أغرب من الخيال (2)قصة مع الجن المسلم

أغرب من الخيال (2)
قصة مع الجن المسلم
حدثت في المغرب وفي عهد قريب قصة لشيخ مغربي مع الجن المسلم وهي من أغرب القصص وأشدها رعبا.
الراوي هو صحفي مغربي قدير في برنامج إذاعي رصين، وصاحب القصة راق مغربي يمارس الرقية وهو حي يرزق وحدّث بها الصحفي وهو معه في الإذاعة وعبر حلقات شائقة ومخيفة.
يقول الراقي: أنه صحب شيخا زاهدا مباركا يأتيه الناس للرقية والدعاء والعون، ومكث معه بضع سنين، ثم عرف منه عرضا أنه من أهل الأسرار والعزائم فطلب منه أن يعلمه مما علمه الله فقال سأفعل، ثم مرت فترة فأعاد الطلب فوعده الشيخ خيرا ثم لم يفعل، ثم دعاه بعد ذلك وهو في مرض ألم به وقال له: لقد أعطيتك هذا المنزل، ـ و لم تكن له ذرية، ولا يعرف له قريب ـ وبعد وفاتي عليك أن تبقى في المنزل ليلا مدة أربعة أشهر، فإذا لم تر شيئا غريبا طرأ على المنزل فاستخرج كتبي التي في الخزانة وقم بإحراقها ثم قم ببيع المنزل وانتفع بالمال ولا تقم في المنطقة.
مات الشيخ وبقي تلميذه الراقي هناك مدة الأشهر الأربعة ينام في المنزل ليلا في الصالون الكبير المؤثث بأحسن الأثاث، ولم يلحظ شيئا، وذات ليلة في آخر الشهر الرابع كان جالسا في الصالون ومسه نوم خفيف لكنه كان كاليقظان وفجأة سمع أصواتا عذبة ولطيفة بالقرب منه فتعجب وظنه في حلم ثم فتح إحدى عينيه بكسل فخيل إليه أنه يرى أطفالا في عمر الزهور كأطفال البشر لكنهم نشطون و سريعون وعلى وجوههم نور ونضارة وكانوا يصعدون بسهولة على الخزانة وهي ضخمة وطويلة، ويضحكون ويمرحون، فتح عينيه بالكامل ولكنه تسمر مكانه لأن الأطفال لم يعيروه أي اهتمام ومضوا في اللعب والقفز والجري، لكنهم لا يكسرون شيئا ولا يتلفونه، وفجأة توقف كل شيئ وساد صمت رهيب، فنظر أمامه إلى باب الصالون فإذا برجل مهيب بطول مترين بلبس جلابية مغربية وشعره كثير ومنكوش وعيناه شديد سوادهما وعريض يكاد يملأ الحدقتين، وعليه هيبة ووقار، فأحس برهبة شديدة من القادم وتسمر مكانه فخاطبه قائلا: السلام عليكم، ورغم شدة الخوف رد عليه قائلا: وعليكم السلام ورحمة الله، فقال القادم: لا تخف إخوانك من الجن القمريين ونحن مسلمون، ثم جلس غير بعيد منه، ثم دخل رجل آخر يشبهه و لكنه ممتلء وأقرب للقصر وجاء بطبلية الطعام وعليها آنية فيها زيوت مختلفة اللون والرائحة ومعها خبز، فقال الجن الأول: نحن إخوانك من الجن وقد أوصانا عليك الشيخ يرحمه الله وسنبدأ تعارفنا بالأكل معا، وطلبوا منه أن يأكل أولا فوجد الخبز شديد الحرارة كأنه خرج لتوه من الفرن وطعمه لذيذ وكذلك الزيوت بعضها زيت زيتون شديد الجودة وزيوت أخرى لم يعرفها لكنها من أجود الزيوت ولها ريح وطعم من أطيب ما يوجد.
لكنه ذعر عندما لاحظ أن الجن الطويل يمد يده إلى الزيوت والخبز لكنه لا يرفع يده إلى فمه، وكأن الطعام ينتقل إلى فمه بطريقة غير مرئية.
