التَّسْبِيح يَرُدُّ الْقَدَرَ ؟

التَّسْبِيح يَرُدُّ الْقَدَرَ ؟
قَرَأْت شَيْئًا لَفت نَظَرِي فَأَحْبَبْت أَنْ أَلَّفْت نَظَرك إليه إذَا أَتَممْتَ قراءته
تَتَبَّعْت التَّسْبِيحَ فِي الْقُرْآنِ فَوَجَدْت عَجَبًا ، وَجَدْتَ أَنَّ
التَّسْبِيح يَرُدُّ الْقَدَرَ كَمَا فِي قِصَّةِ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ تَعَالَى ” فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِين لِلُّبْث فِي بَطْنِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ”
وَكَانَ يَقُولُ فِي تَسْبِيحِهِ “لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ ” .
وَالتَّسْبِيح هُوَ الذِّكْرُ الَّذِي كَانَتْ تَرَدُّدِه الْجِبَال وَالطَّيْر مَع دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ تَعَالَى ” وسخرنا مَع دَاوُد الْجِبَال يُسَبِّحْن وَالطَّيْر ” .
التَّسْبِيحَ هُوَ ذِكْرُ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ قَالَ تَعَالَى ” أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مِنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ” .
وَلَمَّا خَرَّجَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ مِحْرَابِه أَمْرِ قَوْمِهِ بِالتَّسْبِيح قَال ” فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إلَيْهِمْ أَنْ سَبَّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ” .
وَدَعَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ رَبَّهُ بِأَنْ يَجْعَلَ أَخَاه هَارُون وَزِيرًا لَهُ يُعِينُهُ عَلَى التَّسْبِيحِ وَالذِّكْر قَال ” وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ” .
وَوَجَدْت أَنَّ التَّسْبِيحَ ذَكَرَ أَهْلُ الْجَنَّةِ قَالَ تَعَالَى ” دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ” .
وَالتَّسْبِيح هُوَ ذِكْرُ الْمَلَائِكَةِ قَالَ تَعَالَى ” وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي اﻷرض” .
حَقًّا التَّسْبِيح شَأْنُه عَظِيمٌ وَأَثَرُه بَالِغ لِدَرَجَة إنَّ اللَّهَ غَيْرُ بِهِ الْقَدْرَ كَمَا حَدَّثَ لِيُونُس عَلَيْهِ السَّلَامُ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يُسَبِّحَك كَثِيرًا ويذكرك كَثِيرًا .
فَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ .
هَاتَيْن الظَّاهِرَتَيْن ( التَّسْبِيح وَالرِّضَا النَّفْسِيّ )
لَمْ تَكُونَا مرتبطتين فِي ذِهْنِي بِصُورَةٍ وَاضِحَةٍ ، وَلَكِن مرّت بِي آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ كَأَنَّهَا كَشَفَتْ لِي سرّ هَذَا الْمَعْنَى ، وَكَيْفَ يَكُونُ التَّسْبِيحَ فِي سَائِرِ الْيَوْمِ سببًا مِنْ أَسْبَابِ الرِّضَا النَّفْسِيّ ؛
يَقُولُ الْحَقَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
“وسبح بِحَمْدِ رَبِّك قَبْلَ طُلُوعِ الشمسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنائ اللَّيْل فسبّح وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لعلّك ترضى”
لَاحَظ كَيْف اسْتَوْعَب التَّسْبِيح سَائِرَ الْيَوْمِ . .
قَبْلَ الشُّرُوقِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَإِنَاء اللَّيْل وَأَوَّل النَّهَارِ وَآخِرَهُ
مَاذَا بَقِيَ مِنْ الْيَوْمِ لَمْ تَشْمَلْهُ هَذِهِ الْآيَةِ بالحثّ عَلَى التَّسْبِيحِ !
وَالرِّضَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَامٌّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
وَقَالَ فِي خَاتِمَةِ سُورَةِ الْحَجَر : “ولقد نَعْلَمُ أَنَّهُ يَضِيق صَدْرِك بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّك وَكُنْ مِنْ الساجدين”
فَانْظُرْ كَيْفَ أَرْشَدَت هَذِهِ الْآيَةِ الْعَظِيمَة إلَى الدَّوَاءِ الَّذِي يُستشفى بِهِ مِنْ ضِيقِ الصَّدْرِ وَالتِّرْيَاق الَّذِي تستطبّ بِهِ النُّفُوسُ .
مَنْقُولٌ .
وَمَنْ أُعْجِبَ الْمَعْلُومَات الَّتِي زَوِّدْنَا بِهَا الْقُرْآنُ أَنَّنَا نَعيش فِي عَالَمِ يعجّ بِالتَّسْبِيح :
“ويسبح الرَّعْد بحمده”
“وسخرنا مَع دَاوُد الْجِبَال يُسَبِّحْن والطير”
“تسبح لَه السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَأَنَّ مَنْ شيءٍ إلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُون تسبيحهم”
سُبْحَانَك يَارَبّ . . نُدْرِك الْآن كَم فاتتنا كَثِيرٍ مِنْ لَحَظَات الْعُمْر عبثًا دُون اِسْتِثْمارَها بِالتَّسْبِيح !
إذَا أَتْمَمْتُ الْقِرَاءَة عَلَّق بِتَسْبِيح اللَّهُ قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ
جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ أحبتي مِن الْمُسَبِّحِين اللَّهَ كَثِيرًا . . آمِين