حسنا منذ أربعِ سنواتٍ كتبتُ نَصًّا خفيفاً شعراً

حسنا
منذ أربعِ سنواتٍ كتبتُ نَصًّا خفيفاً شعراً، ثقيلاً غضباً ضد رئيس استهزأ بالشعر وسخر من الأدب والعلوم الإنسانية، وهي من المرات النادرة التي أتكلم في السياسة أو بها!

دفعتُ الثمن ولم يكن غاليا لله المنة:
فقط فقدتُ وظيفةً،
فقط حوصرتُ من الإعلام الحكومي،
فقط تخلى عني أصدقاء كانوا مقربين وأصبحوا يخشون الظهور معي أو إظهار معرفتي خوفا على أنفسهم…
وفقط وجدتني شخصا غير مرغوب فيه على مستوى وزارة الثقافة والقطاعات الحكومية ذات الصلة بمجال عملي…
وضربات أخرى تحت الخاصرة لا أريد الخوض فيها الآن!

تفهمتُ كل ذلك… وتجاوزته دون ضجة أو ضجيجٍ!

ثم…

اليوم يُتَّصَلُ بي لأكتبَ شعراً يهجو محمد ولد عبد العزيز…
إنها إساءة مزدوجة لي شخصيا

فالسيد محمد ولد عبدالله العزيز كان رئيسا للدولة وما حدث بيننا كان بوصفي شاعرا صادقا مع ذاته، وبوصفه رئيسا للبلاد.. ما زلتُ شاعرا ولكن الرجل أصبح مواطنا عاديا ولا يمكنني أن أكون طرفا في الإساءة لأحد مهما كان.
ثم من قال إنني أكتب الشعر تحتَ الطلب؟ تبا بإنجليزية mbc2

إذا كنتُ لم أخشَ الوقوف ضد الرئيسِ أيام كان رئيسا مُدجَّجاً بالسلطة… ولم أطمع منه في مصلحة شخصية وهو في كامل خيله وخيلائه؛
فإنني بطبيعة الحال لن أنافقَ اليومَ لشخصٍ أو نظامٍ أو أتقربَ إليهما باستخدام مطية الشعر، واستهداف رجل يواجه القضاء،
ولن أفعلَ ذلك مقابلَ مكسب ماديٍّ مطلقا تحتَ أي ظرف.

ما حدث حينها كان تسجيلَ موقفٍ وصرخةَ غضبٍ وإدلاءً بكلمةِ حقٍّ…. ولم يكن ـ معاذ اللهِ ـ استهدافا شخصيا لشخصٍ بعينهِ..
أما وذلك الشخصُ خرجَ من السلطةِ؛ فإنني بَرَاءٌ من أي نيةٍ للنيل منه، والذين يتوقعون عكس ذلك ويسعون إليه أغبياءُ جدا…

الغريبُ أن من بين الذين يريدون مني النيل من ولد عبد العزيز من اعتبرني حينها شخصا غير مرغوب فيه، بل وهاجمني بأقذع الكلام دفاعا عن رئيسه ثم كان من أوائلِ الذين تبرؤوا منه ونالوا منه حين فقد بريق السلطة….

غريبٌ هو هذا البلد
غريبون هم سكان هذا البلد

للموضوع بقية سأعود إليها

محمد ولد ادوم

زر الذهاب إلى الأعلى