نظر إليه الجن الطويل قائلا: لا تخف لن نؤذيك ولاسيما بعد أكلنا معا، وسنعلمك بشروط يجب الوفاء بها، قال الرجل في نفسه ربما تكون شروطا شركية، فنظر إليه الجني: أنا أعرف ما يدور في رأسك، لكن اعلم أننا مسلمون وموحدون ولا نشرك بالله شيئا ولا نذبح لغير الله ولا ندعو غيره، وما سنطلبه منك إن حصل ما تريد لن يكون مخالفا للدين.
ثم قال له: أولا عليك أن تبقى مدة شهر وأنت تأكل طعاما خلوا من الملح، لأنه يؤدي إلى تلك الرهبة التي اعترتك عندما دخلت عليك، ولا تأكل طعاما خرج من روح، ثم انتظرنا في نفس هذا المكان الأربعاء الأخيرة من كل شهر.
ظل الراقي يتردد على المنزل في ذات الصالون كل ليلة أربعاء من آخر الشهر حتى كاد ييأس، ثم فجأة وجد ذات المشهد الذي صادفه للمرة الأولى، حيث وجد الأطفال يلعبون و يقفزون ولم يكونوا منه وجلين بل كانوا يمرون بالقرب منه وكأنهم يأنسون به، ثم فجأة تسمروا وتركوا اللعب بعد أن دخل الجني الطويل المهيب وسلم فوقف الراقي هذه المرة غير وجل وبسرعة ورد السلام لكن لم يصافحه، ثم جلس الجني الطويل وجاء الجني الآخر بالطبلية نفسها ووضع عليها ذات الطعام، فأكل الثلاثة وبالطريقة نفسها، ثم نظر الجني الطويل إلى الراقي وقال له: الآن سنخبرك كيف سنعلمك وسنشترط عليك شروطا سيشهد عليها جن من القبائل الأخرى وإن أخللت أنت بها تعاقب وكذلك نحن.
أولا ستتجه إلى أرض خلاء قرب مدينتك وتبقى تحت النجوم تسع عشرة ليلة وأمامك طاولة عليها مسك و ثوب أبيض وإناء زجاجي فيه ماء ورد وبالقرب منه بيضة وتبقى تنتظر إلى الصباح فإذا وجدت الأمر على حاله فانتظر وأعد الكرة فإن لم تر شيئا بعد المدة كلها فلن نستطيع تعليمك وإن حدث شيئ فلكل حادث حديث.
خرج الرجل إلى الخلاء الذي عيّنه الجني وبقي ينتظر أمام الطاولة وعليها المطلوب مدة أسبوعين ولم يحدث شيئ وكان يذهب نهارا إلى شغله ويرجع ليلا إلى المكان المعيّن ويجلس أمام الطاولة وهو يرقب النجوم وقد ينام وفي الصباح يتفقد هل حدث شيئ، حتى كاد ييأس وفي آخر ليلة من تلك الليالي استيقظ يئسا فوجد البيضة وإناء الورد على حالهما بينما اختفى الوشاح الأبيض وقارورة المسك، فرجع إلى منزله وانتظر الزيارة المعتادة وفي ليلة أربعاء حدث ما كان يحصل من وجود الأطفال ودخول الجني الطويل والإتيان بالطعام ثم الحديث.
قال الجني الطويل: تلك إشارة إلى أنك ستتعلم لكن بشرط الخلوة ولو اختفى كل ما كان على الطاولة لتعلمت من غير خلوة، ولها شرائطها ومنها أولا الخروج من المدينة إلى منطقة موحشة وجبلية في الغابات قرب تلك المدينة المغربية، وسترى من بعيد مجموعة ذئاب سوداء يقودها ذئب كبير ومرعب لكن لا تخف سيستديرون عندما يرونك ويتجهون صوب الجبل فاتبعهما ولا تخف نحن نسيطر عليها وستجد كهفا في الأعلى لا بد من صعود ممر ضيق للوصول إليه وستجده مثل فوهة المدفع الكبير كلما دخلته ضاق وكلما جلست في فتحته الكبيرة وجدت نفسك في جوفه لكنك ترى السماء فوقك فعليك أن تظل تكرر هذا الكلام وكان كلمات عربية عادية وليس فيها ألفاظ أو أسماء غريبة وانتظر حتى تجد نفسك قريبا من السماء من غير أن تغير من مكانك فستسمع زلزلة وصرخة قوية فلا تقطع القراءة وعندها تنال أمرا عظيما وإن قطعت القراءة هلكت أو حرمت من التعلم، فأعد الرجل الزاد كما أمره الجني ثم اتجه صوب الغابة وعندما قارب منطقة الجبال شاهد قطيع الذئاب فأصابته رعدة لكنه جمع قلبه واتجه إليها فاستدارت كما وصف الجني ويقودها ذئب ضخم أسود واتجهتْ إلى الجبال فسار الرجل وراءها وظل كذلك حتى اقترب من الجبل الموصوف ورأى الكهف كما وصف فرجعت الذئاب وبدأ هو في الصعود مدة ساعات حتى وصل إلى الكهف فوجده مثل المدفع الكبير عبارة عن دهليز طويل وفتحة مفتوحة على الأعلى والجالس فيه يكون في جوفه لكنه مقابل السماء.
