شعراء في فلك الممنوع / يسلم ولد بيان
الشعر وسيلة نبيلة إذا كانت لغاية نبيلة وهو محض الوجدان يكشف فيه الشاعر عن معاناته ومعاناة مجتمعه.
وله أغراض متعددة ومن هذه الأغراض : المدح والغزل والرثاء والفخر والهجاء …
وبالشعر وضعت أقوام ورفعت أقوام، قال الشاعر :
ولولا خصال سنها الشعر مادرى* بغاة العلا من أين تؤتى المكارم
فكان الشاعر يمدح الكريم ويعدد خصاله الحميدة وكأنه يكشف للناس بذلك عن أنواع الفضائل ويغرسها في نفوسهم فتتحرك لفعل مثل هذه الخصال رغبة في أن يطالهم المدح .
ويهجوا الشاعر آخر ويذمــــه بالقبائح فتبتعد الناس عنها خشية المذمة والعار .
إلا أن هناك شعراء استمالتهم أغراضهم الخاصة والخاصة جدا فدخلوا ببعض أشعارهم في فلك الممنوع في المجتمعات الإسلامية على الرغم من انهم مسلمون ، فمثلا نجد الشاعر كثيرعزة يقول :
رهبا مدين والذين عهدتم يبكون من حذر العذاب قعودا
لويسمعون كما سمعت حديثها خروا لعزة ركعا وسجــــــــودا
والميت ينشر أن تمس عظامه مسا ويخلد أن يراك خلودا
وقول الأحوص الأنصاري:
الله بيني وبين سيدها يفر عني بها واتبعــــــه
وهذه الأمثلة كثيرة في الشعر الفصيح ، ولقد سلك بعض الشراء الشعبين نفس الطريق فنجد أحدهم يقول :
تجلاج أعلي هون حد @ بمج جيتو لعيالو
سكريت عنو غير بعد @ ثابت ما يــــولالو
وقول الآخر :
راجل نبق صاحبتو @ لاتكتني يعــــزار
قلب أدميمي ماشفتو @ مرفود أعل التلال
وقول الأخر :
يغير أصبر حانيه تم @ هو مالاه ايتم فم
ولين إغيب أفيم هم @ ﻻتبخل باش اتجيه
ذيك أجيه هي اسكم @وألل كوم أمواسيه
دوم أعليه لاتنظلم @ وأرع ﻻتظلم فيه
وأعل يهديه جيت حاك @ واحمدو عالم بيه
أوشفيت أيديه من كد ذاك @ مزال بعد أيديه
وهو النوع كثير في الأدب الحساني ويصدر أحيانا من شعراء كبار فلما هذا كله ؟ لقد دخل هؤلاء في فلك الممنوع والحقيقة أن الشعر ينبغى ان يكون أرفع وأسمى من هذا وأن يظل رسالة خلقية نبيلة وليس أنجرار وراء أهواء وعواطف ميتذلة وغيرمقيدة بشرع .
يسلم ولد بيان