جميل منصور : أهم ما يحصن هيبة الدولة ورموزها هو الإنجاز والعدل والمساواة
لم أطلع بعد على مشروع القانون المجاز أمس في مجلس الوزراء والمتعلق بحماية الرموز الوطنية وتجريم المساس بهيبة الدولة وبشرف المواطن، ولكن من خلال ما نشرته الوكالة الموريتانية للأنباء وتداوله بعض الكتاب أستطيع تسجيل ثلاث ملاحظات في انتظار العودة إلى الموضوع:
1 – لاشك أن هناك توسعا مبالغا فيه في الحديث عن الأمور والعناوين التي أشار إليها مشروع القانون، وأنه لم يعد كثيرون للأسف يفرقون بين النقد والشتم، وبين تقويم السياسات والوقوع في الأعراض، واستسهل البعض من هذا الكثير إثارة المواضيع الحساسة والمؤثرة على وحدة وتماسك الوطن والمواطنين على نحو تطغى فيه الإثارة وربما شيء من التحريض والكراهية.
معالجة كل هذا أو بعضه بالقانون مفهومة ومقبولة وربما مطلوبة، ولكنها مع ذلك مقلقة.
2 – للحرية ثمن يلزم الاستعداد لدفعه، فليس كل من يوظف جوها وجو الانفتاح ويستفيد منهما، يدرك الضوابط ويفهم الحدود، وقد يصعب التفريق والتمييز بينه وبين من يدرك ويفهم، ومن هنا يمكن التغاضي والتساهل في مراحل الانتقال نحو الحرية والديمقراطية – ونحن مازلنا في هذه المراحل – فالحنين إلى الكبت والزجر والتحكم قريب، والمصلحة تقتضي تحمل ضريبة الحرية ما وسع ذلك وأمكن.
3 – هيبة الدولة مهمة، واحترام رموزها وارد، وهذه الانتهاكية – إن سلمت النسبة – التي يمارسها البعض مبالغ فيها وإهانة للجميع.
ومع ذلك أهم ما يحصن الهيبة ويضمنها: الإنجاز والعدل والقيام على أمر الناس بإنصاف ومساواة ونفاذ أمر.
أخالف ميكيافيل وأرى أن الجمع ممكن بين أن يهابك الناس ويحبوك.