مع الشنافي (2)خفايا الاستقلال وأشياء أخرى
مع الشنافي (2)
خفايا الاستقلال وأشياء أخرى
الشنافي وفرنسا
حسب رأي الشنافي أنه كان محل شك بل شكوك من “الدولة العميقة” الاستعمارية، ربما لأن والده المولود بن داداه كان صاحب أنفة وشهامة وكان يكره الفرنسيين ويتجنب الصلة بهم وكان حريصا على أن يقرأ ابنه متون التراث العربي الإسلامي التي جلبها من السنغال، يقول محمد الشنافي: أنا على يقين من أن الفرنسيين كانوا على علم بذلك وسيظل موقفهم من والدي المولود حاضرا في تقاريرهم الخاصة وسيتركون علامة أمنية موثقة تحذر مني، لأنهم بعبارة الشنافي: حقودون ولا ينسون!
الشنافي والمختار
قال أن علاقته بابن عمه المختار يطبعها الاحترام والثقة وأنها بدأت بشكل عملي في فرنسا حيث درسا معا وسكنا برهة في ذات البيت في الحي الطلابي في سياق عرضه المختار في مذكراته، لكن مزاجهما كان مختلفا، يقول: المختار رجل موطأ الأكناف يميل إلى العزلة والصمت (أو لاهو امن أهل لغب)، أما أنا فشديد الحيوية (وامن أهل لغب لاسيما في أمور العلم والثقافة).
سـألته مرة أخرى قائلا: سأطرح عليك سؤالا فيه بعض سوء الأدب مع مقامك، فقال: (أسمع يا صاحب أهل الحوظ) وهكذا كان يلقبني، يمكنك أن تسألني حتى عن أموري الخاصة فالعلاقة بيننا هي الثقة التامة والمودة الكاملة، فسألته لماذا ظل الرئيس المختار “يخشاك: أو يتجنب تعيينك في مراكز حساسة رغم الثقة والقرابة التي تجمعكما؟ رد قائلا: الدولة الحديثة حتى في الغرب تخشى أي خبير أو مفكر أو باحث لديه ملكات معرفية زائدة ورؤية مختلفة عن العموم وأنت نفسك ستكون مثلي في هذا تماما.
ماري تريز
يقول الشنافي أنه لم يكن يطيق السيدة ماري تيريز حرم الرئيس المختار، ويضيف قائلا: يبدو “أنه شعور متبادل”. ويرجع موقفه هذا إلى أنها ربما “عندها موقف من البيظان وثقافتهم”.
ويقول أيضا أنها لم تفصح عن السبب الحقيقي وراء صلتها بالرئيس مختار، بل تحدثت عنه عرضا أو ضربت عنه صفحا، وأنها والمختار و بعض الطلاب في ذلك الوقت
كانوا أعضاء فيما يسمى “نادي”؟ طلبة ما وراء البحار، لكن السيدة حرم الرئيس لم توضح تلك الأمور لأسباب أخرى. (وهنا سكت صاحب أهل الحوظ عن الكلام المباح).
وأضاف أن صعود المختار في السياسة وخفايا الاستقلال وما جرى من أحداث حاسمة في موريتانيا المستقلة ليس كما يعرضه الآخرون، إنه مختلف تماما!
وأنه وثيق الصلة بالحياة الطلابية المذكورة وهي المكان الذي توثقت فيه الصلة بين عدة شخصيات ثم ذهب كل في طريقه! (وهنا سكت صاحب أهل الحوظ عن كل كلام في هذا الشأن وعن الأسماء والعلامات والألقاب. وسيظل ساكتا عن ذلك إلى أجل غير مسمى)!
في الحلقة المقبلة نكمل (بعض خافيا الاستقلال والسياسة)
الدكتور :حماه الله ولد السالم