بات يكرر الكلمات وحفظها من التكرار وهي بقدر الورقة المكتملة، وفي الليلة الرابعة عشر أحس وكأنه يقترب من السماء من دون أن يبرح مكانه وكلما تقدم في القراءة يوما تلو يوم يجده أقرب إلى السماء حتى كان في اليوم الأخير الموعود يحس بحركة الرياح وكأنه في السحاب أو قريبا منه وصار ينظر الأرض من تحت الكهف بعيدة جدا، ثم كان يكرر الكلام ضحى فأحس فرقعة مرعبة في الجو فثبت على القراءة وفجأة سمع صرخة مرعبة تنخلع لها القلوب لم يسمع بمثلها في حياته وكأنها صاعقة تترد في الصدى فانخلع قلبه ونسي الكلمات واندفع يقرا القرآن وكان يحفظ بعضه، فإذا به يغمى عليه وينتهي كل شيئ ويجد نفسه ملقى في الكهف مكبا على وجهه، فاندفع خارجا ونزل إلى الأرض وهرب متجها إلى الغابة من غير زاد وفي حال سيئ، فلما وصل إلى المدينة أصلح من حاله وبقي في صدمة وخوف وتردد على المنزل مرات فلم يلق أحدا، وذات مرة كان يسير في ناحية المدينة القديمة فإذا بشخصين يلبسان الجلباب المغربي فأخذاه واتجاها به ناحية وخاطباه لقد أخللت بالشرط وكدت تموت ونحن كنا سنعاقبك أشد العقاب لكن وصية شيخك وبرنا به جعلنا ننقذك من الموت و نقرر أن نعاقبك بطريقة أخرى وهي أنك ستبقى سنة كاملة في لباس الدراويش لا تسأل الناس شيئا لا طعاما ولا ركوبا إلا أن يعطونك من غير سؤال وعليك أن لا تقم في أي مدينة أكثر من أربعين يوما ولا تكلم أحدا إلا لضرورة وكلما التزمت بالتنقل وعدم الإقامة الطويلة قلّت مدة العقاب.
لبس ثياب الزهاد وسار في المدينة من غير سؤال أحد، وكان الناس لا يهتمون به ثم صار بعضهم يعطيه طعاما بعد أن كاد يموت جوعا في الأيام الأولى، ثم صار يتنقل من بلدة إلى بلدة وربما مر به صاحب مركبة فينقله مجانا من غير سؤال وطورا يقطع المسافات الطويلة من دون أن يجد من يعرض عليه الصحبة، ثم طفق يتنقل بهيئته الرثة بين الأسواق والمساجد وصار الناس ينظرون إليه نظرة عطف ثم صاروا يرون فيه شيخا صاحب بركة ويهدونه الطعام والشراب من غير سؤال وكان يقتصد في الكلام ولا يجيب عن سؤال عن حاله وهيئته، وكان أولا يحس أنه محروم من الدنيا ثم وجد أنه بدأ يألف الجوع والعطش ولا يحس بهما كما كان من قبل وصار يلحظ الدنيا من باب آخر وكأنه اكتشف أنه خارج صراع الناس على المال والمتع ثم وجد نفسه يعرف ويحس أمورا جديدة عن الدنيا لم يكن يعرفها وهو منغمس فيها، وصار وكأنه ولد من جديد وبدأ يألف حالته الجديدة بل صار مطمئنا وصبورا.
