وليس يعاد للإنسان دهر / يحي ولد بيان
ويأتي بعدنا قوم وقوم * يعيشون الحياة كما تراها
وليس يعاد للإنسا ن دهر * إذا صفحاته يوما طواها
تعلقت بهذه البناية التي أسست ايام العراق المجيد بقائده الشهيد صدام حسين في مدينة كيفه الحبيبة ،كنت أحفظ الدرس واكرره قبل أن يقدمه الاستاذ ،لصفاء ذهني ومتابعتي وحضوري، لا أعلم ان لي هما يشغلني عن التحصيل والتكرار ،كنت مجنونا ومغمورا وفقيرا يسر بشعور مفعم بالكبرياء الجهنمي والحمد لله الذي مد لي في عمري ولم ياخذني اليه في تلك الأيام التي اتزر فيها برداء الكبرياء الذي يلقي الله صاحبه في النار ولا يبالي .
عشقت الفكر البعثي بعاطفة جياشة فانشغلت وشغلت لاتحول من الخامس علمي إلى السادس ادبي كانت المفاجئة أن أستاذ مادة الفلسفة يسلم ولد اوليل يكتب، بعد أن وضع أعلى علامة في الفصل على ورقتي في الاختبار الأول،يكتب:من أين تولد لديك هذا الاسلوب،ملاحظة شحذت من همتي وافاضت نورا على نور ليفاجأ طلاب الفصل باستاذ مادة اللغة العربية محمد المصطفى ولد بيه يضع أيضا أعلى علامة في الفصل على ورقتي ويكتب :يغلب عليك الاسلوب الفلسفي ،تقدم موفقا،أثارت النتيجة حفيظة احد طلاب الفصل الذي اعترض واحتج على الاستاذ المصطفى الذي رد عليه قائلا :أعلم أنه لا علاقة تربطني بولد بيان وأنني عندما أصحح لا أنظر في إسم صاحب الورقة، لكن يمكنني أن أشرح لك الفرق بينكما ،وكان الجميع في حالة اصغاء،أعلم يا ولدي أن مثل ما كتبه ابن بيان كماء مرجحنة عذب زلال سائغ شرابه نهلت منه وان ما كتبته انت ياولدي كغدير ماؤه قذى عكر امتلأ زبلا وبولا .يقول عمر بن أبي ربيعة :
وما ماء مزن في ذرى مرجحنة=ولاما اقرت في معادنا النحل
باحلى من القول الذي قلت بعدما=تمكن من حيزوم ناقتي الرحل
ويقول آخر:
اذا انت لم تشرب مرارا على القذى::ظمئت واي الناس تصفوا مشاربه
لم أحضر يوما واحدا لاستاذ التاريخ والجغرافيا بحجة أن أسلوبه جامد ومتحجر وهو ما جعلني احكم عليه بالعجز وأقدم ذلك في شكاية مكتوبة لمدير الثانوية آنذاك المنير ولد الطلبة لاحصد في الباكلوريا15\20في مادة التاريخ ، الحمد لله على نعمه وفضله اللهم كما انعمت فزد بيد ان ظروفا قاهرة جعلت مني معلما تبسط له اليد البريئة فيرحمها ويقبل رأس اصحابها لان منهم اليتيم والسقيم.
من صفحة الأستاذ / يحيى بيان