لماذا هذا الإصرار إذن على تجهيل أجيال كاملة / د . عبد الله ولد بيان

يدرك جميع الموريتانيين، وأولهم المسئولون الحكوميون، أن جيل الطلاب الحالي لا يعرف الفرنسية (مع أنه مجبر على أن يتعلّم بها مواده العلمية)، وأن الأساتذة والمعلمين الذين فرض عليهم التدريس بهذه اللغة منذ 1999 لا يعرفونها بدورهم. وأن هذا “الإصلاح” (الحاجز) اللغوي نتج عنه تراجع كبير لمساحة العون المنزلي للأبناء (وخاصة لدى الطبقة الفقيرة) في مرحلة التعليم الابتدائي، التي تشكل أهم مرحلة في بناء الأسس الاستيعابية للطفل.

لهذا لن يهتم كثير من فاعلي قطاع التعليم بفضيحة تقدم أعداد كبيرة من الحاصلين على شهادات “الليصانص” و”المتريز” لاكتتاب 50 أستاذًا للفيزياء و 40 أستاذًا للفرنسية و 50 أستاذًا للرياضيات فلا ينجح منهم إلا أربعة فقط في شعبة الرياضيات! وسيكون الرد المعهود “الناس ما تعرف الفرنسية”!

طيب، لماذا هذا الإصرار إذن على تجهيل أجيال كاملة بهذه السياسة اللغوية التي فاقمت من انهيار قطاع حساس يعاني في الأصل الكثير من المشاكل الهيكلية؟

عبد الله ولد بيان / الولايات المتحدة الأمريكية

زر الذهاب إلى الأعلى