وبعد أن أكمل سنة من التطواف والدروشة وجد جماعة الجن عند باب المدينة التي انطلق منها فخاطبوه: لقد أكملت مدة العقاب وسنعلمك بشروطنا، ونلتقيك في المنزل، فوجدهم كما اتفقوا معه وقالوا له شرطنا الأول أن لا تفرق بين زوجين ولا تخبب امرأة على زوجها ولا تظلم أحدا وأن لا تطلب بالعلم مالا إلا أن يأتيك من غير سؤال، فوافق على الشروط، فقالوا له أخرج الكتب التي ترك شيخك في الخزانة فجاءهم بالكتب فقالوا: هذه كتب أوفاق وطلاسم وهي علوم لا تعرفونها وليست سحرا لكنها لا تعمل إلا بطرائق معينة وهي مفرقة في الكتب بطريقة لا يعرفها إلا من تعلمها منا وبضوابط معينة، فتعلم منهم وأتقن كل ما علموه، وتركوه لحاله.
خرج الرجل من المنزل مثل شيخه هيئة وعلما وصار يمارس الرقية ويؤلف بين الزوجين ويصلح بين المتخاصمين ويساعد المرضى وكل ذلك ينجح بصورة مذهلة واهتبل به الناس واعتقدوا فيه البركة والولاية، وحسنت حاله و كبر في صدور الجميع، ثم ذات يوم حسده جار له و وشى به لدى مدير شرطة فقام بحبسه وطلب منه الخروج من مدينة الرباط في ظرف وجيز، فبات الرجل حزينا فجاءه الجن وقالوا لا تحزن نحن سنتصرف، وفي الصباح الباكر وجد الباب يكاد يكسر ففتحه فإذا بمفوض الشرطة في لباس النوم ويبكي ويمسح على أيدي الرجل فسأله ما بك فرد قائلا: ما كانت أحسبك شيخا فقد آذاني الجن وكشف له عن كتفه فوجده متورما يكاد يتقيح، وقال له أرجو أن تسامحني فرد الراقي فعلت. وبقي في منزله وتسامع الناس به بعد الواقعة فجاءوه بكثرة حتى صار شيخا مشهورا مرهوب الجانب مقبول الشفاعة صحيح الرقية، وذات يوم جاءه رجل كان صديقا له يبكي ويقول: لقد انتزع رجل مني زوجتي فأرجوا أن تفعل شيئا لردها إليّ، فقال: سأفعل ما دامت زوجتك، وأعطاه شيئا في ورقة مطوية وأمره أن يفعل به أمرا بكيفية معينة، فذهب الرجل وانقطع خبره، وبعد مضي شهر على الواقعة وجد الشيخ الراقي نفسه يحلم حلما غريبا وهو أنه يكون في منزل لا يعرفه ثم تأتي جماعة مثل الشرطة وتدخل وتسحبه من مضجعه وتحفر له قبرا في وسط المنزل وتبدأ إدخاله فيه فيستيقظ فزعا وهو يكاد يختنق وفي إحدى المرات وجد التراب على وسادته فكاد يجن وعلم أن الحلم ليس وسواسا بل شيئا آخر، فطلب المشورة من أصدقائه من الجن فقالوا له سنرى ثم قالوا له ما تراه أمر غيبي لا نعلمه نحن الجن ولا الشياطين بل هو شيئ من العالم العلوي ربما كان رسالة ما. وتركوه.
