينب بنت حدير التميمي إحدى نساء بني حنظلة، فقال لها: أهي متزوجة أو مخطوبة؟، فقالت له: لا، فقال لها: أتزوجيني إياها؟، فقالت له: نعم إن كنت كفؤًا لها، فاذهب إلى عمها واطلبها منه، فإنّها يتيمة.
ومن ثم غادر القاضي من عندها، ومضى إلى منزله، وأراد أن ينام، فلم يستطع وذلك لانشغال تفكيره بتلك الفتاة، فقام وصلى ،ومن ثم أخذ معه بعضًا من إخوانه الأشراف ومضى إلى بيت عمها، فاستقبله أحسن إستقبال، وقال له: ما شأنك يا أبا أمية؟، فقال له شريح: أريد الزواج من زينب إبنة أخيك، فقال له عمها: نعم الزوج أنت، وزوجه إياها.
وعندما تزوج شريح من زينب ندم وقال في نفسه: ماذا صنعت يا شريح؟، فكان المتعارف عن نساء بني تميم أنهن غلاظ القلوب، وقاسيات العشرة، ومن ثم قرر أن يطلقها من فوره، ولكنه بعد ذلك عدل عن قراره وقرر أن يرى إن كانت كما عرف عن نساء بني تميم أم لا، فإن كانت كذلك طلقها، وإن لم تكن أبقى عليها.
وعندما دخل على البيت قام وتوضأ فتوضأت، وصلى فصلّت معه، وبعد أن أنهوا الصلاة قالت له: إنّي إمرأة غريبة عنك، لا أعلم عنك شيئًا، فأخبرني ماتحب فأفعله، وما تكره فأتجنبه، فقال لها شريح: إنّ كلامك إن أنتي ثبتي عليه كان من حظي، وإن لم تثبتي عليه كان حجة عليك، إنّي أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، فقالت له: وكيف محبتك لزيارة أهلي؟، فقال لها: لا أحب أن يمل مني أصهاري.
فقالت له زينب: من تحب أن يدخل البيت من جيرانك؟، ومن تكره أن يدخله منهم؟، فأدخل من تحب وأكره من تكره، فقال لها: بنو فلان أحبهم، وبنو فلان أكرههم.
ومكثت زينب مع شريح عامًا كاملًا لم يرى منها شيئًا يكرهه، وبعد تمام السنة وبينما كان شريح في مجلسه، دخلت عليه إمرأة لم يكن يعرفها، فرّحب بها وأجلسها، وسألها من هي، فقالت له: فلانة أم زوجتك، ومن ثم قالت له: كيف وجدت زينب؟، فقال لها: خير زوجة، لقد أدبت فأحسنت الأدب، فجزاك الله خيرًا، فقالت له: كيف تحب أن يزورك أهلها؟، فقال لها: كيفما شاؤوا، فغادرت من عنده، وكانت تزوره كل سنة مرة.
وفي يوم سمع شريح جاره يضرب زوجته، فأنشد قائلًا:
رأيتُ رجالاً يضربونَ نساءَهم
فشُلَّتْ يميني حينَ أضربُ زينبا
أأضربُها من غيرِ ذنبٍ أتتْ بهِ
وما العدلُ مني ضربُ مَن ليس مذنبا
فزينبُ شمسٌ والنساءُ كواكبٌ
إذا طلعتْ لم تُبدِ منهنَّ كوكبا
وكلُّ محبٍّ يمنحُ الودَّ إلفَهُ
ويعذرُه يوماً إ ذا هو أذنبا
وقد صالت العجائز على سيدي محمد ولد الشيخ سيديا رحمه الله فقال :
أَمِنْ فعل أمر في الشريعة جائز == أباح اهتضامي بينكم كل عاجز ؟
وكان بكم جند البغاة يهابني == فصال على اليوم جند العجائز
فصرت كأني قد أتيت ببدعة == وفاحشة من نحو فعلة ماعز
فلو أن أرضي ذات معز رجمنني == ولكنها ليست بذات أماعز
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا فقال:لايكرمهن الا كريم ولا يهينهن الا لئيم يغلبن الكريم ويغلبهن اللئيم
وتقول الشاعرة السودانية روضة الحاج :
لو كنتَ قد أحببتَني
لعذرتَني
ورصفتَ لي درباً إلى منجاتي
لسألتَ لي عن حُجةٍ
وقبلتَها
وعفوتَ قبلَ تعذُّرِي
وشَكاتي
لبحثتَ في سبعينَ عذراً ممكناً
ولقلتَ لمّا لم تجدْه
سياتي
ما الفرقُ بين الآخرينَ
وبينَ مَنْ نهوى
إذن يا قطعةً من ذاتي!؟
الفرقُ يكمنُ في تقبُّلِهم لنا
بعيـوبِنا
وإقالةِ العثرَاتِ
أنا لستُ كاملةً
أنا كالناسِ كلِ الناسِ
لي هَـفَوَاتي
لو كنتَ قد أحببتَني
لغفرتَ لي
وعفوتَ عن مَلَلَي
وعن زلَّاتي
ومحوتَ آثامي الصغيرةَ كُلَّها
ما الحبُّ
لولا رأفةُ المِمحاةِ !!ِ
الحبُّ عندي
أن أكونَ كما أنا
بمحاسني جنباً إلى سَـــوءاتي
آتـي إليــكَ
بما أقتضـتَه أنوثتــي
بشريتي
نقصي
كمالِ صفاتي
أنا لا أُجيدُ تقمُّصَ الدورِالذي
رسمتَه كفُّ الناسِ
(للستِّاتِ)!!
أنا ضلعُ روحِكَ
بيدَ أنِّيَ أُمّةٌ
وعوالمٌ
مـن دهشـةٍ وحياةِ
لي أمنياتٌ
عانَدتـني ربما
ليَ قصةٌ أخرى
وليْ أشتاتي
لو كنتَ قد أحببتَني
لفهمتَني
وأرَحتَ قاموساً من الكلماتِ!
وأنا التي أخترتُ الهوى
ليُظلَّني
من حَرِّ أيامي
سَمُومِ جِهاتي
راهنتُ أسقامي بِبُرءِ توجُّعي
بِكَ
فانظُرَنْ لمرارةِ الخيباتِ!
علَّقتُ إعتامي بوقتِكَ
قلتُ لي
قد تُشرقينَ غداً بمَنْ هو آتِ
وهنا انتظرتُكَ
نصفَ عمرٍ كاملٍ
هدهدتُ في مهدِ الكلامِ
سُكاتي
لكنَّ أسرَكَ
ضيّقَ الأُفُقَ الذي
وسّعتُه
حفراً على الصخراتِ
عجباً لقـولِكَ
والقـيودُ تلفُّـني
أهواكِ حدَّ الموتِ يا مولاتي
لو كنتَ قد أحببتَني
لتركتَ لي
أُفُــقي لأبلــغَ
منتــهى سدراتي!!