ضيف عظيم للمالكية(اصدار)
ضيف عظيم للمالكية
وصل إلى موريتانيا كتاب عظيم في تأصيل الفقه المالكي للعلامة الفقيه والأصولي المتبحر الشيخ الدكتور عثمان ولد الشيخ أحمد أبي المعالي.
ويسمى الكتاب ( تبيين الطريق إلى درجة التبصر من خلال ذكر أدلة الفروع التي أتى بها خليل في المختصر ).
وقد حاول الشيخ عثمان ربط الفروع الفقهية المالكية مما ذكر الامام خليل في مختصره بأصولها من الكتاب والسنة؛ حسب جهده الجهيد وعمله الجبار؛ الذي سماه تواضعا بأنه جهد قاصر، وهو جهد يستحق التقدير والإشادة.
وقد حمل الشيخ عثمان لتأليف الكتاب كما ذكر تطاول طائفة من الناس على المذاهب الفقهية وخاصة مذهبنا ( المذهب المالكي ) وقد أدى هذا التحامل إلى وجود نزعتين :
الأولى : نزعة تنتقد التزام عموم المسلمين بالمذاهب الفقهية المعروفة وقد يبالغ بعض هؤلاء حسبما ذكر الشيخ حتى يصور لدى غير العارف بحقيقة المذاهب أن مرجعية المذاهب ليست الكتاب والسنة.
الثانية : تجل المذاهب وتلتزم باتباعها، لكنها في الأغلب والأعم لا تفرق بين قطعي وظني، ولا بين ما دليله لفظي من الكتاب والسنة، وما دليله قياسي أو استحساني، فضلا عن محل الاتفاق والاختلاف بين المدارس الفقهية وآراء علماء الأمة.
هذا عن سبب تأليفه للكتاب، ويرى الشيخ بأن سبب اتساع الهوة بين الطرفين هو عدم الاطلاع على حقيقة المذاهب، وعدم معرفة أدلة مسائلها المذكورة في كتبها الفقهية ومما زاد الجهل بذلك خلو أكثر المراجع الفقهية في العصور المتأخرة من الأدلة وخصوصا مذهبنا المذهب المالكي.
ولقد سلك الشيخ دروب هذا المسلك مسلك الخبير المتبصر العارف، فذكر الأصول التي اعتمد عليها المالكية بجلاء ووضوح ناقلا ومستدركا ومناقشا ومبديا رأيه في كل دليل مما يرى فيه اجتهادا في مسألة ما، هذا مع لغة جزلة وأسلوب متماسك إلى حد بعيد، وخبرة بالموضوع المتحدث عنه.
وقد كان الشيخ موفقا في تأليف الكتاب فخرج في حلة بهية متميزة وطبعة أنيقة صدرت عن دارة نجيبويه المعرفية.
ويقع الكتاب في 719 صفحة وهو مفيد نافع بإذن الله وستزداد المكتبة الفقهية الأصولية به، نفع الله به وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا وعن المذهب المالكي على وجه الخصوص.
حفظ الله العلامة الشيخ عثمان ومد في عمره في طاعته .
محمدفال سعيد