شعراء في فلك الممنوع
الشعر وسيلة نبيلة إذا كانت لغاية نبيلة وهو محض الوجدان يكشف فيه الشاعر عن معاناته ومعانات مجتمعه.
وله اغراض متعددة ومن هذه الأغراض : المدح والغزل والرثاء والفخر والهجاء …
وبالشعر وضعت أقوام ورفعت أقوام.
فكان الشاعر يمدح الكريم ويعدد خصاله الحميدة وكأنه يكشف للناس بذلك عن انواع الفضائل ويغرسها في نفوسهم فتحركون لفعل مثل هذه الخصال رغبة في أن يطالهم المديح .
ويهجوا آخر ويذمــــه بالقبائح فتبتعد الناس عنها خشية المذمة إلا أن هناك شعراء يفرطون في بعض هذه الأغراض فيدخولون بذلك في فلك الممنوع عند المجتمعات الإسلامية على الرغم من انهم مسلمون وليس هذا الأمر بالجديد فحين مانسمع قول الشاعر كثيرعزة يقول :
رهبا مدين والذين عهدتم يبكون من حذر العذاب قعودا
لويسمعون كما سمعت حديثها خروا لعزة ركعا وسجــــــــودا
والميت ينشر أن تمس عظامه مسا ويخلد أن يراك خلودا
وقول الأحوص الأنصاري:
الله بيني وبين سيدها يفر عني بها واتبعــــــه
وقول الفرزقدق
هما دلتاني من ثمانين قامة كما انقض باز أقتم الريش كاسره
فأصبحت في القوم الجلوس وأصبحت مغلقة دوني عليها دساكره
وباتت كدوداة الجواري وبعلها خبير دواعي بطنه وقراقره
والأمثلة كثيرة في هذا الموضوع عند الشعراء المتقدمين ولقد سلك بعض الشراء الشعبين نفس الطريق فنجد أحدهم يقول :
لازم من ملك لمر ه راه تل أعل تكانت
يسوعانت فيه قدره واسوه فيه لاماعانت
ويقول آخر :
تجلاج أعلي هون حد بمج جيت لعيال
سكريت عن غير بعد ثابت ما يــــولال
وقول الآخر :
راجل نبق صاحبت لاتكتني يعــــزار
قلب ادميم ماشفت مرفود أعل التلال
وهو النوع كثير في الأدب الحساني ويصدر احيانا من شعراء كبار فلما هذا كله ؟ لقد دخل هؤلاء في فلك الممنوع والحقيقة أن الشعر ينبغى ان يكون أرفع وأسمى من هذا وأن يظل رسالة خلقية نبيلة لا انجرار وراء الآهواء والعواطف الميتذلة .
الأديب : يسلم ولد بيان