الأديب يسلم ولد بيان يكتب : هذا ماشعرت به في زيارتي الأخيرة ل “ام الخز”

بلادي وإن جارت علي عزيزة * أهلي وإن ضنوا كرام
من المعلوم أن الأوطان بطبيعتها ساحرة مستولية على الطباع ، خصوصا مرابع الأحبة والصبا لأنها مستدعية للشوق والحنين وباعثة على الذكريات .
وفي زيارتي الأخيرة “لواد أم الخز “بداية شهر نوفمبر المنصرم لتخليد ذكرى البطل المجاهد سيدي ولد الغوث شعرت براحة ممزوجة بحرقة اللقاء بأماكن صباي وريوع ملهاي وأنستي : الدار ، الحله ، لميلح ، برله ، وأﻻد محمد محمود ، احسي الرغوه ، الوسعيه ، أكرج أللي.. .
لكن تضاعف هذا الإحساس حين رأيت أوجها عهدي بها وأنا عمري ثمان سنوات فقلت الحمد لله على كل حال ، اﻻأنه تزايد الأمر حين وقفت على هذه البئر “حاسي الدار ” فتخيلت أن معانقة حميميه حدثت بيني وبينها فسكب لي دموعها المنبعثة من أطراف مقلتها فبادلتها العواطف قائلا :
ﻻ تبكي ﻻ بكاك *باس انت راص أساس
بوي ﻻصو وياك * ماكط أجبرت أل باس
ويلعت اتنكليت * امجي راع جيت
أوفيك اسبكت أجبيت * خلي عنك تخناس
ذليخزيه أوغزيت * يزاك أسكي ذي الناس
ﻻتبكي……….
بعد هذه اللحظات الحاسمه وهذا الحوار مع “ﻻصو الدار ”
تذكرت القصة التي ذكر فيها أن ابان قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله يا إبان كيف تركت مكة ؟ قال : تركت الأذخر وقد أعذق والنمام وقد أورق فاغرورت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم .فأنشد بلال قائلا :
أﻻليت شعري هل أبيتن ليلة * بزاد وحولي أذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شمامة وطفيل
فقلت كل هذا الحنين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومؤذنه بلال رضي الله عنه فكيف بنا نحن؟ .
لكنني حاولت اقناع نفسي بأني قادم لله الحمد من مدينة كيفه عاصمة وﻻية لعصابه وأن المدن الكبيرة أفضل من الأرياف بكثير لكن سرعان ما خطرت بي قصة عبدي ولد يحظيه الذي كانت مرة في جزيرة فرنسية فداعبه نسيم ذكره بريح (الكبله)
فقال :
خالك سلك من الريح ايلوح * من كبله فيه الروح اتفوح
أنسد يلحكن مطروح * نعرف عكبان الليالي
او يلحكني زاد افسلك الروح *التالي ويرجع هالي
هذا وقت عاد من اليل * حي انتم ايلاولالي
ويلاماول كنت أكبيل *كاع أفسلك الروح التالي
ومن هذه القصة اشفقت على الشاعر الشعبي في قوله :
مانبق يلواحد فذات * تكتني يمول الصيفات
ما شفت أخويمات اكلاﻻت * وامليزم فيه اجقيم
وأكليب تنبح واجديات * وأذويب احاوت لقنيم
روي أن الأمير الكفيه ولد هنون ولد بوسيف ﻻح له برق في سفر له ناحية أهله فتهيجت عواطفه فخاطب البرق خطاب العظماء قائلا :
يبرك شيرت اﻻبشور * ذاك من اتشيار أرخ فيه
خالك يلبرك ذاك الشور * وان واد أﻻ عالم بيه
وخلاصة القول أن موضوع حب الاوطان ملخص في قول الشاعر :
بلاد ألفناها على كل حالة * وقد يؤلف الشيئ الذي ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي ﻻهوابها * وﻻماؤها عذب ولكنها وطن
الأديب والشاعر : يسلم ولد بيان