المتون حصون العلم / يحي ولد بيان

المتون حصون العلم وسلاح فطاحلة العلماء  يجرب معها المتعلم شاعريته ويحفظها في ذاكرته ايام طفولته فتتفتح بها عبقريته كما تحميه من الشرود والذهول فيعرفها معرفة مضارب قومه  ولذلك اهتم بها الفحول وتباروا في تحريرها وتوضيح مقاصدها. يقول الامام الشافعي رحمه الله :

علمي معي حيثما يممت ينفعني :: قلبي وعاء له لابطن صندوق

أن كنت في البيت كان العلم فيه معي::اوكنت في السوق  كان العلم في السوق

فالاهتمام بالمتون وحفظها لايبرز له الا أهل الصبر والجلد ، يروى أن ابن حزم لما أمر السلطان  بحرق مكتبته  قال:

ان تحرقوا القرطاس لن تحرقوا الذي: :حوى القرطاس بل هو في صدري

يسير معي حيث استقلت ركائبي ::وينزل ان انزل  ويدفن في قبري

اذ المعلومات في الصدر باقية فلا سيادة بدون  حفظ المتون التي سهل العلماء بها الطريق للمتعلمين جزاهم الله خيرا ،فالعلم رحم فيمابينه فكل متن يمكنك من غيره  ،قال الرحبي :

الثلثان وهما التمام ::فاحفظ فكل حافظ همام

ويقول المثل الحساني :ال مايعرظ النص يبق يطمص،

ان رصد جائزة لحفظ المتون وفهمها في بلادنا يشكل  عودة مباركة للطريق المنضبطة  التي سلك سلفنا الصالح والذي جمع في المتون  بين إيجاز الألفاظ ،وكثرة المعاني وضبط وحفظ سائر العلوم   ، فيعرف كل قدره ويقف عند حده وبذلك تحفظ متون العلم من أن يعبث بها من لا أهلية له مما لا يملك العدة اللازمة لذلك ،فهنيئا لبلاد المنارة والرباط بجائزة المتون وشكرا لسياة الرئيس على الاهتمام بما هو أهل له .

يحيى بيان

زر الذهاب إلى الأعلى