البرق والعارض/في نافذة على الوطن

لا يا سنَا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَى، … لهَنَّكَ من بَرْقٍ عليَّ كَرِيمُ
لَمعتَ اقتداءَ الطيرٍ، وَالقوْمُ هُجّعٌ، … فَهَيَّجتَ أحَزاناً، وَأنتَ سَليمُ
فَبِتُّ بحَدِّ المِرْفَقَينِ أشِيمُهُ، … كَأني لبَرْقٍ بالسّتَارِ حَميمُ
فهلْ من مُعيرٍ طَرْفَ عَينٍ خَليَّةٍ؟ … فإنسَانُ عَينِ العَامِرِيِّ كَليمُ
رَمَى قَلبَهُ البرْقُ المُلألئُ رَميَةً … بذكرِ الحِمَى وَهناً فصارَ يَهيمُ

نافذة على الأوطان  :

هذه الصورة لحي موريتاني وقد أخذت منه هذه اللقطة  وهو يستقبل عارضا خريفيا على ما يبدو، وقد نال البرق والعارض  نصيبهما من الشعر نظرا لرتباطهما بالمطر وحركة الإنتجاع وتقلب المناخ فنجد  الشاعر امرء القيس يصف السحابه الممطرة بقوله :

على قطن أيمن وبله      وابسر فوق الستار فيذيل

وهذا شاعر أخر يشيم البرق فيقول:

تبصر هل ترى ألواح برق   أوائله على الأفعاة قعود

أرقت له وشايعني رجال   وقد كثر المخايل والسدود

وهاذ حبيس الحجاج لما رأى البرق ليلا ناحية أهله أنشد قائلا :

ألا يا سنَا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَى… لهَنَّكَ من بَرْقٍ عليَّ كَرِيمُ
لَمعتَ اقتداءَ الطيرٍ، وَالقوْمُ هُجّعٌ…فَهَيَّجتَ أحَزاناً، وَأنتَ سَليمُ
فَبِتُّ بحَدِّ المِرْفَقَينِ أشِيمُهُ، … كَأني لبَرْقٍ بالسّتَارِ حَميمُ
رَمَى قَلبَهُ البرْقُ المُلألئُ رَميَةً … بذكرِ الحِمَى وَهناً فصارَ يَهيمُ

ويقال أن الحجاج لما سمع الأبيات أطلق سراحه.

ويقول الأمير الكفيه ولد بوسيف في حواره مع لبرق:

يبرق شيرت ألا بشور  ذاك أمن التشيار أرخ بيه

خالك يلبرق ذاك الشور     وان زاد ألا عالم بيه

وهذا شاعر أخر يقول في  العارض وهو:  السحاب الذي يرى في أقطار السماء ليلا ثم يصبح من الغد قد استوى وحبا بعضه إلى بعض .

يامن يرى عارضا قد بت أرمقه  كأنما البرق في حافته الشعل .

وهنا لانستبعد أن تثيرهذه  الصورة وهذا الموضوع  الشوق والحنين في أبناء مدننا الذين رمتهم صروف النوى إلى بلاد الغربة فيكون سببا في عودتهم إلى أوطانهم  وصلة أرحامهم متى تسنا لهم ذلك.

يسلم ولد بيان /لوكالة الساطع الإخبارية

زر الذهاب إلى الأعلى