أيها التونسيون موريتانيا ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية!
أيها التونسيون موريتانيا ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية!
بشكل عام بحسب سيكولوجية “الإنسان المقهور” لمصطفى حجازي، فإن هذا الإنسان يبحث دوما عن نصر ما ضد من يعتبرهم تحته؛ تفريغا لتاريخ القهر والذل الذي يتعرض له من آلة القمع والقوة التي هي أكبر منه بكثير.
نحن نحب تونس، وهدايا المحبين لا تقدر بقيمتها المادية، إذا كانت هناك أصلا قيمة مادية ثابتة، ذلك أن شربة ماء قد تكون أغلى من كيلوغرام من الذهب حسب الظروف، وبالتالي فإن الحركة العفوية التي قام بها الموريتانيون تجاه أعزائهم في تونس كانت خفقة قلب لمن عقشوهم.
وعودا لنفسية الإنسان المقهور، الساخط دوما على من يراه أضعف منه، فإن هناك معلومة قد لا يعرفها كثيرون، وهي أن موريتانيا البلد الفقير والهامشي، قد أرسلت فيما مضى مساعدات وأدوية للولايات المتحدة الأمريكية إبان إعصار كاترينا 2005 الذي ضرب فلوريدا ولويزيانا، فهناك رجل أعمال موريتاني أرسل طائرة محملة بالمساعدات لأمريكا، ولم نسمع بأمريكيين يمتعضون من ذلك.
هذا دارج في عرف الديبلوماسية أيضا، بعيدا عن روابط الدم والتاريخ والعواطف، واستكثاره من تونسيين علينا يشبه أن يقول أحدهم (تونس عضو في الأمم المتحدة وموريتانيا كذلك، فكيف يصح هذا؟).
والسؤال: ما الذي فعلته موريتانيا لتونس مما يستحق التوبيخ أو الاستياء أو التنمر عليها؟.. سؤال يستحق التأمل في تقديري.
الشيخ نوح