الساطع الإخباري تعيد نشر حلقات :أغن اتمتميت مرتبة (الحلقه 1)

يوصف هذا النوع من الأدب : “أعن أتمتميت” بالإفراط في ذكر خصال المتغزل عليها والتودد لها بأساليب مختلفة مع العلم أن الغزل على ثلاثة أنواع إذا كان على زوجة لاشيئ فيه ، وإذا كان على امرأة غير معينة لاشيئ فيه كذلك ، أما النوع الثالث فهو المنهي عنه .
ويتميز (أغن أتمتميت) في الأدب الحساني ببراعة الأسلوب وجمال اللفظة المشحونة بالعاطفة لأنه شعر الوجدان.
وهو خال من التكلف والصنعة ، وموضوعه : ذكر المحبوبة والتودد لها بأساليب معبرة وجميله ، ولقد حرصت المرأة على أن لايسلم من هذا الموضوع أمير ولاإمام ولاشاعر ولإن كان الشعر الفصيح قد سبق إلى هذا الموضوع في قول الشاعر:
قيس ابن المولوح
أمرعلى الديار ديار ليلى ** أقبل ذا الجدار وذالجدارا
وماحب الديار شغفن قلبي ** ولكن حب من سكن الديرا
وفي قول كثير عزة :
ومسا ترابا كان قد مس جلدها ** وبيتا وظلا حيث باتت وظلتي
* * *
وما كنت أدري قبل عزة مالبكا ** ولاموجعات القلب حتى تولتي
وقول عنترة :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل منى وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم
وقول الأخر:
قل للمليحة في الخمار الأسودي ** ماذا فعلت براهب متعبـــــــدي
قد كان شمر للصلاة ثيابه ** حتى وقفت له بباب المسجـــــــــــدي
ردي عليه صلاته وصيامه ** لاتقتليه بحق دين محمــــــــــــــــدي
فإن الشعراء الموريتانيون لم يكونو أقل شأنا ممن سبقوهم لهذا الغرض .
فقد استطاعت المرأة الموريتانية أن تتبوء في قلب الرجل الموريتاني المكانة العظيمة التي تبوئتها المرأة العربية قديما في قلوب رجالها ، وهذا جلي من خلال نصوص الشعراء الشناقطة في الفصيح والشعبي وهذه أمثلة من نصوص الشعراء الشعبيين تؤكد هذا الكلام :
ـ قال أحد الأئمة الموريتانيين:
صليت آن هو لمام خاظت عراد أعل عين
وألزم منه قبل السلام كل أمصلي سجدتين
ـ وقول أحد الشعراء الشعبيين في شأن محبوبته التي تسمى ( جوق)
حاصت ما تســـوق جــــــــوق من دلالي
أوذاك الحاصت جوق ماريت ولا لــــــــــي
ـ وقول الأمير عبد الرحمن ولد أسويد أحمد
ابرورك يلبي فخبر قيد النيل
أو جب عاد أعلي من برور أتليل
ـ وقول الأخر:
أعدي بغل لقياد فول ذيك الكمره
أف مجرا فم الواد يسعدك يالمجره
وقول الأخر :
أمريم ذيك الصانعه لعدت أمره وافسنه
نكبظ كساره مانعه وان دكدق بيه سنه
ـ وقول االأخر:
يدميمي لمقليك صدرياتك لكبـــــــار
وأخبار الريم أعليك مشدود كل أنهار
وقول الأخر:
عنك يبوي أحمد لاريت أمخيتيره
كول الها مر بعد حت يم أفريــره
وقول الأخر:
أكبيل أمع العراد أعطيت أد زازير
أو لاعكبت عند زاد أكبيل أعل الزيره
ووختاما لهذا الموضوع فقد صدق الشاعر حين قال:
نقي المجالس من غليظ الطبع إن رمت الغنى أو مثله من مؤتنس
لابد من ظرفاء أهل نباهة كالأصمعي أوجميل بثينة أو أنس
وشموس صحو مائسات خرد خرس خلاخلهن أنفات النفس
بيض رخمات الكلام كعزة وأميمة وبثينة ذات اللعــــــــــس
إياك إياك المجالس غير ذا إن البياض قليل الحمل للــــــــــــــدنس
الأديب يسلم ولد بيان: لوكالة الساطع الإخبارية