انهم يفتقدون شجاعة الاعتذار !!
قال عمر ،رضي الله عنه، لجلسائه تمنوا ؛فتمنوا. فقال رضي الله عنه:لكني اتمنى بيتا ممتلئا رجالا من امثال ابي عبيدة بن الجراح.
ولما علم عمر بالطاعون كتب الى ابي عبيدة كتابا يقول فيه:”انه قد عرضت بي حاجة،ولا غنى بي عنك فيها ،فعجل الي.فلما قرأ ابوعبيدة الكتاب قال رضي الله عنه :عرفت حاجة امير المؤمنين انه يريد ان يستبقي من ليس بباق ورد عليه كتابا يقول فيه:قد عرفت حاجتك فخليني من عزيمتك واني في جند من المسلمين،ولم ارغب بنفسي عنهم،فلما قرأ عمر كتابه بكى فقيل له امات ابوعبيدة .قال: لا وكأن قد قال.
فالعبرة ليست بكثرة الرجال ولا بكثرة الدعاة ولا بكثرةالحفاظ
يقول ابن العلا:مانحن فيمن مضى الاكبقل بين اصول نخل طوال فما عسى ان نقول نحن ،وأفضل منازلنا أن نفهم أقوالهم ،وان كانت أحوالنا لاتشبه أحوالهم.
اما رجال اليوم فانهم كالأرانب يهربون امام أول مواجهة ،فهم يسمون الهروب انسحابا وخروجا مشرفا حتى تعودوا الهروب في كل الاتجاهات و صار الرجل الاعظم هوالعفريت القادر على الاختفاء من المشهد بلمح البصر ودون سابق انذار وعندها يستبدل بعفريت اقدر منه في هدرالوقت والفرص وهمه الاكبر ان يجز بسلفه في قفص الاتهام.
كما يستحيل الاعتذار في حق هذه الفيئة من الناس مهما اقترفت من أخطاء وأهدرت من موارد وبددت من طاقات واغتالت من فرص .انهم يفتقدون شجاعة الاعتذار والذراع التي تمد لتحمي والعقل الذي يفكر ليصون والقلب الذي ينبض ليغفر
ان همهم الاوحد هو تلك الخزانات والحسابات والجيوب التي يدفعون فيها بنهم كل ماقدروا عليه مما ابقى الفلاح لايام شيخوخته ومافرته الارملة من عرق جبينها في شكل ضرائب ومكوس
وهم على تلك الخزائن احرص من نملة على حبة ومن عنكبوت على ذبابة.
يحيى بيان