بقي على تلك الحالة شهرا آخر حتى كاد يجن وطفق يبحث في النهار عن منزل بالمواصفات التي رأها في الحلم، وكان يشيع أنه يريد شراءه، وظل أسابيع يتردد على المؤجرين وباعة العقار يبحث عن بغيته بعد أن عمم مواصفات المنزل وبابه الأمامي وشكله وغرفه، وذات مرة رآى منزلا وصفه له أحد السماسرة فجاءه فوجد أمامه شيخا كبارا فتذكر أنه يشبه المنزل في الحلم فسأل الشيخ هل يمكنك تركي أدخل فقال نعم ودخل الراقي وكاد قلبه يتوقف لقد كان المنزل الذي تكررت رؤيته في الحلم وشاهد الساحة التي يحلم بأنه يكاد يقبر فيها، فرجع للشيخ وسأله من أين اشتراه فقال له اشتريته من رجل يسمى فلانا فذهب الراقي إليه فقال له اشتريته من رجل محترم، فجاءه الراقي فوجده رجلا متدينا ومحترما وله أولاد وليس معه زوجة فسأله عن المنزل ما سبب خروجه منه فقال له أن زوجته خانته مع رجل لا يعرفه ولسبب لم يفهمه فهو لم يقصر معها في شيئ و هي امرأة عفيفة، لكن غضب وطلقها ومنعها رؤية أولادها فقال له: وهل تعرف عنوانها قال له لقد أصبحت مومسا تعيش من عرضها ويمكنك أن تجدها في المكان الفلاني، فذهب الراقي إلى المكان وقابل صاحبه وتودد إليه حتى جعله يقابل المرأة وفي البداية تمنعت عن سرد قصتها ثم قبلت تحت إغراء المال وقالت أنها خانت زوجها كما سبق لكنها لم تعرف لماذا فعلت ذلك بل وجدت نفسها تلهث خلف رجل لم يسبق لها أن عرفته من قبل ثم وجدت نفسها في عذاب نفسي بعد طلاقها وفراقها أولادها، قال لها ما اسم الرجل فقالت لا أعرف اسمه لكن أعرف من يعرفه فتوجه إلى من وصفت فوجد رجلا تاجرا قال له لا أعرف مكان الرجل لكن يمكنني أن أعطيك رقم هاتفه فاتصل به فرد عليه وقال له إنني أبحث عنك في موضوع مهم وضربا موعدا فلما وصل الراقي إلى المكان كاد يصعق حين رآى الرجل لقد كان صديقه الذي جاءه ذات يوم يريد رقية تصلح بينه وزوجته، فغضب الراقي وكاد يجن وبدأ في سب المذكور بل كاد يفتك به بينما كان الآخر مستغربا وفي النهاية هدأ الراقي وطلب من صاحبه شرح الحقيقة فقال: لقد جئتك وكذبت عليك والحق أنني عشقت تلك المرأة العفيفة والتي تمنعت ورفضت حتى الكلام معي فجمعت خبرها واسمها واسم والدتها وجئتك فكتبت لي شيئا جعلته بكيفية وصفتها لي فجاءتني وتعلقت بي وكأن بها جنونا وحدث ما كان.
خرج الراقي مغضبا ومطمئنا أنه عرف سبب الحلم لكنه لم يجد له تفسيرا، وفي ليلة ليلاء وجد ذات الحلم وجاءه ثلاثة يريدون دفنه حيا فدخل قوم شكلهم غريب وكأنهم من البوليس وعليهم ملابس عجيبة ومنعوهم وقالوا لهم اتركوه وساروا به وأدخلوه سيارة عادية المظهر ولكنه عندما دخلها وجدها غريبة وفيها شاشة تعرض أشياء غريبة وفيها أدوات لم يرها من قبل وخاطبوه قائلين: نحن لسنا بشرا بل من جند الله في عوالم أخرى ولقد نجوت بسبب صلة الرحم لكنك فعلت أمرا عظيما من الموبقات وكدت تهلك لأنك فعلت سحرا وفرقت بين امرأة وزوجها ولو من غير قصد، والآن اترك ما كانت فيه وتب منه واعلم أن الجن المسلم يعلّم الإنس علوما نافعة في الظاهر ومباحة لكنها تؤدي إلى ذات المحرمات التي يؤدي لها السحر، فقال لهم وكيف سأتعامل مع أصدقائي من الجن المسلم فقالوا: لا يأتونك بعد الآن.
رجع إلى المدينة وباع منزله الذي ورثه من شيخه وترك الرقيا والطلاسم وعاش زاهدا منعزلا.
سرد قصته على الصحفي ليتعظ المسلمون في موضوعه وليبتعدوا عن ما يسمونه السحر الأبيض.
ختام

حماه السالم

زر الذهاب إلى الأعلى